أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

منقول السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..



السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..



نستطيع أن نقرر ابتداءً أن “علم التاريخ” – في عمومه، وامتداده زمانًا ومكانًا- مهمٌ وضروريٌ لفهم سنن الله (الثابتة) في الأمم والحضارات، وللوقوف على عوامل النهوض والسقوط، والانتصار والانكسار.. وقد أمرنا الله سبحانه بالسير في الأرض، والاعتبار بأحوال الأمم السابقة، واستنباط السنن المبثوثة في الكون.. حتى يمكننا بالتالي الاستهداء بذلك في رحلة التمكين والاستخلاف، فقال سبحانه: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ ، هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}آل عمران: 137- 138.
وإذا كان هذا ثابتًا ومؤكدًا لمن كان له حظ من فهم.. فإن العلم بـ “السيرة النبوية” – وهي جزء من التاريخ، بل هي أفضل ما عُرف في التاريخ- واستيعاب ما فيها من دروس وعِبَر تتصل بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعبادته، وسلوكه مع أزواجه وأولاده، وأخلاقه في سِلْمه وحربه.. ضروري أيضًا للمسلم الذي يريد أن يفهم الإسلام ويحيا به، كما فهمه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وطبَّقه في حياته وحياة أصحابه.

لأنه إذا كان “القرآن الكريم” – وكذا “السنة النبوية”- يعطينا بيانًا (نظريًا) للعقائد والأخلاق والتشريعات، أمرًا ونهيًا.. فإن “السيرة النبوية” تعطينا النموذج (العملي) لتلك للعقائد والأخلاق والتشريعات، وتعلمنا كيف يحيا المسلم مطمئنًا ومتوازنًا في ظلال المنهج الرباني؟! وكيف يسعد به في دنياه وأخراه؟! وكيف يطبِّقه على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والدولة؟! ولذلك جاء عن سعد بن أبى وقّاص أنه قال: “كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما نعلمهم السورة من القرآن”؛ فالسيرة النبوية متمِّمة للقرآن في فهم الإسلام، وشرح مقاصده وأحكامه وتوجيهاته.
إن الميزة الأساسية للسيرة النبوية، أنها لا تقف عند “القيم المطلقة”، و”المُثُل العالية”، و”النصوص الثابتة”.. بل هي تقدِّم نموذجًا عمليًا وتطبيقيًا لهذه القيم والمُثُل والنصوص، كما تقدم لنا نموذجًا (بشريًا) بلغ أرقى درجات (الكمال البشري) ؛ بما حبا اللهُ صاحبَها عليه الصلاة والسلام من عصمة وتأييد.. ولذلك استحقت السيرة النبوية أن تكون محلَّ أسوة واقتداء، بل أن تكون النموذج الواجب الاتباع والاقتداء، وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى بقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب: 21، وقوله أيضا: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}آل عمران: 31.
أعظم عظماء التاريخ
لقد جاءت سيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – لتمثل برقيِّها وسموِّها التطبيق “البشري” الكامل للقيم “المُطْلَقة” السامية في مختلف جوانب الحياة؛ سواء في سلوك الإنسان مع ربه سبحانه، أو مع زوجه وأهل بيته، أو مع الناس جميعًا.
فهو صلى الله عليه وسلم – قبل النبوة وبعدها- بشرٌ ممن خلق الله، يجوز في حقه ما يجوز في حق البشر، ويصيبه ما يصيبهم.. لكن في حدود دائرة (العصمة) وما يجب لها.. وبذلك تحققت “المثالية” في سيرته العطرة، وتجسَّد “الكمال البشري” في أرقى صوره وحالاته.. حتى إن الكاتب الأمريكي (مايكل هارت) جعل النبيَّ – صلى الله عليه وسلم-: “أعظم عظماء التاريخ”.. وقال عنه الأديب البريطاني (برنارد شو) في إعجاب بالغ: ” إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائمًا موضع الاحترام والإجلال؛ فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيَّات، خالدًا خلود الأبد، وإني أرى كثيرًا من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بيِّنة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة” (يعني أوروبا)..


ولسنا بحاجة للاستشهاد بأقوال المفكرين الغربيين والاستدلال بها على مكانة النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ فمكانته السامية ثابتة – من قبل- عندنا نحن المسلمين، ولكنّا أردنا أن نبيِّن أن الحقيقة الناصعة تأسر العقول الراجحة المنزهة عن الهوى والأغراض الملتوية، وأن الإنسانية الكاملة تستهوي القلوب والأفئدة، وتستنطق ممن يلمسها ويشاهدها آيات الإعجاب والتقدير.
إن النبي – صلى الله عليه وسلم – لو كان “مَلَكًا”؛ لانتفت إمكانية الاقتداء به، ولانتفت معها أيضًا إمكانية تطبيق القيم التي يدعو إليها… لكن جاءت بشريته صلى الله عليه وسلم لتكون شاهد صدق على إمكانية تجسيد هذه القيم المطلقة التي يدعو إليها في عالم الواقع والحياة.. بالرغم مما في هذا العالم من نوازغ وشهوات وصوارف، تتواطأ جميعها على الإنسان؛ لتصرفه عن الطريق المستقيم، والغاية التي من أجلها خلقه الله واستخلفه في الأرض: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} النجم: 56- 57.


فالنبي – صلى الله عليه وسلم – مثل بقية البشر؛ يأكل، ويتزوج، ويمشي في الأسواق، ويغضب ويرضى، ويحب ويكره، وينام ويموت.. ومع ذلك فهو صلى الله عليه وسلم في كل حالاته هذه نبي يُوحَى إليه: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}الكهف: 110..


وقد احتجّ الكفار – لجهلهم وغفلتهم- على كون الرسول صلى الله عليه وسلم بشرًا مثلهم.. وراحوا يرددون حججججججججججججهم الواهية بأن الرسول لا بد أن يكون مَلَكًا، أو على الأقل ينزل معه ملك يؤيد دعوته، ويعزِّز حجته، ويبلِّغ معه؛ كما حكى القرآن ذلك عنهم في قوله: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ، وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ} المؤمنون: 33، 34، وقوله: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} الفرقان: 7.





فجاء القرآن حاسمًا في الردِّ عليهم، وبيَّن الله سبحانه أنه لو أنزل مَلَكًا إلى عباده لأنزله في صورة بشر؛ حتى يتمكنوا من مخاطبته، والأخذ عنه، والاقتداء به.
فلو كان الرسول مَلَكًا، لما كان محلاً للقدوة والاتّباع؛ لأنهم – أي الكفار- سيقولون ساعتها: إن الرسول الذي أُمروا باتباعه والاقتداء به، له قدرات ومَلَكَات ليست لهم، وبالتالي فهو يستطيع أن يفعل أمورًا ليس بمقدورهم أن يبلغوها.. وقد ردَّ الله عليهم حجتهم بقوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ ، وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} الأنعام: 8، 9، وكما قال بعض المفسرين: لو أنزل الله مَلَكًا ثم لم يؤمنوا، لعجَّل لهم العذاب.
مقياسان للكمال البشري
إننا إذا أردنا أن نعرف – بإيجاز- كيف كانت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مظهرًا وتجليًا للكمال البشري؛ فلننظر – مثلاً- كيف كان يغضب النبي – صلى الله عليه وسلم-؟ ومتى كان يغضب؟ وهل كان يستبد به غضبه فيفعل ما لا يليق بمقام النبوة؟!
ولننظر – أيضًا- كيف كان مسلكه – صلى الله عليه وسلم – بين الرعية؟ وكيف كان عدله فيهم؟ وهل كان عنده محاباة لقريب أو لصديق مثلما نفعل نحن البشر؟!
إن معرفتنا بسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – في هاتين الحالتين – كنموذج – كفيلة لتظهر لنا بوضوح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد بلغ درجة من (الكمال البشري) لم يصل إليها نبي مرسل، ولا حتى ملك مقرَّب.. وكفى بذلك شرفًا ومنزلةً..
● أما كيف كان يغضب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ومتى كان يغضب؟… فيكفي أن نعرف أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن ينتقم لنفسه قط، ولم يكن يغضب إلا إذا انتُهكتْ حرمات الله، وكان إذا غضب لا يقول إلا صدقًا، ولا يفعل إلا عدلاً.. وحين وجَّه بعض الصحابة اللوم لعبد الله بن عمرو – لأنه كان يكتب كلَّ ما يسمعه من النبي – صلى الله عليه وسلم – وقالوا له: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتكلم في الغضب فلا تكتب كلما تسمع- فإن عبد الله بن عمرو سأل النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك، فقال له النبيُّ – صلى الله عليه وسلم -: “اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلا حق“، يعني: من شفتيه الكريمتين (رواه أبو داود).
وأما عدله صلى الله عليه وسلم، ومساواته بين الناس، فحدِّث ولا حرج… ويكفي أنه صلى الله عليه وسلم عندما جاءه أسامة بن زيد – وهو الحِبُّ ابن الحِبِّ- ليشفع عنده في المرأة المخزومية، التي كانت قد سرقت؛ نهره النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بشدة، وقال له: “أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟!”، ثم قام صلى الله عليه وسلم فخطب الناس، وقال: “أيها الناس؛ إنما أهلك من كان قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدَّ، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقتْ؛ لقطعتُ يدها” (رواه البخاري).
فهذا هو النبي – صلى الله عليه وسلم -، خاتم الأنبياء، وسيّد ولد آدم ولا فخر، في بشريته الكاملة، وأخلاقه الرفيعة مع نفسه ومع الناس..
وهؤلاء هم أنبياء الله المعصومون؛ الذين جعلهم الله منارات هداية، وأسوة حسنة، وأعلامًا للخير والرشاد..
وهذه هي الإنسانية في أنقى صورها، وأطهر حالاتها..



السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..


السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..



إظهار التوقيع
توقيع : إشرآقـــة أمل
#2

افتراضي رد: السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

بارك الله فيكى غاليتى
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

فعلا رائعه,شكرا جزيلا.
#4

افتراضي رد: السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

جزاك الله خير
إظهار التوقيع
توقيع : صفاءالنفس
#5

افتراضي رد: السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

السلام عليكم
جزاني الله و إياكن حبيباتي
أنرتم الموضـــــــــوع

إظهار التوقيع
توقيع : إشرآقـــة أمل
#6

افتراضي رد: السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..

رد: السيرة النبوية و الكمال البشري .. النبي عليه الصلاة و السلام مثال للكمال البشري..
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
موسوعه قصص الانبياء رحيل الحال قصص الانبياء والرسل والصحابه
الجنه ما احلاها؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ابنة عائشه المنتدي الاسلامي العام
رسائل وصور المولد النبوي 1445 صور بمناسبة مولد النبي رسائل بمناسبة مولد النبي محمد ملآك ولكن.. رسائل وتوبيكات
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسبوسه بالقشطه المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 05:00 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل