


أما المشركون فلمّا علموا بفساد مكرهم وأنهم إنما باتوا يحرسون علي بن أبي طالب لا محمّد بن عبد الله،
هاجت عواطفهم فأرسلوا الطلب من كل جهة،
فأعمى الله أبصار المشركين حتى لم يحن لأحد منهم التفاتة إلى ذلك الغار
بل صار أعدى الأعداء أمية بن خلف يبعد لهم اختفاء المطلوبين في مثل هذا الغار
فأقاما فيه ثلاث ليال حتى ينقطع الطلب، وكان يبيت عندهم عبد الله بن أبي بكر « أمه وأم أسماء واحدة وكان إسلامه قديما وشهد الطائف مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرمي بسهم رماه به أبو محجن الثقفي فدمل جرحه حتى انتقض به فمات منه في أول خلافة أبيه، وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة ودفن بعد الظهر وصلّى عليه أبوه.»
وكان عامر بن فهيرة يروح عليهما بقطعة من غنم، يرعاها حين تذهب ساعة من العشاء، ويغدو بها عليهما، فإذا خرج من عندهما عبد الله تبع أثره عامر بالغنم كيلا يظهر لقدميه أثر.
ولما انقطع الطلب خرجا بعد أن جاءهما الدليل «وهو عبد الله بن أريقط.» بالراحلتين صبح ثلاث، وسارا متّبعين طريق الساحل،
وفي الطريق لحقهم طالبا، سراقة بن مالك المدلجي(*) وكان قد رأى رسل مشركي قريش يجعلون في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتله أو أسره.
فبينما هو في مجلس من مجالس قومه بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام عليهم وهم جلوس فقال: يا سراقة إني رأيت انفا أسودة «اى هيئة احد من بعيد » بالساحل أراها محمدا وأصحابه، فعرف سراقة أنهم هم، ولكنه أراد أن يثني عزم مخبره عن طلبهم،
فقال: إنّك رأيت فلانا فلانا انطلقوا بأعيننا يبتغون ضالة لهم، ثم لبث في المجلس ساعة، وقام وركب فرسه ثم سار حتى دنا من الرسول صلّى الله عليه وسلّم ومن معه، فعثرت به فرسه فخرّ عنها ثم ركبها ثانيا وسار حتى صار يسمع قراءة المصطفى وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات فساخت « اى غاصت.» قائمتا فرس سراقة في الأرض حتى بلغتا الركبتين فخرّ عنها،
ثم زجرها حتى نهضت، فلم تكد تخرج يديها حتى سطح لأثرهما غبار ساطع في السماء مثل الدخان،
فعلم سراقة أنّ عمله ضائع سدى،د وداخله رعب عظيم، فنااهما بالأمان فوقف عليه الصلاة والسلام ومن معه حتى جاءهم،
ويقول سراقة: وقع في نفسي حين لقيت ما لقيت أن سيظهر أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، 
وكان أهل المدينة حينما سمعوا بخروج رسول الله وقدومه عليهم يخرجون إلى الحرة

وصل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل قرب الظهر
هذا التاريخ حققه المرحوم محمود باشا الفلكي أن ذلك كان في اليوم الثاني من ربيع الأول الذي يوافق 20 سبتمبر سنة 622،
وهذا أول تاريخ جديد لظهور الإسلام (**) بعد أن مضى عليه ثلاث عشرة سنة، وهو مضيق عليه من مشركي قريش، ورسول الله ممنوع من الجهر بعبادة ربه، أما الان فقدآواه الله هو وصحابته رضوان الله عليهم بعد أن كانوا قليلا يتخطفهم الناس.



التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| تغريدات الشيخ موسى بن راشد العازمي عن السِّيرَةِ النَّبَويِّة | طُمُوحي الجنّة | السنة النبوية الشريفة | 22 | 20-09-2018 10:47 AM |
| دستور المدينة.. مفخرة الحضارة الإسلامية | توتى 1 | المنتدي الاسلامي العام | 2 | 10-04-2018 11:18 AM |
| من فوائد دراسة السيرة النبوية | نسيم آڸدکَريآت | السنة النبوية الشريفة | 5 | 29-04-2017 01:46 PM |
| كتابة سيرة ذاتية بالإنجليزي بشكل احترافي | ana menna | منتدى عدلات التعليمي | 2 | 25-02-2014 09:38 AM |
| كتابة السيرة الذاتية ... طريقة و نصائح و كيفية | فريال علاء | منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة | 2 | 07-08-2013 08:42 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع