أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=339669
434 1
#1

افتراضي فوضى مَن ذكريات الطفولةَِ

ليست بداية لسيَِرة ولا نواح على ماضَِي ، وإنما هي رغبةَِ دفينة فيَِ أن أبوح
برجعيَِتي وبأنني" إنسان قَِديَم "
( الفوطَِة ) أبنية طينَِية مشبع طَِينها من الخارج بالتَِبن وداخلها مطلَِي (بالجصَِ)
الأبيَض أتذكَِرها جيداً إننا كنا نقضم هذاَِ الكلاء بأسناننا ونحن أطفَِال ولدت هناكَِ في الفوطة
وفي الدور العَِلوي , تقول أمي رَِحمها اللهَِ أن العديدَِ من الأمهاتَِ فارقن الحياَِة أثناء الَِوضع فَِي السَنة
التي َِولدت فيَِها وأنها َِكانت قلقةَِ لكن ولادتَِي كانت يسيرةَِ وعيتَِ على أشياء كنت اعتقَِد
انني وعيت علَِيها ولكن التواريَِخ تثبَِت استحالَِة ذلكَِ اعتقَِدت أنني أذكر جيداً المَِلك عبدالعزيزّ
وقد توفي رَِحمه الله وعمريَِ أربع سنواَِت ولكن يبدوَِ أنني كنت َِاتخيل هذا الرجلَِ الكبير بسبَِب
وجوده بيننا بَِعد وفاَِته ووعيتَِ على نفسَي , وأنا طفل يتعثر في كَِلامه
وعلى ملَآمحه شيء من البلادةَِ والخجَل ليَه آحسَ إنيَ وآنآ آشوفكَ حزينَ مهندَس الكلمهَ البدرَ مشَآركهَ
كان ( أبو َِسعد) يشتري ما يلزم البيت َِمن مواد غذَِائيةَو ( صويلحة ) تطهو طعامَِنا ،
وبجانب الَِقرب الضخمةَِ التي يوضع فيها الماء ليبَِرد ، كانت ( سلامة ) تغسل ََِشعري بالسدر وتدَِهن
وجهي بالفازلين لتخفف من َِالشقوق الصغيرة التي يتركها البَِرد والجفاف على جلدَِيَ
ومازلَِت أتحسس أثر كي عتيق فَِي عنقي من الَِخلف ،لا أذكر حادثة الكي ولا سببها ، كان عُِمري





سنة أو أقَل ويبدو أنني كنَِت مريضاً ليَِضعو ذلك المعدن الَِملتهب على لحمَِي
في ربيع معشَِب هاجمتنا آلاف الأسرَِاب من الحشَرات ،لم يكن الأمر عادياً بل كان سريعاً ،
وما زلَِت اتخيل الساحة الواسَِعة داخَِل منزلنا وقد تحولت إلى بَِساط أسود منَِ الحشراتَِ كانوا
يحشون فتحات الأبواب السفلية بالخيش كَِي لا تلج أمواج الحَِشرات داخل َِالغرفَِ
كنا في سَلام مع الظلام َِوالشمس الحارقة والجن والغبارَِ وكنا قد بدَِأنا نكتشَِف ( البنسلين )
كمضاد حَِيوي وحيد يشفى كل َِشيء* وكنا نموت من أمراض تعد علىَِ الأصابَِع ليَه آحسَ إنيَ وآنآ آشوفكَ حزينَ مهندَس الكلمهَ البدرَ مشَآركهَ
كانت القَِصائد قد أخذت تغفل الَِغزل والجمل وتتحدث عنَِ العربة وستائرهاَِ المخملية
التي َِخلفها ( النواعَِس الَِسود ) وكانتَِ كل قصيدة تعرف في مَِن قيلت
دون أن يغصب َِأحد وكم تمَِنيت أن أكبر وأحب َِوأكتب قصيدة جميَِلة في الحبيبةَِ
كبرتَِ وكتبت قصائد كَِثيرة ومازلت اَِصر أن قصائدي لم تكتب لأحدَِ
كنت أسَِمع ( الكبار ) يناقشًِون أشياء كثيرة ، ويتطرقوَن للسياسَِة ،
ولا يخفون حمَِاسهم لكل حركة تَِحررية تحدث في العَِالم العربي وفرحهمَِ بهَآ
كنا نحسَِ أن كل من قاَِل : أنا عرَِبي ، هو منا ، إلى أن صدَِمنا أن هُِناك عرَِب وعَرب !
مازلت اتذَِكر حماسي منقطع النَِظيَر عندما حدث العدوانَِ الثلاثي علىَِ مصر بعد َتأميم قنَِاة
السَِويس ، وكيف كنت أَِسمع الأخبار والَِأناشيد الحماسية من ِالمذياع
الذي َِفي غرَفة ( صَالح العنَِبر ) ثم أذهَِب لأقص كلَِ ما سَِمعته على ( العجائز َِ) أو أمهاتيَِ
اللواتَِي يرافقن والدتي رحمها اللَِهوهن يجلسن فيَِ ظلال البيَِت في اٍلصبِْاح ، وكان لديَِ
عادة غير جيدة حيَن ينشغَِلن عن حَِديثي في أمَِر آخر ،
وهي إنني اضع إصبعي على ذقن من تواليني منهن وأجذبَِ وجهها ناحيتي كي أكمَِل
موضوعي الذي لا ينتهيَِ ، " هذه مرحلة ما بعَِد البلادة والتعثَِر في الكَِلام ليَه آحسَ إنيَ وآنآ آشوفكَ حزينَ مهندَس الكلمهَ البدرَ مشَآركهَ "

وأنا فَِي " الفوطهَِ " وعيت على كوَني ( ابن َِسعوَد )
ولاحظت أن الأطفال فيَِ الشارع لم يضعَِوا ذلك في حَِسبانهَم كان أسلوَِبهم الفظ َِيشملني
ونحن نلعب ربما تكون أول مَِره اعرف فيها معَنى أن تكون ( ابَِن سعوَد )
ذهبت في العيد للسلام على َِالشيوخ وأعطيت جنيهينَِ من الذهب وضَِعتهما في
جَِيب ثوبي العلوي وحين خرجتَِ استقَِبلني مرَِافقنا (َ ناصرَِ ) وقاَِل ( الحذيَِه ) وهي تعنَِي انهَِ
يطلب مني أن أعطيَِه الجنيَِهين ، أو أحدهَِما على الأَقل واشرت إلَِى جيبي العلوي
فَاخذ ( ناصر ) َِعيديتَِي ,
وقد أدركت بعد تلَِك الحادثة أن من حقي أن اَِحصل على أشيَِاء مادية اكثر بكَِثير من أي
طفَِل عاديَِ , ولكن لمَِ يكَن لي الحق في أن احَِتفظ بهَِا الشيخة ( بكسرَِ الشيَن ) سَيف ومنَِسف
لا ادري إن كاَِن هذا متل عند أَِهل نجد أو شرَط , / ليَه آحسَ إنيَ وآنآ آشوفكَ حزينَ مهندَس الكلمهَ البدرَ مشَآركهَ
ولكن الأكَِيد آن المشهورين مَِن الرجَِال في الجَِزيرة العربية كَِانوا إما كرَِماء أو شُِجعاَن
كاَِن من حقي وأنا طفل أن أتخيَِل أنني الإماَِم تركيَِ بن عبَِداللهَ أو عبيد اَِلعلي الرشَِيد , وحين أضَِع
رأسي على الوسادََِة احمل سيفَِي ( الأجرب ) وافتح المَِدن , واحرَِر القرَِى أو أنَِ امتطيَِ
صهوة ( كروش َِ) واخوض المعارك وأنا أَِشدو بأجملَِ ( حَداء ) في الدنَِيا
كان بالإمكان أن يستَِمر ذلك الحلم لولَِآ تدخلَِ هتَلر َ , ومونت جمَِري , وماك أرثَِر ,
ومعرفتي المفاجئةَِ ( بالايس َِكريم ) واكسفورد َِستريتَِ

رومانسَِيتي بدأت بعد أن تخطيت الثانية عَِشرة من عُِمري أما قبلَِها فلم يكنَِ لي أي عَِلَآقةَ
بالرومانسيةَِ , كنت طفلَِآ قاسياَِ ودمويا في بعِض الأحيان اذكر إنناَِ كنا نربَِي ( الحمَِام ) أو بالأصَِح
أخواتي يربون الحمَِام وأنا أحاول أن اشويَِ بعضها ِحيآ , وفي العاشرة من َِعمري امَِتلكت
بندقَِية وكان هذا أمر مؤسف لكلَِ أنواع الطُِيور و الحيوانات َِإنما بعد الثانَِية عشرة تغيَِرت الأشياءَِ
وتحولت إلى فتى حالم وعاشَِق يمتلك شفافية كبَِيرةَِ
يخيلَِ لي أنني ولدت في مرحلة َِانتقالية وتَِغيرت الدنًٍيا بعد ولادتي بسرعة رًٍهيبًة
( ليس لولادَِتي بالطبع دخل في َِهذا ) وان كنت ولَِدت في بيت منَِ الطَِين ففيَِ التاسعةَِ
من عمري كَِنت ادرس في مدينة الإَِسكندريَِة في مَِصر ,
وفي الثامَِنة عشرة َِمن عمري كنت في فرانسيسكو فَِي أمريَِكاَِ , / ليَه آحسَ إنيَ وآنآ آشوفكَ حزينَ مهندَس الكلمهَ البدرَ مشَآركهَ
فيَِ الَِسابعة عشرة مَِن عمري كتَِبت هذا الشَِعر :

لَـآ وَالذيَ سوآك مآرديَ سوآكَ . . . . مآخبرَ نفسَ قدَ تمنتَ قدرهَآ
آغلَىَ حيآتيَ منَ ثوآنيَ بهَآ لقآكَ . . . . لوَلآكَ مآتسوىَ حيآتي كدَرهآ ,
ودنَيا خلت مَِن صافي الود ويَِآكَ . . . . يا عل يكَِسف شمَِسها مع قمرهَِا



إظهار التوقيع
توقيع : عاشقة الصلاه
#2

افتراضي رد: فوضى مَن ذكريات الطفولةَِ

تسلم ايدك حبيبتي
إظهار التوقيع
توقيع : نَقاء الرُّوح
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ذكريات......... ذكريات............ذكريات.......ذكر jira أقلام عدلات الذهبية
الحب في الله / الحب في الله بين الرجل والمراه / الحب في الله وغارت الحوراء المنتدي الاسلامي العام
رواية فوضى الحواس للكاتبة أحلام مستغانمي ريموووو مكتبة عدلات
فيا خيبةَ مَن نام ولم تَشْهَد له الملائكة عند ربه! فلسطين المنتدي الاسلامي العام
مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ Nothing To Lose القرآن الكريم


الساعة الآن 01:49 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل