أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلم

شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلم

السؤال : هل الكافر إذا كان يؤذي الناس ، ويتمادى في الفساد ، وكافر آخر لا يؤذي الناس ، فهل الكافر الذي يؤذي الناس ويتمادى في الفساد يكن عند إسلامه أعظم أجرا من الكافر الذي لا يؤذي الناس إذا أسلم هو أيضا ؛ لأن الكافر الذي يؤذي الناس له سيئات كثيرة فتصبح عند إسلامه وتوبته كلها حسنات، يعني هل تبدل سيئاته التي عملها أثناء ارتداده إلى حسنات يعني إذا عنده ألف سيئة تصبح ألف حسنة ؟ والدليل ما أخرجه الطبراني من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبي فروة شطب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ، ولم يترك حاجة ولا داجة ، فهل له من توبة ؟ فقال : ( أسلمت ؟ ) فقال : نعم ، قال : ( فافعل الخيرات ، واترك السيئات ، فيجعلها الله لك خيرات كلها ) ، قال : وغدراتي وفجراتي ؟ قال : ( نعم ) قال : فما زال يكبر حتى توارى . وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا الْجَنَّةَ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ، فَيُقَالُ: عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: نَعَمْ، لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً، فَيَقُولُ: رَبِّ، قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لَا أَرَاهَا هَا هُنَا ) فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ . وحديث آخر ليتمنين أقوما لو أكثروا من السيئات إلى نهاية الحديث ، فهل هذا الكلام صحيح ؟


الجواب :
الحمد لله
دلت النصوص على أن الكافر إذا أسلم بدلت سيئاته حسنات، ومن ذلك قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان/68- 70.
ومن ذلك حديث أبي فروة الذي ذكرت، وهو حديث حسن صحيح كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في المطالب العالية (2847).
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " وقد وردت أحاديث صريحة في أن الكافر إذا أسلم ، وحسن إسلامه ، تبدلت سيئاته في الشرك حسنات ، فخرج الطبراني من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبي فروة شطب أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ، ولم يترك حاجة ولا داجة ، فهل له من توبة ؟ فقال : " أسلمت ؟ " فقال : نعم ، قال : " فافعل الخيرات ، واترك السيئات ، فيجعلها الله لك خيرات كلها " قال : وغدراتي وفجراتي ؟ قال : " نعم " قال : فما زال يكبر حتى توارى" انتهى من جامع العلوم والحكم (2/ 300).
وأما حديث: "ليتمنين أقوام..." فقد رواه الحاكم في المستدرك (7718) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات " ، قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : ( الذين بدل الله سيئاتهم حسنات ) " وصححه الحاكم، والألباني في السلسلة الصحيحة (5/ 209).
وهذا الحديث وحديث أبي ذر عند مسلم هو في شأن المسلم المذنب، فإنه تبدل سيئاته حسنات أيضا ، بالتوبة، وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (129710).
فإن قيل: كيف ينال الكافر المؤذي للمسلمين أجرا أكثر من الكافر الذي كان لا يؤذيهم، أي إذا أسلم هذا وهذا؟




فالجواب من وجوه:
الأول: أن هذا الكافر الفاجر المؤذي لو أسلم كان ذلك عملا عظيما كبيرا؛ لما فيه من تخليه عن دينه، وشهواته وجرائمه، وكلما عظمت جرائمه ، كان تخليه عنها أعظم من تخلي من قلت جرائمه وموبقاته، فلا عجب أن يكون أجره أعظم وأكبر حين تبدل سيئاته حسنات.
الثاني: أن الشأن كله في توفيق هذا الكافر الفاجر للإسلام، فلا يوفق لذلك كل أحد، والله أعلم بمن يستحق الهداية والإكرام، ممن لا يستحق ذلك، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) الأنعام/53
الثالث : أن هذا التبديل في الدنيا ، بمعنى أنَّ الله يُبَدِّلُ من أسلم وتاب إليه بَدَلَ ما كان عليه من الكفر والمعاصي : الإيمانَ والأعمالَ الصالحةَ . وحكى هذا القول إبراهيم الحربي في " غريب الحديث " عن أكثر المفسرين ، وسمى منهم : ابنَ عباس ، وعطاء ، وقتادة ، والسُّدي ، وعِكرمة . وهو المشهورُ عن الحسن. ينظر : "جامع العلوم والحكم" لابن رجب" (1/319) .
الرابع : وهو ما ارتضاه ابن رجب الحنبلي رحمه الله ، تقريرا ، في جواب من قال : " يَلْزَمُ من ذلك أنْ يكون مَنْ كَثُرَت سيئاتُه أحسنَ حالاً ممن قلَّتْ سيئاتُهُ " ؟
فيقال : إنَّما التبديلُ في حقِّ مَنْ نَدِمَ على سيئاته ، وجعلها نصبَ عينيه ، فكلما ذكرها ازداد خوفاً ووجلاً وحياء من الله ، ومسارعة إلى الأعمال الصالحة المكفرة ، كما قال تعالى : ( إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً ) ، وما ذكرناه كله داخل في العمل الصالح ، ومن كانت هذه حاله فإنَّه يتجرَّعُ من مرارة الندم والأسف على ذنوبه أضعافَ ما ذاق من حلاوتها عندَ فعلها ، ويصيرُ كلُّ ذنبٍ من ذنوبه سبباً لأعمال صالحةٍ ماحية له ، فلا يُستنكر بعد هذا تبديل هذه الذنوب حسنات." انتهى، من "جامع العلوم والحكم" (1/322) .
والله أعلم .




شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلم



إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#2

افتراضي رد: شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلم

رد: شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلم
رد: شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلمرد: شبهة حول تبديل سيئات الكافر حسنات إذا أسلم


إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
مصطلحات نفسية : المزااااااج ¥~alaa ~¥ العيادة النفسية والتنمية البشرية
تعريف التقليد ودوره في تنمية لغة الابن المعاق,لتنمية لغة الابن المعاق,التعريف,النمذجة ربي رضاك والجنة ذوي الاحتياجات الخاصة
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بسبوسه بالقشطه المنتدي الاسلامي العام
200 باب من أبواب الخير,تعرفي علي أبواب الخير التى إذا فعلتيها فى رمضان كنتِ من عتقاء الشهر لؤلؤة الحَياة ابـواب الخـير


الساعة الآن 06:12 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل