أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل ( مع قصة امرأة عمران)


وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (  مع قصة امرأة عمران)



نزلت هذة القصص وتحدثت تلك السورة عن هذه الآيات العِظام وجرى الحديث عن تلك الشجرة المباركة المصطفاة "آل عمران" والذين منهم مريم ومنهم عيسى لتوصل رسالة واحدة وهي أن هذه الشجرة نبتت على التوحيد وعاشت على التوحيد وماتت على التوحيد ولم تتلطخ بأوضار الشرك يوماً.


يقول الله عز وجل (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33))
الله عز وجل يخلق ما يشاء ويختار ويصطفي ما يشاء سبحانه وهذا الاصطفاء أثر من آثار كمال علمه وحكمته. وما السر في التنصيص على هذه الأصول الأربعة؟ فآدم أبو البشر ونوح أبوهم الثاني وأما ابراهيم فهو سيد الحنفاء عليه الصلاة والسلام والذي يدّعي اليهود والنصارى أنهم أولى به من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما آل عمران فمنهم خرجت تلك الشجرة المباركة فضّلهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم ثم قال سبحانه وتعالى (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ) يتناسلون ويدرأ الله هذه الذرية فتنتشر.

هنا يقرر القرآن قاعدة عظيمة في السنن الكونيه والسنن الإلهية والشرعية ألا وهي أن الذكر ليس كالأنثى وبطبيعة الحال الأنثى ليست كالذكر أيضاً وبهذا نعلم سفه الذي ينادون بالمساواة بين المرأة والرجل في كل شيء فإنهم يصادمون الشرائع ويصادمون فطرة الله التي فطر الناس عليها ويصادمون هذا المعنى الشرعي الواضح الفطري الذي لا يخالف ولا يجادل فيه إلا معاند. من قال إن الذكر كالأنثى؟ أيستوي الرجل الذي أعطاه الله عز وجل ميزة في القوة وفضله درجة على المرأة وأوجب الله عليه من الواجبات من النفقة والجهاد وتحمل الدّيات، أيستوي هذا مع المرأة التي أنيطت بوظائف لا يمكن أن يقوم بها الرجل أصلاً كالحمل والإرضاع والولادة ورعاية شؤون الأسرة والأطفال وغير ذلك من الوظائف. إن الذي يجب أن يُطالب به هو إقامة العدل بين الرجل والمرأة لا إقامة المساواة فالمساواة مصادفة فطرية

وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (  مع قصة امرأة عمران)


(وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)
فلم تقف الهمة عند الدعاء للولد فحسب بل دعت لولدها ولولد ولدها ولولد ولد ولد ولدها ولمن شاء الله تعالى ممن يتناسل من ذريتها. وهكذا يتسع فضل الله عز وجل ويستحضر الإنسان كرم الله عز وجل فإن كرمه لا حدّ له وإجابته إذا أكرم الله تعالى بها العبد فإنه لا منتهى لها ولهذا نقرأ في سورة الكهف (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا (82) الكهف) قال عدد كبير من السلف كان ذلك جدّه السابع.



(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ)
الله أكبر! ما اجمل العبارة أن يتقبل الله عز وجل دعاء هذه المرأة وأن يتقبل الله تعالى هذا المولود فيتقبله الله عز وجل لتكون امرأة ميسرة لكل خير، هذا معنى القبول الحسن بأن ييسر الله تعالى أمرها حتى صارت من خيرة نساء الدنيا وطار ذكرها في العالمين.
وهنا يتوقف الإنسان عند إضافة القبول إلى لفظ الربوبية دون أن يقول الله تعالى فتقبلها الله وفي ذلك من الأسرار -والله أعلم بمراده- أمران:
1. الأمر الأول الإشارة إلى ربوبية الله عز وجل الخاصة بهذه المرأة التي تقتضي حفظاً وتأييداً ونصراً وعناية وكلآءة
2. والأمر الثاني أن الربوبية من آثارها الرزق والتدبير وهذه من أركان ربوبية الله عز وجل والشأن هنا أن يأتي القبول من الله فإذا وصف القبول بأنه حسن فلا تسل عن الكرامات بعد ذلك





وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (  مع قصة امرأة عمران)


قال الله عز وجل (وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا)
ما النبات الحسن؟ أهو حسن القوام؟ أهو الجمال؟ أهو بهاء المظهر أم اعتدال الخلقة؟ أم هو حسن الخلق وجمال المنطق وغير ذلك مما يبتغى من الأمور المعنوية؟ الواقع أن فضل الله تعالى يشمل ذلك كله فإن جمال البدن إذا لم يُكس بجمال الخلق لا قيمة له وإن كان جمال الخلق إذا وجد فإنه أكمل وإن حصل نقص في جمال الخلقة لكن الله تعالى جمع لمريم عليها السلام ذلك كله فأنبتها عز وجل نباتاً حسناً فهي حسنة النبات حسّاً حسنة النبات معنى.

وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (  مع قصة امرأة عمران)

(وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا)
ثم أكمل الله النعمة على هذة المرأة الصالحة التي فيما يظهر من واقع القصة أنها لم تكن قادرة على إدارة شؤون البنت أو على كفالتها فكفّلها الله سبحانه وتعالى زكريا وفي قراءة (وكفِلها زكريا) أي تولى عنايتها ورعايتها وضمها إليه فإن زكريا هو زوج أخت مريم عليهما الرحمة والرضوان لأن عيسى ابن مريم ويحيى ابن زكريا هما ابنا خالة كما هو معروف وثابت في الصحاح وكل ذلك أثر من آثار إجابة الله تعالى لدعاء تلك المرأة الصالحة وحسن رعايته لها فإن وجود البيئة الصالحة للمرء أو لليتيم أو الصغير هو بلا ريب من أعظم الأسباب المعينة على صلاحه فانتقوا واختاروا يا عباد الله لأولادكم وبناتكم الأعوان الصالحين والصدقاء الطيبين فإن البيئة مؤثرة ولا شك

احرصوا على أن تكون بيئة بيوتكم على ما يوافق شرع الله تعالى فإن البيئة الحسنة لها أثرها ولو بعد حين فإن تربية الإنسان في نشأته على سماع الكلام الطيب ورؤية الأمور الطيبة ستطبع في قلبه نقشاً لا يزيله مرور الزمن بإذن الله تعالى لكن المصيبة حينما ينشأ الطفل وتنشأ الطفلة على مشاهد في قنوات فضائية فاضحة فاسخة متفسخة في أخلاقها، متفسخة في قيمها يخرج الطفل الصغير وعينه اعتادت رؤية المتبرجات أمام الرجال، اعتادت أذنه أن تسمع الموسيقى بلا ترددـ اعتادت أذنه واعتادت عينه أن تشاهد وتستمع إلى الأفلام التي تغرس القيم الرديئة في القلب هذا انتحار مبكر وذبح متقدم لأخلاق هؤلاء الأطفال ثم يشكو بعض الآباء بعد ذلك: الأولاد تغيروا، الظروف تغيرت، نعم الظروف لم تكن كسابقها لكنها أيضاً الوسائل المعينة على التحصين والتربية إن كانت في الماضي القريب قليلة فهي اليوم أكثر من ذي قبل والله تعالى لا يجمع على عباده المشقة من كل وجه فإذا كثر الشر رحم الله العباد بكثرة وسائل الخير والإنسان خصيم نفسه فليعد للسؤال جواباً وللجواب صواباً والله تعالى يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ (6) التحريم) امنعوا واحفظوا.

اللهم إنا نسألك يا حيّ يا قيوم أن تصلح نياتنا وذرياتنا، اللهم كما أصلحت امرأة عمران ومريم وابنها اللهم فأصلح قلوبنا وأصلح أزواجنا وأصلح ذرياتنا برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم اجعل بيوتنا بيوتاً تتنزل عليها السكينة والرحمة ويتلى فيها كتابك وسنة رسولك يا رب العالمين.


اسلاميات




وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (  مع قصة امرأة عمران)



#2

افتراضي رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل ( مع قصة امرأة عمران)

احسنتي بارك الله فيك

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#3

افتراضي رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل ( مع قصة امرأة عمران)

رد: وقفات قرآنية مع د.عمر المقبل (  مع قصة امرأة عمران)



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الذي يدفع بالزوج لخيانة زوجته مع امرأة أخرى,لاتكونى سبب خيانه زوجك لكِ ŞäĐęėm الثقافة والتوجيهات الزوجية
قصة الحجاب من كتاب العبرات للاديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي ريموووو قصص - حكايات - روايات
مريم ابنة عمران sho_sho قصص الانبياء والرسل والصحابه
قصة عن امرأة تضع النقاب في فرنسا! salwa libya حوارات اجتماعية مفتوحة
قصة عجيبة ... لثبات امرأة !! طماطم منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة


الساعة الآن 08:15 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل