( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون {127}إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون):
فهذه معيته الخاصة لأوليائه بالحفظ والرعاية والتأييد والولاية ، بحسب تقواهم وجهادهم .
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
علوا في العبودية والمكانة .
انتظر الفرج في الحديث عند الترمذي : « أفضل العبادة : انتظار الفرج » . ( أليس الصبح بقريب ) . صبح المهمومين والمغمومين لاح ، فانظر إلى الصباح ، وارتقب الفتح من الفتاح .
تقول العرب : « إذا اشتد الحبل انقطع » . والمعنى : إذا تأزمت الأمور ، فانتظر فرجا ومخرجا .
وقال سبحانه وتعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
وقال جل شأنه:
( ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا )
(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
(عائض القرنى)
أكثر من الاستغفار ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا{10} يرسل السماء عليكم مدرارا{11} ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) .
فأكثر من الاستغفار ، لترى الفرح وراحة البال ، والرزق الحلال ، والذرية الصالحة ، والغيث الغزير .
( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله )
وفي الحديث : (( من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا )) .
(عائض القرنى)
{ قال ربُّك هو عليَّ هيِّن }
إنْ أحْرَقتْ قلبك جَمْرة اليأس ..
أطفئ لهيبها بهذه الآية .
(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّن......)
هذه الكلمة التي تملا القلب باليقين في قدرة الله المطلقة
قالها الله لزكريا لما تعجب من مجيء الولد على الكبر
وقالها الله لمريم لما تعجبت من مجيء الولد بغير أب
وهي موجهة لكل من استبعد قدرة الله أو يأس من أمر أو عجز عن شيء
أو فقد الأمل في حلم
كل شيء عليه هين سبحانه وتعالى....
فمهما كان هذا الأمر عظيما عند الناس فتذكر هذه الآية
فليس يعجز الله شيء قط، ولا تتعاظمه حاجة أبدا، ولا يستكثر في جوده وكرمه أمر من الأمور، بل كل شيء عليه هين يسير، ومقاليد السماوات والأرض بيده، ومفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ونواصي العباد جميعا في قبضته، وقلوبهم بين أصبعين من أصابعه، وخزائنه ملأى لا تغيضها نفقة، ويداه ميسوطتان ينفق كيف يشاء.
من طال عليه الأمد، وتسلل إليه اليأس، وساورته الشكوك، وحامت حوله الهواجس، وظن بالله الظنون، فليراجع إيمانه، وليجدد إسلامه وانقياده، وليكثر من التأمل في أسماء الملك وصفات عظمته وجلاله وجماله وكماله {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [فاطر: 44].