أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)


في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)


( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )





بسم الله تجعلك على بصيرة من الأمر
يعني البسملة، إذا قدت سيارتك وقلت: بسم الله الرحمن الرحيم،
فليبادر ذهنك إلى أين أنت ذاهب ؟
هل أنت ذاهب إلى مكان لا يرضي الله عز جل، فيتناقض ذلك بين البسملة وبين هذا المكان، فتنثني عن ذهابك عندئذٍ وتعود إلى صوابك.
هل تشكر الله على نعمة المركب ؟ هل تسخرها لعباد الله ؟ هل تعين بها الضعيف ؟ هل تنقذ بها المريض ؟ القضية واسعة جداً، النبي عليه الصلاة والسلام، قال:

((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر.))
[أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة]
يعني: مقطوع الخير، ألَّفت كتاباً، هل تذكر في الكتاب شيئاً باطلاً، فإذا كتبت في صدر صفحاته بسم الله، فإنك تدقق: هل هدفك من هذا التأليف خالص لوجه الله أم تبتغي به السمعة والرفعة، بسم الله تجعلك على بصيرة من الأمر.

في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)

العلماء حاروا في الفرق بين الرحمن والرحيم:
قال بعضهم: الرحمن بخلقه جميعاً، والرحيم بالمؤمنين.
وقال بعضهم: الرحمن بجلائل النعم، والرحيم بدقائقها.
وقال بعضهم: الرحمن في الأولى، والرحيم في الآخرة.
وقال بعضهم: الرحمن في ذاته، والرحيم في أفعاله.



الرحمة الشيء الذي يرتاح له الإنسان
فالله سبحانه وتعالى خلقنا ليرحمنا
هناك فرق بين الرحمن والرحيم، الرحمن في ذاته، والرحيم في أفعاله، ذاته رحيمة، وأفعاله رحيمة، الرحمن الرحيم، والرحمة شيء يبعث الراحةَ في النفس، فالمطر من رحمته، تهطل الأمطار فتمتلئ الينابيع، وينبت النبات، وتثمر الأشجار، ونأكل، وترخص الأسعار، فهذا من رحمته، والأبناء من رحمته، يبدلون سكون البيت حركة وحياة، ويبعثون الأنس في البيت، وإذا كبر الابن يعين والديه، فالابن رحمة من الله، قال تعالى:
( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (84) )
(سورة الأنعام )
وهبنا له، فالرحمة كل شيء يرتاح له الإنسان، فأن تعمل هذه الأجهزة عملاً منتظماً فهو من رحمة الله، وأن تأكل طعاماً لذيذاً فهو من رحمة الله، وأن تشرب ماءً عذباً فراتاً فهو من رحمة الله، وأن تسكن إلى زوجة، تطيعك إذا أمرتها، وتسرك إذا نظرت إليها، وتحفظك إذا غبت عنها، فهو من رحمة الله، وأن ترى طفلاً كالملاك يتحرك في البيت، فهو من رحمة الله، وإن كان لك عملٌ يدرُّ عليك دخلاً فهو من رحمة الله، وإذا ذهبت إلى بستان فمتعت النظر بجماله فهو من رحمة الله، وإذا هبت نسمات لطيفة عَطَّلت عمل المكيفات، وأوقفته فهو من رحمة الله، وإذا كان الدفء فهو من رحمة الله، فالرحمة الشيء الذي يرتاح له الإنسان، فالله سبحانه وتعالى خلقنا ليرحمنا قال تعالى:
( إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) )
(سورة هود)
ليرحمنا في الدنيا، ويرحمنا في الآخرة، أما أن يقول الإنسان: سبحان الله، خلقنا الله ليعذبنا، هذا كلام الشيطان، ما خُلقت يا أخي للعذاب بل خُلقت للرحمة، كي يسعدك في الدنيا والآخرة.

في الدنيا إذا آمنت بالله يمتعك إلى حين ويؤتي كل ذي فضل فضله،
حتى في الدنيا فيها سعادة، وفيها سرور لمن أطاع الله عز وجل:
( مَّا يَفْعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ( 147))(سورة النساء)
المصائب قد تكون عقاباً على المعاصي
خلقنا ليرحمنا هذا هو الهدف الإلهي الكبير، ولكن العذاب الذي يعذبنا الله به من صنع أيدينا، من معاصينا، من ضلالنا، من انحرافنا، من طغياننا، مِن بُعْدِنا، ومن تقصيرنا، حتى الهمُّ يهتم له الإنسان إنه انعكاس لأعماله الزائغة.


في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)



#2

افتراضي رد: في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)

جزاكى الله خير

إظهار التوقيع
توقيع : زاهرة الياياسمين
#3

افتراضي رد: في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)

رد: في رحاب التفسير مع الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي (سورة الفاتحة)(2)



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تحميل القرآن الكريم كاملا للقارئ فارس عباد mp3 حبيبة أبوها القرآن الكريم
مفاهيم سور القران الكريم الاميرة 1 القرآن الكريم
ترتيب سور القرآن حسب النزول غايتي الجنة القرآن الكريم
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
تحميل القرآن الكريم كاملا بصوت العجمى mp3 حبيبة أبوها القرآن الكريم


الساعة الآن 04:53 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل