أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=365476
800 1
#1

افتراضي سورة القدر (راتب النابلسى)


سورة القدر (راتب النابلسى)

قال تعالى:
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍِ ﴾

لماذا هي خير؟

لأن الإنسان يسعد بها،
ما الذي يشقي الإنسان؟
الخوف، الخوف يشقيه، إذا قال الخائف: حسبنا الله ونعم الوكيل، قال: الله عز وجل:
﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾
[ سورة آل عمران: 174]

إذا قال الإنسان الذي أصابه غم: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال تعالى:
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
[ سورة الأنبياء: 87-88]

إذا قال العبد وقد شعر أن مؤامرة تحاك ضده: وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، فقال الله عز وجل:
﴿ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴾
[ سورة غافر: 45]

إذا الإنسان خاف من المكر وفوض أمره إلى الله عز وجل يقيه الله سيئات الماكرين، وإذا أصابه غم فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)، وإذا قال الإنسان وقد أصابه خوف: حسبي الله ونعم الوكيل (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله)، فإذا عرفت الله تعرف كيف تدعوه، وتعرف كيف تفوض أمرك له، وتعرف كيف تتوكل عليه، وتعرف كيف تستسلم له، وتعرف كيف تطيعه، وتعرف كيف تناجيه، لذلك ليلة القدر خير من ألف شهر.

عرفت الله وقدرته حقّ قدره أمدك الله بالملائكة فسددوا طريقك وأسعدوك :
أنت إذا عرفت الله صرت أقوى المخلوقات، وإذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله.
هذا معنى قوله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر)،
يصيبك الخير العميم وتسعد في الدنيا والآخرة، لماذا؟
قال تعالى:

﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾
إذا قدرت الله اتصلت به، فإذا اتصلت به جاءتك الملائكة بتجليات الله عز وجل على قلبك، جاءتك الملائكة بتجليات الله فأسعدتك، وجاءتك الملائكة بتوجيهات الله فسددت طريقك، لا ترتكب خطيئة لا تقع في حماقة لا تقع في غضب مفاجئ من غير مبرر، لا تركن إلى إنسان غير موثوق فيه، فهناك ملائكة تسدد عملك.
﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾
إنسان مقدم على صفقة، هذه الصفقة غير رابحة يقول لك: تضايقت، مقدم على شيء فيه خير يقول: انشرح صدري.

﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾
عرفت الله وقدرته حق قدره أمدك الله بالملائكة فسددوا طريقك وأسعدوك ووجهوك وحذروك وأمروك ونهوك، إذا أحب الله عبداً جعل له واعظاً من قلبه، إذا أحب الله عبداً عاتبه في منامه، إذا أحب الله عبداً عجل له في العقوبة، هذا معنى (تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر)، إلى أن تصبح حياتك سلاماً في سلام، لا قلق، لا همّ، لا حزن، لا خوف، لا توقع مصيبة، لا مرض، لا خوف، لا يأس، لا قنوط.



يا أيها الأخوة الأكارم، نحن الآن مقبلون على العشر الأخير، والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا أقبل العشر الأخير شدّ المئزر وأيقظ أهله واجتهد في العبادة ما لا يجتهد في غير رمضان، النبي الكريم رقي المنبر فقال: آمين، ثم رقي الدرجة الثانية فقال: آمين، ثم رقي الثالثة فقال: آمين، فقالوا: يا رسول الله علام أمنت؟ قال: جاءني جبريل فقال لي: خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له إن لم يغفر له فمتى؟ نحن في رمضان، ونحن في العشر الأخير، أي دقق في سلوكك، راقب هل في بيتك مخالفة؟ هل هناك معصية؟ هل تسمع الغناء؟ هل تشاهد مالا يرضي الله عز وجل من البرامج؟ هل تنظر إلى الحرام؟ هل تغتاب أحداً؟ هل تكذب في البيع والشراء؟ هل تغش مسلماً؟ هل تأكل حراماً؟ دقق إذا تقصيت الحلال في كل شيء تجلى الله على قلبك. يقول العبد:
((يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب له))
[مسام عن أبي هريرة]

نحن في مناسبة لا تعود إلى العام القادم، ونحن على أبواب العشر الأخير نريد صيام الخصوص، صيام الجوارح، بل في العشر الأخير صيام خصوص الخصوص، ترك ما سوى الله عز وجل، معنا كتاب الله عز وجل فيه نبأ من كان قبلنا ونبأ من كان بعدنا، في القرآن آيات لما تؤوَّل بعد، فيه قوانين الحياة، فيه مفتاح السعادة، فيه مفتاح الطمأنينة، فيه مفتاح الإقبال على الله عز وجل، فلذلك هذه السورة على صغرها وعلى إيجازها ثلاثة أسطر لكن يجب أن تعرفها، إذا عرفتها نقلت من العبادة إلى العلم، إن صرت عالماً عندئذ كما قال الإمام علي كرم الله وجهه: العلم خير من المال لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق.


تقول: أنا مشغول عندي موعد، عندنا ضيوف، تعبان، معنى هذا لم تعرف ما عند الله عز وجل، لو لك مع واحد مئتا ألف وقال لك: تعال خذها قبل الآذان بنصف ساعة وأنت صائم ماذا تفعل؟ تشعر بنشاط منقطع النظير، تأخذ سيارة أجرة، وأنت تعد المال هل تنام؟ لو أنك ترى ما عند الله من خير وتخشى ما عنده من عقبات لما فرطت بمجلس علم واحد، يقول لك: حضرت مجالس منذ ثلاثين عاماً ولم أتغيب، دليل اهتمام وصدق لذلك هذه سورة القدر هذه سورة عظيمة وأرجو الله أن تكون في قلوبكم لأن فهمها سهل.


راتب النابلسى









سورة القدر (راتب النابلسى)



#2

افتراضي رد: سورة القدر (راتب النابلسى)

يارك الله فيكِ وافادك واثابك
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مفاهيم سور القران الكريم الاميرة 1 القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت الحصري 2024 .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
مسابقة عدلات الدينية السؤال الثالث شقاوة آنثى المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 03:19 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل