أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (39 )عليكم بالجماعة


تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (39 )عليكم بالجماعة



عليكم بالجماعة

معنى:
﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ﴾
أي أنك ينبغي أن تكون ضمن جماعة، لأن الجماعة رحمة والفرقة عذاب:
(( عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ إِنَمَا يَأْكُلُ الذِئبُ القَاصيَّةَ ))[ النسائي عن أبي داود]

هناك منافسة ضمن الجماعة، وهناك تصحيح مسار دائماً ضمن الجماعة، وهناك رغبة بالتفوُّق، هل سمعت بكل حياتك مسابقة بلا جماعة، هل يمكن لإنسان أن يركض وحده ويقول لك: أنا كنت الأول، على من فزت بالأول ؟ المسابقة فيها مجموع، هناك فريق، فلمَّا قال الله تعالى:﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ ﴾(سورة الحديد: من آية " 21 ")معنى هذا أنك ضمن جماعة، كلمة مسابقة تعني أنك ضمن جماعة

الجماعة رحمة، والنبي عليه الصلاة والسلام طمأننا :

(( إِنَّ أُمَّتِي لا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلالَةٍ ))[ ابن ماجة عن ابن مالك ]
إذا تكلَّم الإنسان وفق الحق والكل ساكتون هذا اسمه إجماع سكوتي ، الآن كتاب يُطْرَح في الأسواق صحيح، أدلَّته قويَّة، وفق منهج الله، وفيه روح الدين الإسلامي، تحقَّقت فيه مقاصد الشريعة، لا تجد أحداً يحكي عليه، ولكنهم يثنون عليه، الثناء على هذا الكتاب دليل أن الناس تلقَّوْه بالقبول، أما لو كان فيه انحراف عقائدي لهاجمه الناس، فسكوت الناس عن شيء صحيح هذا اسمه إجماع ولكنَّه سكوتي

على المؤمن أن يكون مع جمهور المؤمنين لا مع مطلق الجمهور:

قال تعالى:
﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ﴾
كن مع المجموع، حتى إذا قرأت في الكتب كن مع الجمهور لا مع الآراء الشاذَّة النادرة القليلة، هناك آراء شاذة، لها أدلَّة ضعيفة، كن مع الجمهور ؛ مع جمهور العلماء، لأن الجمهور رحمة، طبعاً جمهور العلماء وليس الجمهور العادي:﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾(سورة الأنعام: من آية " 116 " )

كن مع جمهور المؤمنين لا مع مطلق الجمهور( لا تكونوا إمَّعة ))[الترمذي عن حذيفة]




من هو الإمَّعة، قال: " إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت "، هذا ليس صحيحاً، يجب أن تكون لك استقامتك، ويجب أن لا تعبأ بقول الناس إذا كانوا على انحرافٍ لا يرضي الله عزَّ وجل:
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ﴾

يتوهم الإنسان بالعُزلة أوهاماً مضحكة، يبني قصوراً من الأوهام، ولكنه يتحجم عندما يقيم مع الآخرين، وهذا التحجيم صحِّي، قد تتوهِّم أنك أكبر مؤمن، فعندما تجلس مع مؤمن أكبر منك ترى أن عملك لا شيء أمام عمله، إخلاصك أقل من إخلاصه، طموحك أقل من طموحه، تتحجَّم، فهذا التحجيم ضروري جداً للإنسان، هذا التحجيم منطلق العطاء، منطلق التفوّق، أما لو أنك توهَّمت أنك في مستوى رفيع جداً، وأنت بعيد عن المجتمع هذا الوهم غير صحيح، هذا يُقْعِدُكَ عن طلب العُلا.

من فوائد الجماعة :


من فوائد الجماعة أنها رحمة ؛ أولاً تصحِّح لك المسار،

ثانياً تحفزك على التفوُّق، ثالثاً تأخذ بيدك إذا تعثَّرت، إذا كان للإنسان أخوان كرام يأخذون بيده إن أخطأ، ويعيدونه إلى الصواب إن شرد، يجتهد اجتهاداً مغلوطاً فيصحِّحون له اجتهاده، ولذلك صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين ضعفاً، السبب ؟ ا
لصلاة هي الصلاة، السبب هو الاجتماع، وكم من أخ يأتي إلى بيتٍ من بيوت الله فينزل على قلبه من السّكينة والراحة النفسية والطمأنينة، يلتقي بأخوانه، ينسى همومه، هذه ساعات النفحات الإلهيَّة ؛ نفحات تعين على مصاعب الحياة



موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية



تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (39 )عليكم بالجماعة



#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (39 )عليكم بالجماعة

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (39 )عليكم بالجماعة

بارك الله فيك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (29) الشعور بالطمأنينة امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (25)جنة ادم ليست جنة الخلد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (18) النهي عن التباهي بحظوظ الدنيا امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (2) الباطل يتعدد و الهدى واحد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (1) لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم؟ امانى يسرى القرآن الكريم


الساعة الآن 06:02 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل