أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 63)إحذر قسوة القلب

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 63)إحذر قسوة القلب


قسوة القلب علامة البُعد ورقَّة القلب علامة الرحمة:

مؤشِّر الإيمان يتحرك تماماً مع مؤشِّر الرحمة،

أنت رحيمٌ بقدر ما أنت مؤمن، وأنت قاسي القلب ـ لا سمح الله ـ بقدر بُعْدِكَ عن الله.
﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) ﴾
( سورة الزمر)

وفي آيةٍ أخرى:
﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ (74) ﴾
( سورة البقرة )





قلب الكافر كالصخر، لا يرحم، ولا يعطف، ولا يتألَّم، يبني مجده على أنقاض الآخرين، يبني غناه على إفقارهم، يبني حياته على موتهم، يبني أمنه على خوفهم، قلبٌ كالصخر؛ فهؤلاء الذين خاضوا حروباً عالمية خَلَّفت خمسين مليون قتيل ـ الحرب العالمية الثانية ـ قلوبهم كالصخر من البعد عن الله؛ كلما ابتعدت عن الله كلما قسا القلب، فقسوة القلب علامة البُعد، ورقَّة القلب علامة الرحمة.
" يا أمير المؤمنين إن الناس خافوا شدتك "، قال: " والله يا أبا ذر لو يعلم الناس ما في قلبي من الرحمة لأخذوا عباءتي هذه، ولكن هذا الأمر لا يناسبه إلا كما ترى ".
وقالوا لسيدنا الصديق " أتولي علينا عمراً !؟

" قال: أتخوِّفونني بالله ؟
أقول: يا رب ولَّيْتُ عليهم أرحمهم، هذا علمي به فإن بدَّل وغيَّر فلا علم لي بالغيب ".

﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً (74)﴾
كل إنسان بعيد عن الله له قلبٌ كالصخر
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8)بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ(9)﴾
( سورة التكوير )
الذي يتحمل أن يضع بنتاً كالوردة في التراب، ويدفنها، هذا وحش، وهؤلاء الذين يدمِّرون الشعوب ؛ شعب يموت من الجوع، كل سنة خمسمئة ألف طفل يموت جوعاً ولا ذنب له، هؤلاء قلوبهم من ماذا ؟

هم وحوش، فهذا الوضع الجديد الذي جد في العالم كشف الأقنعة، لم يعد هناك قناع، الدول الغربية البعيدة عن الله وحوش تبحث عن مصالحها فقط، ولو دمَّرَت عشرات الشعوب، ولو عاشت على أنقاض البشر، هذا شأن الكافر، كل إنسان بعيد عن الله وحش، وحش بكل ما في هذه الكلمة من معنى:
﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ(8)بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ(9)﴾
( سورة التكوير )


ما دام القلب منقطعاً عن الله فيه قسوة، أبعد قلب عن الله القلب القاسي:

﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
[ سورة آل عمران: 159 ]

أي لو كنت منقطعاً عنا لامتلأ القلب قسوة، فانعكست القسوة غلظة، فانفضوا من حولك، والله معادلة رياضية، اتصال رحمة لين التفاف، انقطاع قسوة غلظة انفضاض، هذه الآية يحتاجه الأب، المعلم، صاحب المتجر، مدير المؤسسة، مدير المدرسة، رئيس الجامعة، أي منصب قيادي بحاجة ما دام القلب متصلاً هناك لين، ورحمة، والرحمة شعور داخلي، ينعكس ليناً في المعاملة، هذا اللين يجلب الناس حولك، المقطوع عن الله يمتلئ القلب قسوة، تنعكس القسوة غلظة، ينفض الناس من حوله.



موسوعة النابلسى للعلوم الشرعية

تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 63)إحذر قسوة القلب





#2

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 63)إحذر قسوة القلب

شكرا جزيلا
إظهار التوقيع
توقيع : نور الحزن
#3

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 63)إحذر قسوة القلب

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة ( 63)إحذر قسوة القلب

تشرفت بالمرور العطر
تحياتى

أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القلب والاعجاز العلمي في القران ,وسائل التواصل بين القلب والدماغ lolo_lola الاعجاز العلمي
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (35 )الربح مع الله عزَّ وجل. امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (31)لماذا اكثر الانبياء من بنو اسرائيل امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (25)جنة ادم ليست جنة الخلد امانى يسرى القرآن الكريم
تفسير راتب النابلسي لسورة البقرة (10)تجارة المؤمن رابحة امانى يسرى القرآن الكريم


الساعة الآن 04:55 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل