أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=370742
907 2
#1

افتراضي من قصص الالتزام بالعهود

من قصص الالتزام بالعهود


من قصص الالتزام بالعهود

من قصص الالتزام بالعهود


قال الله تعالى: ﴿ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ﴾ [الأنعام: 152] (3)
ذلكم وصاكم به (الوصايا العشر)
عن سليم بن عامر قال: كان بين معاويةَ وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم ليقرب، حتى إذا انقضى العهدُ غزاهم، فجاء رجلٌ على فرس - أو بِرْذَوْن - وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر، فإذا هو عمرو بن عَبَسَةَ، فأرسل إليه معاويةُ فسأله؟

فقال: سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((من كان بينه وبين قوم عهدٍ، فلا يشد عُقدةً ولا يحلها حتى ينقضيَ أمَدُها، أو ينبِذَ إليهم على سواءٍ))،

فرجع معاوية، ومعناه: لا يفعل شيئًا مما فعَله معاوية قبل انقضاء العهد، أو ينبِذ إليهم على سواء؛ أي: يُعلِمهم فلا يغدر بهم، وهذا من قوله تعالى:
﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾ [الأنفال: 58]،
والمعنى - كما في تفسير فتح القدير -:
أنه يخبِرُهم إخبارًا ظاهرًا مكشوفًا بالنقض، ولا يناجزهم الحربَ بغتة، وهذا الحُكم لمن كان بينه وبين المسلمين عهدٌ، وإلا فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم كان يبغت الكفارَ إذا أراد حربهم، ويورِّي عندما يتجهَّز؛ حتى لا يعلَمَ به أعداؤه، وقال: ((الحربُ خَدْعةٌ))[1]،
وقال: ((إنا إذا نزلنا بساحِ قوم، فساء صباحُ المنذَرينَ))[2]، وهذا عندما يصبِّحُهم بغتةً.

_وفي الصحيحين عن عبدالله بن عون قال: كتبتُ إلى نافع أسأله عن الدعاءِ قبل القتال؟ فكتَب إلي:

"إنما كان ذلك في أولِ الإسلام، وقد أغار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بني المصطلِق وهم غارُّون، وأنعامهم تسقى على الماء، فقتَل مقاتلتَهم، وسبى ذراريَّهم، وأصاب يومَئذٍ جُوَيريةَ؛ حدثني بذلك عبدُاللهِ بن عمر، وكان في ذلك الجيش.
_ومعنى "غارُّون": أي غافلون غيرُ منتبهين، فباغَتهم وهم على هذه الحالة.
وهؤلاء لم يكُنْ لهم عهدٌ عند رسول الله، وأخبَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه أنهم ما التزموا العهدَ والوفاء به، فإن الله سبحانه فاتحٌ عليهم الدنيا، وإذا انتهَكوا ذمَّة الله وذمَّة رسوله، فإن اللهَ مانعُهم ذلك؛

_فعند البخاري عن أبي هريرةَ قال:
"كيف أنتم إذا لم تجتبوا درهمًا ولا دينارًا؟ فقيل له: وكيف ترى ذلك كائنًا يا أبا هريرة؟ قال: إي والذي نفسُ أبي هريرة بيده، عن الصادق المصدوق، قالوا: عمَّ ذلك؟ قال: تُنتَهكُ ذمَّةُ اللهِ وذمة رسوله، فيشُدُّ اللهُ قلوبَ أهل الذمة، فيمنَعون ما في أيديهم" [3]

_ لذلك كان الصحابةُ رضوان الله عليهم يحرِصون على تطبيق تعاليم النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا يتخطَّوْنها؛
ففي تطبيقها ينزل اللهُ النصرَ على المسلمين، وكانوا لا يقرُّونَ أي جندي على الخطأ، حتى وإن جلَب لهم النصرَ الظاهريَّ؛ لأن رسالتَهم أسمى من الانتصار في ساحة المعركة فقط، إنهم يريدون أن يُدخِلوا الإسلامَ بهَدْيِه إلى كل قلبٍ وبيت، فلا يوافقون على الغدرِ مطلقًا، وقد رأينا من قبلُ تكبيرَ عمرِو بن عَبَسَةَ وهو يقاتِلُ في جيش معاوية، ويستنكر على معاويةَ ما يفعلُه خلاف ما أمر به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛
_ففي الموطأ أن عمرَ بن الخطاب كتَب إلى عامل جيش كان بعَثه: إنه بلغني أن رجالاً منكم يطلبون العِلْج - الرجل الفارسي
أو الرُّومي - حتى إذا أسند في الجبل وامتنع قال رجلٌ: "مَتْرس"، يقول: لا تخف، فإذا أدرَكه قتله،
_والذي نفسي بيده، لا أعلَمُ مكانَ أحَدٍ فعل ذلك إلا ضربتُ عنقه"[4]،
_فهذا تهديد للجندي المسلم الذي يسلُكُ سلوك الغادرين ويقول للعدو الفارِّ الذي أصبَح في أعلى الجبل أو في حصنٍ منيع: انزل لا تخَفْ ويؤمِّنه، ثم إذا نزَل قتَله، فأقسم عمر أنه سيقتُلُ مَن يفعل هذا من جنودِ المسلِمين،
كما أن هذا الفعلَ يجعَلُهم يفرُّون ولا يستسلمون، وكلمة "مترس" فارسية بمعنى: لا تخَفْ.
_لقد كان عليه الصلاة والسلام يبتعدُ عن أي فعل قد يؤوَّل أنه نقضٌ للعهد أو فيه غدر؛

__فعن أبي رافع قال:بعثتني قريشٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ألقي في قلبي الإسلام، فقلت: يا رسول الله، لا أرجعُ إليهم أبدًا،
_فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبِسُ البُرُد، ولكنِ ارجِعْ، فإن كان في نفسِك
الذي في نفسِك الآن، فارجِعْ))،
_قال: فذهبتُ، ثم أتيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت"[5]،
ومعنى "لا أخيس": لا أنقض، والبُرُد: جمع بريد، وهو الرسول الوارد إليه ليبلِّغَه رسالة الخَصم،
_وهنا في الحديث، لم يقبلِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم انضمامَ أبي رافع إليه؛ لأنه أتى بعهد، ولو قبِل ذلك لقالت قريش كلامًا كثيرًا في هذا الشأن: هدَّده فأسلم، أو حبَسه فأسلم، وكانت ستفعل ذلك بمبعوثِ المسلمين،
_لكن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أراد أن ترى قريشٌ فِعْلَ أبي رافع عِيانًا، يرجع إليها بنتيجة المباحثات ثم يعودُ مسلِمًا بحريته واختياره، فلا يُتَّهم المسلمون بقَسْرِه على ذلك؛ لأنه وقَع في أيديهم.
_ولقد كان التهديدُ بالغًا لمن يعاهد ثم يغدر، سواءٌ كان هذا بالنسبة للأشخاص أو بالنسبة لوليِّ أمر المسلمين أو قائدِهم؛ ففي البخاريِّ ومسلمٍ عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

((مَن قتَل معاهَدًا لم يَرَحْ رائحةَ الجنة، وإن ريحَها يُوجَد من مسيرةِ أربعين عامًا))[6].
وفي الموطَّأ أن عبدالله بن عباس قال: "ما ختَر قومٌ بالعهد إلا سُلِّط عليهم العدو"،

والخَتْر بمعنى: الغَدْر.
من قصص الالتزام بالعهود
[1] رواه البخاري ومسلم، جامع الأصول 1054.
[2] رواه الستة عن أنس 1085.
[3] المصدر نفسه 1135.




[4] جامع الأصول 1142.
[5] جامع الأصول 1140.
[6] جامع الأصول 1137.

د. محمد منير الجنباز
من قصص الالتزام بالعهود

من قصص الالتزام بالعهودمن قصص الالتزام بالعهودمن قصص الالتزام بالعهود
تابعوا معنا قصص للوفاء بالعهد



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: من قصص الالتزام بالعهود

نماذج من الوفاء بالعهد
(1)
ذكر الواقديُّ تفصيلاً في حصار مدينة بعلبك، وأن قِسمًا من جيشها بقيادة حاكمها هربيس قد حوصروا في قرية محصَّنة ليس فيها زاد، وأبو عبيدة محاصر لبعلبك، ومن قبله سعيد بن زيد محاصر لهربيس، فأراد هربيس أن يحتال ليوقع صلحًا مع المسلمين، فقال للترجمان: انزِلْ إلى هؤلاء العرب وخُذْ لنا منهم أمانًا، واستوثِقْ لنا منهم حتى أنزل إليهم، فلعلنا نُجري بيننا صلحًا، ولعلي أمكر بهم حتى أرجع إلى المدينة، فنزل الترجمان وقال لسعيد بن زيد: جئت لآخذَ منك أمانًا لبطريقنا ألا تنقضَ لنا عهدًا، فقال سعيد: ليس من أخلاقِ الأمراء ومَن يقود الجيوش أن يغدِرَ بعد الأمان، ولسنا - بحمدِ الله - ممن ينقض عهدًا، وقد أعطيت صاحبَك أمانًا ولمن معه ممن ألقى السلاح وخرَج يطلب الأمان مستسلمًا، فرجع الترجمان إلى سيِّده، وأعلَمه بجواب سعيد، وقال له: اخرج، وإياكم والغدرَ؛ فإنه يُهلك صاحبه، وإن هؤلاء العرب لا يخُونون أمانهم وعهدهم، ثم نقله إلى أبي عبيدة، وطلب أبو عبيدة مبلغًا معينًا لقاء الصلح، فرضي هربيس به، وكتب أبو عبيدة نص الأمان وفيه: "ولنا عليكم خراجُ أرضكم في العام الآتي، وأداء الجزية في كل عام، وأنتم بعد ذلك لا تحملون علينا سلاحًا، ولا تكاتبون ملِكًا، ولا تحدِثون حَدَثًا ولا كنيسة، وترون النصحَ للمسلمين"، وقال هربيس: ولنا شرط، فقال أبو عبيدة: وما شرطك؟ قال: لا يدخل إلينا من أصحابك أحدٌ، وتنزل صاحبَك الذي تستخلفه علينا خارج المدينة بأصحابه، ويكون له الخراجُ والجِزية، وتدعني أنا من داخل المدينة للإصلاح بين الناس، والنظر في أحوالهم، ونحن نُخرِج إلى من تخلِّفه علينا من أصحابك سوقًا يكون فيه من جميع ما في مدينتنا، ولا يدخلون إلينا مخافة أن يُغلظوا بكلامهم على كبرائنا، ويفسُد الأمر بيننا وبينكم، ويكون سببًا للغدر ونقض الغدر.

قال أبو عبيدة: فإذا صالحناكم نجاهد عدوكم؛ لأنكم تصيرون في ذمَّتنا، ويكون الرجل الذي نخلفه عليكم مثل الواسطة والسَّفير بيننا وبينكم، قال هربيس: يكون خارج المدينة، ويفعل ما يشاء أن يفعلَه من المحاماة، فقال أبو عبيدة: لكم ذلك، ثم عرَض هربيس الاتفاقَ على أهل بعلبك فأبَوا وقالوا: إنا لا نُطيق هذا المال، فقال هربيس: أتحمَّل أنا الربع، فوافقوا وتم الصلح، واستعمل أبو عبيدة رافعًا السهميَّ على المدينة مع حامية من الجنود، ورجَع أبو عبيدة إلى حِمص بعد أن أوصى رافعًا بالإحسان إليهم، وعدمِ دخول مدينتهم، ثم إن هذه الحاميةَ مع رافع كانوا يشنون الغارات على الروم والساحل ويعودون بالغنائم، ثم يبيعونها من أهل بعلبك بمبالغ زهيدة، ففرح أهل بعلبك، وجنَوا من ورائهم أرباحًا كثيرًا، قال: وعرفوا أننا قومٌ ليس فينا كذبٌ ولا خيانة، ولا نريد ظلمَ أحد، فطابت نفوسهم، ثم إن هربيس حسَد أهل البلد على الأرباح، فجمَع التجار وأهل السوق، وطلَب منهم أن يعوِّضوه المال الذي دفعه للصلح، وعدَّ نفسه منقذًا للبلد، وطلب منهم أن يعطوه عشر الأرباح، فرَضُوا، وعيَّن عليهم عشَّارًا ليضبط الأرباح، فاجتمع له في أربعين يومًا مال عظيم، فطمِع وجمعهم، وطلب الرُّبع فضجُّوا، ووقعت بينه وبينهم حرب، فقتَلوه وقتلوا أتباعه، وضجَّت البلدة، فسمع جند المسلمين وهم خارج الأسوار الضجيج، فقالوا لرافعٍ: أما تسمع أصوات هؤلاء القوم؟ قال: سمعتُ، وما عسى أن أصنع بهم، لا يحل لنا الدخولُ إليهم، وبهذا جرى الشرط بيننا وبينهم، ونحن أحقُّ مَن أوفى بعهد الله، فإن خرَجوا إلينا وأعلَمونا نظَرْنا في أمورِهم، ثم خرج أهلُ بعلبك يُهرَعون إليه، واستنجدوا به، وأعلَموه بقصتهم، فقال: إنا لا نمكِّنُه من ذلك، فقالوا: إنا قتلناه، فقال رافع: فما الذي تريدونه؟ فقالوا: نريد أن تدخلوا إلى المدينة؛ فإنا قد أطلقنا لكم الدخولَ إليها.
فقال رافع: لا أقدرُ حتى أستأذن أبا عبيدة، فإن أذِن لي دخلتُ، ثم كتب رافع إلى أبي عبيدة بذلك، فأجابه: إن أذِنوا لكم فادخُلوا، فدخلوها وأصلحوا شأن الناس.
فهذا مثالٌ للوفاء بالعهد، حدَث في صدر الإسلام،

رد: من قصص الالتزام بالعهود

(2)
والمثل الثاني حصل في العصر الأوسط في زمن صلاح الدين الأيوبي؛
فإنه لما حصر القدس، وضيَّق عليها، وعلم من فيها أنهم لن يستطيعوا المقاومة، طلبوا الصلح والأمان، فأمَّنهم صلاحُ الدين، وفرض عليهم لقاء ذلك مبلغًا قدره: عشرة دنانير عن الرجل، وخمسة عن المرأة، وديناران عن كل صغير، وأمهلهم أربعين يومًا، ثم خرَج الأغنياء بأموالهم، ولم يؤدُّوا عن الفقراء، بل ترَكوهم لعفو صلاح الدين، وخرج البطرك بالعربات المحمَّلة بالذهب والنفائس، ولم يدفع إلا عن نفسه وحاشيته، ولم يحفل بفقراء الصليبيين، وقد رأى المسلمون هذه العرباتِ وقلةَ ما جمعوه بأيديهم من الفتح، فمنَعهم منها العهد والالتزام به، ولو كان غيرهم لهاجموها وأخذوها، لكنه عهد المسلمين وأمانهم الذي اشتهروا به، ولو غدروا لما كانت لهم الفتوحات، ولما أمنهم الناسُ، فكان الوفاء بالعهد ميزةً كبرى، وخَصيصة مُثلى
من الخصائص التي اشتهر بها المسلمون.
وهكذا حرسهم المسلمون حتى بلغوا مأمنَهم في مدينة صور التي اختاروها، وبالمقابل فإنهم في هجمتهم الصليبية الأولى دخلوا مدنًا كثيرة بالأمان، ثم ذبحوا أهلها، وكانوا مثلهم كمثل إخوانهم نصارى الأندلس، ومثل المغول أيضًا في نقض العهود وعدم الالتزام بها.
رد: من قصص الالتزام بالعهود
د. محمد منير الجنباز

رد: من قصص الالتزام بالعهود




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: من قصص الالتزام بالعهود

انتقـآءْ رآئــع, وطرح جميــل كجمآل روحك
دآئمـآ مآنرى الإبدآع والتميز يلآمس انتقآئك
لآحرمنـآ الله من روعة ذآلك الإختيآر
وجميل الطرح والإبدآع
لك خآلص ودي



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مجموعة قصص اطفال قبل النوم, قصة القطة المتحيرة, قصة فرشة الاسنان, قصة على بابا والاربعين حرامى, قصة السندباد البحرى,اروع قصص الاطفال 2024 العدولة هدير حواديت وقصص الاطفال
تعرف على قصص العرب ونوادرهم وطرائفهم وحكمهم مع كتاب قصص العرب ♥semsema♥ مكتبة عدلات
قصص للاطفال 2024 - قصص قصيرة للاطفال - قصص لتعليم الاطفال - قصص جديدة للاطفال منة الله احمد حواديت وقصص الاطفال
قصص للاطفال قصص ممتعة و مسلية قصص اطفال مصورة مفيدة جدا لطفلك و جديدة لا تفوتك فخامة ملكة الارشيف والمواضيع المكررة
قصص للاطفال، من قصص النبي سليمان مع النمل للحوريات بس قصص للاطفال، من ام البنوتات قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 07:54 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل