أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ


كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

دلت النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة أن الله تعالى يكلم أهل الجنة ويكلمونه ،
وأنهم يتنعمون بسماع كلامه .
قال الله تعالى : (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ *

لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ * سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) يس/55-58 .
ففي هذه الآية الكريمة :

أن الله تعالى يسلم على أهل الجنة .
قال القاسمي :
" (سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) أي : ولهم سلام ، يقال لهم قولا كائنا منه تعالى.
والمعنى : أنه تعالى يسلم عليهم تعظيما لهم . كقوله: (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ)

الأحزاب/44 " انتهى من " محاسن الـتأويل " (8/190)
وقال السعدي رحمه الله :
"ولهم أيضا ( سَلامٌ ) حاصل لهم ( مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) ففي هذا : كلام الرب تعالى لأهل الجنة وسلامه عليهم ، وأكده بقوله: ( قَوْلا ) وإذا سلم عليهم الرب الرحيم ، حصلت لهم السلامة التامة من جميع الوجوه ، وحصلت لهم التحية، التي لا تحية أعلى منها، ولا نعيم مثلها، فما ظنك بتحية ملك الملوك ، الرب العظيم، الرءوف الرحيم، لأهل دار كرامته ، الذي أحل عليهم رضوانه ، فلا يسخط عليهم أبدا، فلولا أن اللّه تعالى قدر أن لا يموتوا، أو تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح والبهجة والسرور، لحصل ذلك.
فنرجو ربنا أن لا يحرمنا ذلك النعيم ، وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم " .
انتهى من " تفسير السعدي " (ص697) .

كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
وروى ابن جرير الطبري في تفسيرة (29450) عن مُحَمَّد بْن كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ : " أنه حدث عن عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أنه قَالَ :
إِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، أَقْبَلَ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاَئِكَةِ ، قَالَ : فَيُسَلِّمُ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ،
قَالَ الْقُرَظِيُّ : وَهَذَا فِي كِتَابِ اللَّهِ : (سَلاَّمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) فَيَقُولُ : سَلُونِي ، فَيَقُولُونَ : مَاذَا نَسْأَلُكَ ، أَيْ رَبِّ ؟
قَالَ : بَلْ سَلُونِي ، قَالُوا : نَسْأَلُكَ أَيْ رَبِّ رِضَاكَ ، قَالَ : رِضَائِي أَحَلَّكُمْ دَارَ كَرَامَتِي . "
" تفسير الطبري " (19/468) ، " اجتماع الجيوش الإسلامية " لابن القيم (ص162) .

وأما الأحاديث التي تثبت أن الله تعالى يكلم أهل الجنة ويكلمونه فهي كثيرة جدا .
منها : ما رواه البخاري (2348) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :

" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ:
( أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ،
فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ،
قَالَ: فَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ، فَكَانَ أَمْثَالَ الجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ )،
فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: " وَاللَّهِ لاَ تَجِدُهُ إِلَّا قُرَشِيًّا، أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ "




فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
- وروى البخاري (6549) ، ومسلم (2829) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ:
يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ،
فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ،
فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟
فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ) .

كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
- وروى مسلم (181) عَنْ صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟
قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ) .

كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

وقد نص أهل العلم أن الله تعالى يكلم أهل الجنة في الجنة ، ويسلم عليهم :
- فقال ابن قدامة رحمه الله في "لمعة الاعتقاد" (ص 15):
" ... وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ، ويأذن لهم فيزورونه " انتهى .

وقال الشيخ عبد الرحمن المحمود :
" الثابت: أن الله يكلم أهل الجنة ويكلمونه ، وهذا ورد في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم "

انتهى من "شرح لمعة الاعتقاد" (6/ 15) بترقيم الشاملة .
وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر زيارة أهل الجنة بعضهم بعضا :
" ولهم زيارة أخرى أعلى من هذه وأجل ، وذلك حين يزورون ربهم تبارك وتعالى ، فيريهم وجهه ، ويسمعهم كلامه ،

ويحل عليهم رضوانه " انتهى من "حادي الأرواح" (ص 263) . وينظر أيضا : "مختصر الصواعق المرسلة" (ص 502) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" وأهل السنة والجماعة يؤمنون أيضا بكلام الله ، وأنه يكلم أهل الجنة ، ويكلم عباده يوم القيامة، ويسمعون كلامه

سبحانه وتعالى ، ويسلم على أهل الجنة ".
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (28/ 39) .

_________________________________________________________________________________
فثبت بذلك أن أصحاب الجنة يكلمون ربهم سبحانه ، ويكلمهم ، ويسألونه فيعطيهم .
ولكن لا يقال : متى شاءوا ، وكيف شاءوا ، وإنما يقال : متى شاء الله ، وكيف شاء سبحانه ، وتفاصيل ذلك كله
من أمر الغيب الذي لم يبلغنا به خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .
كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ
الاسلام سؤال وجواب
كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

جزاكم الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : أمل هادي
#3

افتراضي رد: كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
إظهار التوقيع
توقيع : Monaadam


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الطب النبوي لؤلؤة الاسلام 1 الطب البديل
موسوعة الأحاديث الشريفة الصحيحة لؤلؤة الايمان السنة النبوية الشريفة
قراءة كتاب سنن النسائي تأليف النسائي pdf مجانا ضمن تصنيف كتب علوم الحديث. دوما لك الحمد كتب اسلامية
المسجد النبوي الشريف عبر التاريخ اماني 2011 شخصيات وأحداث تاريخية
إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو امانى يسرى السنة النبوية الشريفة


الساعة الآن 08:01 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل