أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=373692
871 9
#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

.
﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ﴾[الحجر: 1]:
قال قتادة: «تبين والله هداه ورشده وخيره».

﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾[الحجر: 2]:
متى يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين؟
أقوال العلماء في هذه الآية راجعة إلى ثلاثة أقوال: عند الاحتضار، وعند معاينة النار، وحين يرى خروج عصاة المؤمنين من النار.

. ﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 3]:
قيمة كل امرئ بحسب هِمَّته، فَهِمَمٌ حول العرش، وهمم حول الحُش.

. ﴿وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ﴾[الحجر: 3]:
قال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل. .
قال الإمام القرطبي: «فالأمل يكسل عن العمل، ويورث التراخي والتواني، ويعقب التشاغل والتقاعس، ويخلد إلى الأرض، ويميل إلى الهوى، وهذا أمر قد شوهد بالعيان، فلا يحتاج إلى بيان، ولا يُطالَب صاحبه ببرهان، كما أن قصر الأمل يبعث على العمل، ويحيل على المبادرة، ويحث على المسابقة».

﴿ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 3]:
قال الآلوسى: «وفي هذه الآية إشارة إلى أن التلذذ والتنعم، وعدم الاستعداد للآخرة، والتأهب لها، ليس من أخلاق من يطلب النجاة».



. ﴿لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾[الحجر: 7]:
ولو نزل الملائكة ما آمنوا!

. ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ﴾[الحجر: 8]:
في الكلام حذف، وتقديره: ولو أنزلنا الملائكة لعوجلوا بالعقوبة، وما كانوا إذا منظرين.


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. ﴿مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ﴾[الحجر: 8]:
المراد بالحق هنا الموت، والمعنى: أن الملائكه لا ينزلون إلا بالموت، أو بعذاب الاستئصال، وليس بعد نزولهم إنظار ولا إمهال، والله لم يأخذ المشركين بالاستئصال، بل مدَّ لهم في الإمهال، لعلمه بإيمان بعضهم، ومن إيمان بعض أولادهم، فلهذا السبب ما أنزل الملائكة.


﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9]:
فلا يزال نور القرآن يسري، وبحر هدايته يجري، رغم كيد الكائدين، وإفساد المفسدين، واسمعوا حلقات (بالقرآن اهتديت) لتروا كيف أسلم هؤلاء واهتدوا بسماع من كتاب الله.

. ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾[الحجر: 9]:
في إيراد العبارة بالجملة الاسمية، دلالة على الثبات على دوام الحفظ.

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ﴾[الحجر: 10]:
قال الجمل: «لما أساءوا في الأدب، وخاطبوه ﷺ خطاب السفاهة، حيث قالوا له: «إنك لمجنون» ، سلّاه الله فقال له: إن عادة الجهال مع جميع الأنبياء كانت هكذا، وكانوا يصبرون على أذى الجهال، ويستمرون على الدعوة والإنذار، فاقتد أنت بهم في ذلك».

. ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾[الحجر: 11]:
مواساة ربانية كريمة لكل داعية استهزئ به أو لقي مشقة ومكروها ممن دعاهم إلى الخير.

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾[الحجر: 12]:
تشابهت قلوبهم فتشابهت معاملتهم!

تشابهت قلوبهم في الكفر والطغيان، فتشابهت معاملتهم لرسلهم بالاستهزاء وعدم الإيمان.

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾[الحجر: 12]:
كما يدخل السلك في الحائط، وكما يدخل الخيط في الثوب، كذلك يدخل القرآن قلوب البعض فيفهمونه ويدركون إعجازه، ومع هذا لا يزدادون إلا إعراضا وعنادا، فاللهم لا تجعلنا منهم.


جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ﴾[الحجر: 12]:
سلك الله القرآن في قلوب الجميع، أي أدخله في سويدائها ففهموه، فسلكه في قلوب المؤمنين فازدادوا إيمانا، وسلكه في قلوب المجرمين فازدادوا تكذيبا، كلٌّ على علم وفهم:
﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾.

. ﴿لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ﴾[الحجر: 13]:
أن يرى سوء عاقبة من سبقهم من المجرمين، ثم يسيروا في نفس الطريق، لقد فقدوا عقولهم.

﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾[الحجر: 21]:
الخزائن مادية أو إيمانية، والإيمان أغلى وأهم، فعند الله خزائن الصبر والثبات واليقين والتوكل والاستقامة، ولا يملك مفاتيح هذه الخزائن إلا الله.

. ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾[الحجر: 21]:
من روائع وجوامع الدعاء النبوي: «اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك». صحيح الجامع رقم: 1260

. ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾[الحجر: 21]:
أي نُخرِجُه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة بقدر معلوم، والقدَر المعلوم هو الأجل المعين له هو حسب ما تقتضي حكمة الله ومشيئته.

. ﴿وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ﴾[الحجر: 23]:
اسم الله الوارث معناه: الباقي، أي بعد هلاك الخلق أجمعين، لأن الكل يموت إلا صاحب الملكوت.



يتبع





جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر




#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾[الحجر: 25]:
الموت ليس هو نهاية الحياة، بل ابتداء حياة جديدة، يحاسب الناس فيها على أعمالهم، ويقتسمون منازلهم بحسب ما عملوا فى دنياهم.

﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 26]:
ما أعجب صنع الله، وما أعظم قدرته، أخرج من التراب والطين بشرا سويا في أحسن تقويم، وأكد هذه الحقيقة بلام القسم و (قد)، لزيادة الإرشاد إلى أهمية التأمل في هذا الخلق.


﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ﴾[الحجر: 27]:

دليل على أن الله خلق الجن قبل خلق الإنسان.


. ﴿إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾[الحجر: 30]:
لُعِن إبليس، وطُرِد من الجنة بترك سجدة واحدة،
فلا تأمن أن يحبسك الله في النار بسبب معصية واحدة!

﴿قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (32) قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 32-33]:

غلط إبليس لأنه رأى الفضل باعتبار عنصر الطين الذي خلق الله آدم منه، بينما غفل عن أن الله نفخ فيه من روحه.


. ﴿قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ﴾[الحجر: 33]:
إبليس أول من أسس بنيان التكبر، وأول من دعا إلى التمرد على الله،
فعليه وزر من سار خلفه.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر
. ﴿قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ﴾[الحجر: 34]:
الرجيم هو المرجوم.. وما يُرجَم به هنا هو لعنة الله،
واللعنة عقوبته وعقوبة من عاند أمر الله.


. ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾[الحجر: 34]:
لعنة دائمة، وليس المعنى أن اللعنة تنتهي يوم القيامة، لكن المراد أنها باقية في الدنيا إلى أن يلاقي عقوبته يوم القيامة، فعقوبته يومئذ أشد عليه من اللعنة.


. ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾[الحجر: 38]:
هو وقت النفخة الأولى في الصور، والتي يموت فيها الأحياء، فيموت معهم إبليس.


. ﴿إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ﴾[الحجر: 38]:
الصراع مستمر!
قال ابن عاشور: «وهذا الإنظار رمز إلهي على أن ناموس الشر لا ينقضي من عالم الحياة الدنيا، وأن نظامها قائم على التصارع بين الخير والشر والأخيار والأشرار».


. ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[الحجر: 40]:
الهداية توفيق إلهي!
﴿الْمُخْلَصِينَ ﴾: الذين استخلصتَهم لطاعتك، وصنتهم عن اقتراف ما نهيتهم عنه.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر
. ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾[الحجر: 40]:
قرأها ابن كثير بكسر اللام، فيكون المعنى: لأضلنهم جميعا، إلا عبادك الذين أخلصوا لك العمل، وابتعدوا عن الرياء في أقوالهم وأفعالهم. قال الرازي: «وهذه القراءة تدل على أن الإخلاص والإيمان ليس إلا من الله تعالى».


﴿قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾[الحجر: 41]:
قال ابن جرير:
«بمعنى هذا طريق إلى مستقيم، فمعنى الكلام: هذا طريق مرجعه إليَّ، فأجازي كلا بأعمالهم». الحجر:47]:
أي أخوة هذه التي لا تطهِّر قلوبا من الغل والحسد؟!


. ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾[الحجر: 49]:
ذكر المغفرة دليل على أن الله لم يُرِد بالمتقين:
من يتقي الذنوب بأسرها، كبيرها وصغيرها، فهذا محال.


. ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾[الحجر: 50]:
آية في غاية اللطف، إذ لم يقل على وجه المقابلة:
وأني المعذِّب المؤلم، وذلك ترجيحا لجانب العفو والرحمة.


. ﴿وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾[الحجر: 50]:
لا عذاب في الحقيقة إلا عذاب الله الذي لا يقدر قدره أحد، ولا يبلغ كُنْهَه عقل أحد.


. ﴿إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ﴾[الحجر: 52]:
وذلك لأنهم دخلوا بغير إذن، وبغير موعد سابق، ولأنهم امتنعوا من الأكل، وكل هذه من أسباب الوجل واضطراب النفس.


. ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴾[الحجر: 53]:
هو إسحاق عليه السلام.



(قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ *قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ *إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ *إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ )
. سؤال:
إذا كان هؤلاء الرسل من الملائكة، جاءوا لإهلاك قوم لوط، فلم ذهبوا إلى إبراهيم، ولم يذهبوا رأسا إلى لوط؟
والجواب: أن لوطا عليه السلام كان من قوم إبراهيم، ومن الذين تابعوه، فكان إعلام إبراهيم بما سينزل على لوط من بلاء، مما لا يغفل عنه أدب السماء.



يتبع

#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

جزاك الله خيرا

إظهار التوقيع
توقيع : نور الأصيل
#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

بارك الله فيك

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

#5

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[الحجر: 58-59]:
في الآية دليل على أنه يجوز أن يُستَثنى من خلاف نوعه؛ لأنه استثنى آل لوط من قومه، والمجرم ليس من نوع الصالح.

. ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ﴾[الحجر: 59]:
آل الرجل هم أتباعه؛ حيث استثنى آل لوط من العذاب، وقد قال: آل فوعون، وهم أتباعه، وآل موسى، وآل هارون، وآل عمران، ومن ذلك دعاؤنا: «اللهم صلِّ على مُحَمَّد وعلى آل مُحَمَّد»، فيدخل فيه كلَّ من تبعه.

. ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾[الحجر: 60]:
فيه دليل واضح على ما قرَّره علماء الأصول أنه يجوز أن يُستَثنى من الاستثناء؛ لأنه استثنى امرأته من آله.

. ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ﴾[الحجر: 61]:
تشريف المؤمنين!
مع أن المجيء كان للوط عليه السلام، لكن الله أخبر أن المجي لآل لوط، وذلك تشريفا للمؤمنين من قوم لوط، فكأنهم حضروا وشاهدوا الملائكة، وما دار بينهم وبين لوط عليه السلام.

. ﴿قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾[الحجر: 62 ]:
تنكركم نفسي، فأخاف أن تقصدوني بِشَرٍّ، فالأنبياء يخافون، لكنهم –مع خوفهم- عن مهامهم لا يتأخرون.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. ﴿قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾[الحجر: 63 ]:
بل جئناك بما فيه فرحك وسرورك وتشفيك من عدوِّك، وهو العذاب الذي كنت تتوعدهم بنزوله، فيشكّون فيه.

. ﴿قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ﴾[الحجر: 68-69]:
من أسيء إلى ضيفه فقد أسيء إليه.

. ﴿قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾[الحجر: 70]:
نهيناك أن تمنع بيننا وبينهم، فإنهم كانوا يتعرضون لأي أحد بالفاحشة، وكان لوط عليه السلام ينهاهم عن هذا المنكر، ويحول بينهم وبين من يتعرَّضون له بالفاحشة، حتى توعدوه وهدَّدوه.

. ﴿قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾[الحجر: 71]:
قال لوط لقومه: تزوجوا النساء، ولا تقعوا في ما حرم الله عليكم من إتيان الرجال إن كنتم فاعلين ما آمركم به، وقد سمى نساء قومه بناته،
لأن رسول الأمة كالأب لهم كما قال تعالى: ﴿
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ﴾.

. ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ﴾[الحجر: 73]:
كان ابتداء عذابهم عند الصباح، وانتهاؤه باستئصال شأفتهم مع وقت الشروق.

. ﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ﴾[الحجر: 74]:
قلبوا ناموس الفطرة، فكان عذابهم بأن قلب الله ديارهم.

. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾[الحجر: 75]:
قال مجاهد: المتوسمين: المتفرسين. وقال ابن عباس: للناظرين. وقال مقاتل: للمتفكرين، ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإن الناظر متى نظر في آثار ديار المكذبين، وما آل إليه أمرهم، أورثه فراسة وعبرة وفكرة.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ﴾[الحجر: 78-79]:
انتقام الله من الظالمين سنة كونية.

. ﴿وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾[الحجر: 79]:
يعني مدينة قوم لوط ومدينة أصحاب الأيكة يعتبر بهما كل من يمر عليهما.

. ﴿وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ﴾[الحجر: 79]:
الإمام هو الطريق الواضح لأنه يأتمُّ به السائر، أي أن كلتا القريتين بطريق القوافل بأهل مكة.

. ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ﴾[الحجر: 80]:
من كذب واحدا من الأنبياء عليهم السلام، فقد كذب الجميع، وذلك لاتفاقهم على أصول الدين التي لا تختلف باختلاف الأمم والعصور.

. من هم أصحاب الحِجر؟!
هم ثمود قوم صالح عليه السلام، والحجر هو واد بين المدينة والشام كانوا يسكنونه.

. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ﴾[الحجر: 83]:
أخذهم الله بالصيحة، وهي مجرد سبب، ولو شاء أن يهلكهم بلا سبب لفعل.

. ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾[الحجر: 84]:
كل وقاية ضائعة، وكل أمان ذاهب، وكل حصن زائل أمام عذاب الله المسلط على المجرمين.

. ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ [الحجر: 86]:
خلقك وخلقهم، وهو الْعَلِيمُ بحالك وحالهم، فلا يخفى عليه ما جرى بينكم، وسيحكم بينكم.

. ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾ [الحجر: 86]:
ربك هو الذي خلقهم، وعلم ما هو الأصلح لهم، وقد علم أن الصفح اليوم أصلح لهم لا السيف.

. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]:
المراد بالسبع المثاني: صورة الفاتحة، وسُمِّيت بذلك، لأنها سبع آيات، ولأنها تثنى أي تُكرَّر في كل ركعة من ركعات الصلاة.

. ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر: 87]:
روى البخاري عن أبى هريرة قال: قال النبي ﷺ: «أم القرآن هي: السبع المثاني والقرآن العظيم».

#6

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

﴿وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾[الحجر: 89]:
في الحديث: «إني نذير إنما مثلي ومثلكم، كمثل رجل رأى العدو،فانطلق يريد أهله، فخشي أن يسبقوه إلى أهله، فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه! أُتيتم أُتيتم». صحيح الجامع رقم: 7901

. ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾ [الحجر: 91]:
آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعض.

. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]:
قال ابن عباس في الجمع بين هذه الآية وبين قوله: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [الحجر: 92]:
«لا يسألهم: هل عملتم كذا وكذا؛ لأنه أعلم بذلك منهم، ولكن يسألهم: لمَ عملتم كذا وكذا؟».

. ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الحجر: 92-93]:
قال ابن عباس: «لا يُسألون سؤال شفاء وراحة، وإنما يُسألون سؤالَ تقريع وتوبيخ».

. ﴿الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾[الحجر: 96]:
أشد تهديد ما أخفى الله فيه نوع الوعيد! فهنا تهديد شديد لمن جعل مع الله معبودا آخر.

. (وزيناها للناظرين):
زيَّنها لك لتنظر إليها، وتتأمل جمالها وعظمة الله فيها، فتزداد إيمانا.. أعانك على عبادة التفكر.

. ﴿وأنبتنا فيها من كل شيء موزون﴾ :
آية قرآنية وكونية معجزة، فالتوازن البيئي من أهم أسباب استمرار الحياة على سطح الأرض! ويشمل كل شيء في الأرض، فوجوده بنسب محددة مقدرة، بحسب حاجة الأرض وسكانها للحياة.

. ﴿وإن من شئ إلا عندنا خزائنه﴾
خزائن لا تنفد مهما أُنفِق منها، فلا تحرم نفسك ما فيها بإمساك لسانك وكسلك عن الطلب.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. ‏﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ﴾:
العطاء معلَّق بالدعاء، فلا يغفل عنه إلا الأغبياء!

. ﴿وأرسلنا الرياح لَوَاقِح﴾:
كان ﷺ إذا اشتدَّت الريح قال كما في حديث سلمة بن الأكوع: «اللهم لقْحًا لا عقيمًا».. أي ريحا تلقِّح السحاب فيمتلئ بالماء.

. ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾:
قال السعدي: وليس إجابة الله لدعائه كرامة في حقه، وإنما ذلك امتحان وابتلاء من الله له وللعباد، ليتبين الصادق الذي يطيع مولاه دون عدوه ممن ليس كذلك.

. ﴿قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض﴾:
بابان للشيطان!
قال القرطبي: وتزيينه هنا يكون بوجهين: إما بفعل المعاصي، وإما بشغلهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة.

. ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾:
قال ابن تيمية: فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم، ولهذا يهربون (الشياطين) من البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة، ويهربون من قراءة آية الكرسي، وآخر سورة البقرة، وغير ذلك من قوارع القرآن.

. ﴿واتَّبِع أدبارهم﴾:
القائد دوما خلف الجند!
قال ابن كثير: «وأن يكون لوط عليه السلام يمشي وراءهم ليكون أحفظ لهم،
وهكذا كان رسول الله ﷺ يمشي في الغزو إنما يكون ساقة يزجي الضعيف، ويحمل المنقطع».

. ﴿إن عبادي ليس لك عليهم سلطان﴾:
الاحتماء بحصن العبودية هو أفضل وقاية من إبليس وجنوده، لأنه يضعف سلطانهم عليك، ويقوّي سلطانك، فتنتصر.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ﴾:
قال رسول اللهﷺ : «من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة». صحيح الجامع رقم: 6275

. ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾:
اختفاء الخوف إلى الأبد ودوام الأمن هو نعيم لا يستشعر قدره إلا من فقَده؛ ولذا كان من عظيم نعيم أهل الجنة، فلا عذاب ولا موت ولا خروج ولا زوال.

. (لا يمسهم فيها نصب):
حتى في قمة أحداثنا السعيدة يدركنا التعب، وأما الجنة فسعادة الأبد بلا أدنى تعب.

. ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ﴾:
قال ابن جزي: «أي لا تنظر إلى ما متعناهم به في الدنيا، كأنه يقول: قد آتيناك السبع المثاني والقرآن العظيم، فلا تنظر إلى الدنيا، فإن الذي أعطيناك أعظم منها».

. ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ﴾:
سمَّى الوحي روحا، فكل من لم يتصل بالوحي من كتاب وسنة فهو ميت.

. لا تيأس ولو كنت في سِنِّ اليأس:
﴿قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون . قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾

. ﴿بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين﴾:
أحِطْ نفسك بالمتفائلين المستبشرين، فإنهم مفاتيح السعادة وأسباب السرور، ومغاليق التعاسة وأقفال الشرور.

#7

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

بارك الله فيك
وجعله في موازين حسناتك

#8

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

#9

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر


( ولا يلتفتْ منكُم أحدٌ وامضُّوا حيث تؤمرون ):
الانشغال بالمعارك الجانبية يستهلك طاقتك، ويمنعك من بلوغ هدفك.

. (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
لم يقسم الله بحياة بشر إلا بحياة نبيه تكريما له وتشريفا.

. (إنهم لفي سكرتهم يعمهون):
للهوى سُكر أشد من سُكر الخمر، وما أكثر مخموري العقول بالأهواء والشهوات.

. ﴿وإن الساعة لَآتِية فاصفح الصَّفح الجميل﴾:
عشاق الآخرة لا وقت لديهم للعداوات والضغائن وتوافه الأمور.

. استحضار قرب الرحيل خير ما يُعين العبد على الصفح والتسامح
(وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)

. (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل):
قيل لأبي الفضل يوسف بن مسرور: فلان يتكلم فيك. فقال: إنما مثلي ومثله كمثل رجل حُمِلَ لضرب عنقه فقذفه رجل في الطريق، فقال لنفسه: أنت تُحْمَل للقتل تسأل عمن يقع فيَّ؟!
وأنا سائر إلى الموت لا أدري متى يأتيني!! أسأل عمن يتكلم فِيَّ؟!
في الموت ما يشغلني عن ذلك.

(فاصفح الصفح الجميل):
قال علي بن أبي طالب: الصفح الجميل صفح لا توبيخ فيه، ولا حقد بعده.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر
. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
قال القرطبي: المعنى: قد أغنيتُك بالقرآن عما في أيدي الناس.

. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: مَنْ أوتيَ القرآنَ فرآى أن أحداً أوتيَ أفضل مما أوتي، فقد صغّر عظيماً وعظّم صغيرا.

. (لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ):
الخطاب له عليه الصلاة والسلام والمراد أمته؛ لأنه ﷺكان أبعد ما يكون عن إطالة النظر إلى زينة الدنيا وزخارفها،
وهو القائل: « الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه».

. (ولا تحزن "عليهم" ﴾
كان حزنه عليهم لا منهم، رغم أنهم آذوه وأخرجوه من أرضه وحاولوا قتله!

. قال عمر بن عبد العزيز:
يا معشر المستترين: اعلموا أن عند الله مسألةً فاضحةً؛
قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

. (إنا كفيناك المستهزئين)
لم يقل سنكفيك، بل جاء بصيغة الماضي للتحقيق والتوكيد، فنبينا مكفي بالله حتما.

. ﴿ إنّا كفيناكَ المُستهزئين﴾:
مزّق كِسرى رسالة النبي ﷺ فمزّق الله مُلكه!

. (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)
من الكلام ما هو أشد وقعا من الحسام.

. دواء ضيق الصدر بالوصفة القرآنية هو في أمرين:
التسبيح والسجود
(ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون • فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين).

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر
. ﴿ولقد نعلم أنك يضيق صدرك*فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين﴾:
أن تبوح لله في سجودك وتدخل عليه في أي وقت، فيضمن لك الراحة، خير لك من أن تبوح لمن يتهرب منك أو تحتاج إلى ترتيب موعد سابقا للقائه، ولا تضمن أن يريح لقاؤه صدرك.

. ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ):
لو كنت نطفة سقطت في غير محلها لغُسِلت!
فلما مدَّ الله في عمرك، خاصمت ربك واعترضت عليه.

. (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون):
آية جمعت بين الماضي والحاضر في وسائل المواصلات.

. مرَّ الحسن بن علي على مساكين يأكلون، فدعوه فأجابهم وأكل معهم، وتلا:
(إنه لا يحب المستكبرين) .

. (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ﴾:
قال حبيب الفارسي: إن من سعادة المرء إذا مات ماتت معه ذنوبه.




رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

#10

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر
. (فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف):
عاقبة المكر وخيمة وأكيدة، فيجتثه الله من قواعده وجذوره.

. (وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ} [النحل: 30]
خير من ماذا؟!
خير من كل حسنات الدنيا ولذاتها، فالقادم أجمل!

. {الّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ }:
قال ابن القيم: «فالجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شىء من الخبث، فمن تطهر فى الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوِّق، ومن لم يتطهر فى الدنيا فإن كانت نجاسته عينية، كالكافر، لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر فى النار من تلك النجاسة، ثم يخرج منها».

. الاحتجاج بالأقدار وغيرها من الأعذار الواهية لتبرير الانحراف هي سُنَّة قديمة متكررة:
(وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ )

. (فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة):
اتخذها البعض حجة لعدم اهتدائه، وأن الهداية بيد الله لا بيده،
والحقيقة أن الهداية هدايتان:
هداية دلالة وإرشاد وهذه للجميع من مؤمن وكافر، وهداية اختيار وهذه باختيار العبد ...أنت مخيَّر لا مسيَّر

. (
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ):
هو تقريب للأذهان؛ والحقيقة أن الله تعالى لو أراد شيئا لكان؛ بغير حاجةٍ إلى لفظ «كن».

. ﴿ فاسألوا (أهل) الذكر ﴾
لم يقل: من عنده ذكر ، بل لا بد أن يكون من أهل التخصص والاحتراف.

. (وما بِكُم مِّن نعمة فمن الله):
النعم بنوعيها من الله وَحده؛ نِعَم الطَّاعَات، ونِعَم اللَّذَات، فالجأ إليهِ كي يعينك على شكرها.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. قال ابن القيم:
«وإذا كانت القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، وكل إحسان وصل إلى العبد فمن الله عز وجل، فلا ألأم ممن شغل قلبه بحب غيره دونه».

. لا خروج للعبد عن نعمة الله وفضله وإحسانه طرفة عين، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ومع هذا فبعضهم يجادل ويقول:
( إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)!

. ﴿ لبناً خالصاً سائغاً للشاربين ﴾:
ومن العجائب قول القرطبي وغيره: لم يغصَّ أحدٌ باللبن قط..

﴿ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ﴾
قال عكرمة : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر.

. (والله جعل لكم مما خلق ظلالا):
ظل الأشجار والأبنية من النعم المنسية، ولا يشعر بها إلا العامل المحترق تحت حر الشمس!

. (يتم نعمته لعلكم تسلمون):
خلق الله النعم لتستدل بها عليه لا لتنشغل بها عنه (لعلكم تسلمون) أي تنقادون لأمره.

. ﴿ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا﴾:
قال ابن كثير: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.والمعنى: كونوا أوفياء بعهودكم، ولا تنقضوها بعد إبرامها، فإن فعلتم كنتم مثل تلك المرأة الحمقاء.

﴿ فتزل قدمٌ بعد ثبوتها ﴾:
قدم ثابتة ومع هذا زلت؟!
فكيف بقدم مضطربة مهتزة؟!

. (مَا عنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عنْدَ اللَّهِ بَاق):
بأي شيء بعنا ما عند الله من نعيم باق بمتاع ينفد..
قال الفضيل: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان ينبغي لنا أن نختار خزفاً يبقى على ذهب يفنى،
فكيف وقد اخترنا خزفاً يفنى على ذهب يبقى!


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. ﴿إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون﴾:
قال الثوري: ليس للشيطان عليهم سلطان أن يوقعهم في ذنب لا يتوبون منه.

. عند الخلق : ﴿ سمِعنا فتًى يَذكُرُهُم يُقال له إبراهيم ﴾،
وعند الخالق :﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة ﴾،
فلا يضرك رأي الناس فيك ما دمت عند الله مرضيا.

. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}:
حاز من الفضائل البشريةِ ما لا يكاد يوجد إلا متفرِّقا في أمة.

. {إِنَّ إبراهيم كَانَ أُمَّةً}:
قال مجاهد: سُمِّي- عليه السلام- أمة لانفراده بالإيمان في وقته،
ففي صحيح البخاري أنه قال لزوجته سارة: «ليس على الأرض اليوم مؤمن غيرى وغيرك».

. كيف تكون أمة؟!
قال ابن مسعود:
إن معاذ بن جبل كان أمّة قانتاً لله حنيفاً. فقيل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً} [النحل: 120] .
فقال: ما نسيتُ، هل تدري ما الأمّة، وما القانت؟
فقلت. الله أعلم
فقال: الأمّة، الذي يعلم الخير والقانت: المطيع لله عز وجل وللرسول. وكان معاذ بن جبل يعلّم الناس الخير، وكان مطيعاً لله عز وجل ورسوله.

. ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾:
هذا صنيع مشركي العرب أخبركم الله تعالى بخبثه، فأما المؤمن فهو حقيق أن يرضى بما قسم الله تعالى له، وقضاء الله تعالى خير من قضاء المرء لنفسه، ولا ندري..
لرب جارية خير لأهلها من غلام، وإنما أخبركم الله عز وجل بصنيعهم لتجتنبوه ولتنتهوا عنه.

. قال ابن جزي: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً) الآية:
مثل لله تعالى وللأصنام، فالأصنام كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء، والله تعالى له الملك، وبيده الرزق ويتصرف فيه كيف يشاء، فكيف يسوي بينه وبين الأصنام،

. (
كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ )سورة النحل
قال قتادة:هذه السورة تسمى سورة النعم.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر

. (فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون)
أي ألقت إليهم الآلهة القول، أي نطقت الأصنام بتكذيب من عبدها بأنها لم تكن آلهة، ولا أمرتهم بعبادتها، وفي إنطاق الله للأصنام ظهور فضيحة الكفار.

. (لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ):
والمراد بالجهالة: الجهل والسفه اللذان يحملان صاحبهما على ارتكاب ما لا يليق بالعقلاء، وليس المراد بها عدم العلم.
قال ابن عطية: الجهالة هنا بمعنى تعدى الطور، وركوب الرأس: لا ضد العلم.

( ادع إلى سبيل ربك):
إلى سبيل ربك لا إلى تشييد مجدك وإبراز شخصك.

. (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
قال ابن القيم:جعل الله سبحانه مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق، فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه: يدعى بطريق الحكمة.والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر: يدعى بالموعظة الحسنة، وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب.والمعاند الجاحد: يجادَل بالتي هي أحسن.هذا هو الصحيح في معنى هذه الآية.

​​​رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء الرابع  عشر



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جوانب من الحياة الشخصية والاجتماعية لسيف الله (خالد بن الوليد)رضي الله عنه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات
[قصص حقيقية] قصة الحمو الموت نسيم آڸدکَريآت قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 01:50 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل