أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر



جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

. ﴿أقتلت نفسا زكية بغير نفس﴾:
قال رسول الله ﷺ: «رحمة الله علينا وعلى موسى، لو صبَر لرأى من صاحبه العَجَب» . صحيح الجامع رقم: 3501 ..
الصبر مفتاح باب العلم، ومن أسباب مزيده.


. (فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما﴾:
قال قتادة: «قد فرِح به أبواه حين وُلِد، وحزنا عليه حين قُتِل، ولو بقي كان فيه هلاكهما، فليرض امرؤ بقضاء الله، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب»


. ﴿فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً﴾:
حقِّق صفات الابن الصالح: ﴿زَكَاةً﴾: صلاحا وطهارة واستقامة، ﴿رُحْماً﴾: رحمة بوالديه.


. ﴿ فأردنا أن يبدلهما ربّهما خيرا منه ﴾:
الفقد قد يفتح أبوابا أروع للعطاء!


. ﴿فأردنا أن يبدلهما﴾ ﴿فأراد ربك أن يبلغا أشدهما﴾، ﴿فأراد ربك﴾:
كل ما يجري حولك هو تنفيذ إرادة الله، والواجب عليك أن تتعرف على حكمته في أقداره، ورحمته في أفعاله.


. ﴿وكان أبوهما صالحا﴾:
قال عمرُ بن عبد العزيز: «ما من مؤمن يموتُ إلاَّ حفظه الله في عقبه وعقبِ عقبه (أولاده وأحفاده) ».


. ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾:
قال محمد بن المنكدر: «إن الله تعالى يحفظ المؤمن في ولده وولدَ ولده، ويحفظه في دُويرته وفي دُويراتٍ حوله، فما يزالون في حفظ وعافية ما كان بين أظهرهم».


. ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾:
قال سعيد بن المسيب: «يا بني .. إني لأزيد في صلاتي من أجلك، رجاءَ أن أُحفَظ فيك»،
وتلا الآية: ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾..
اجعل لصلاتك نيات عديدة!


. ﴿وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً﴾:
تبلى عظامك، وتذروك الرياح، لكن لا يزال أثر صلاحك باقيا في دنيا الناس.. اللهم ارزقنا هذا الصلاح المبارك.

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

.﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ﴾:
قال البقاعي: «كانت قصة موسى مع الخضر مشتملة على الرحلات من أجل العلم، وكانت قصة ذي القرنين مشتملة على الرحلات من أجل الجهاد في سبيل الله، ولما كان العلم أساس الجهاد تقدمت قصة موسى والخضر على قصة ذي القرنين»


. ﴿قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ﴾:
ما بسطه الله لي من النعم والمال خير من مالكم الذي تعرضون عليَّ، فوفَّروا أموالكم.


.﴿فأعينوني بقوة﴾:
المصلح لا ينوب عن الأمة في الإصلاح، لكن يقودها ويتقدمها.


.(تجعل بيننا وبينهم سدا) (أجعل بينكم وبينهم ردما):
الردم أكبر من السد وأوثق، فلمروءته وكرمه وعدهم بأكثر مما طلبوه، ووفَّى بوعده.


.(فأعينوني بقوة!):
تلاحم القائد مع الجنود، ومشاركته لهم سبب بث الحماسة في صفوفهم وتقديم أفضل ما لديهم.


. (فأعينوني بقوة):
لم يكن موقفه أن يدافع عنهم بل أن يعلِّمهم كيف يدافعون عن أنفسهم، ويورثهم أسباب القوة التي يستعملونها إن غاب عنهم.

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

.(قال هذا رحمة من ربي):
نسب ذوالقرنين هذا العمل العظيم الضخم الذي قام به إلى رحمة الله، فلم يأخذه غرور وعُجْب، لكنه تبرأ من حوله وقوته، ونسب الفضل إلى الله.






.﴿لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾:
ساكن شقة سكنية يتمنى التحول منها إلى (فيلا)، فإذا تملَّكها تمنى (قصرا)، فإذا تملَّك القصر تمنى وتمنى.. أما ساكنو الجنة فهم ﴿لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾.


. ﴿خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً﴾:
طبيعة الإنسان أنه ملول، فكيف إذا لاقى الخلود، لكن الجنة محصَّنة ضد الملل والسأم والرغبة في التغيير والتطلع إليه.


.﴿ لا يَبغُونَ عَنهَا حِوَلًا ﴾:
رغم التفاوت العظيم في درجات الجنة فتصل إلى مائة درجة، لكن كل واحد لا يتمنى غير منزلته.
في صحيح مسلم: «آخر من يدخل الجنة رجلٌ... »، إلى أن قال على لسان هذا الرجل: «لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين».


. ﴿ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها﴾:
تُعرَض عليهم النار ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها، فيكون في ذلك عذاب نفسي معجَّل بالهم والرعب، قبل العذاب الحسي في النار.
قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك».


.عن مجاهد يقول: قال رجل: يا رسول الله .. أرأيت الرجل يتصدق بالصدقة، يلتمس بها وجه الله، ويحب أن يُقال له خيرا، قال: فنزلت هذه الآية:
{فمن كان يرجو لقاء ربه، فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: 110]


. قال الفضيل بن عياض: إنّ العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يُقبَل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا، الخالص أن يكون لله، والصّواب أن يكون على السّنّة،
ثم قرأ قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾.


. ﴿ذِكْرُ ( رحمت ) ربك ( عبده ) زكريا﴾:
كلما زادت عبودية العبد تدفقت رحمات الرب.



يتبع

.

جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر



#2

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾:
فيه فضل الدعاء الخفي، وأنه أفضل من الدعاء الذي يجهر به العبد، وهذا عام في جميع العبادات، كالقراءة والصدقة والقيام، فما كان سرا فهو أفضل، إلا إذا كان في الإعلان مصلحة.

.﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾:
قال ابن القيم:
«وكم من صاحب قلب وحال مع الله تعالى قد تحدث بها، وأخبر بها، فسلبه إياها الأغيار، ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السر مع الله تعالى، وألا يطلع عليه أحد».

. ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾:
أي أنك عوَّدتني إجابتك. قال القرطبي: «وهذه وسيلة حسنة، أن يتشفع إليه بنعمه، ويستدر فضله بفضله، يروى أن حاتم لقيه رجل فسأله، فقال له حاتم: من أنت؟
قال: أنا الذي أحسنت إليه عام أول (أي العام السابق)، فقال: مرحبا بمن تشفَّع إلينا بنا».

. ﴿ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﻛُﻦْ ﺑِﺪُﻋَﺎﺋِﻚَ ﺭَﺏِّ ﺷَﻘِﻴًّﺎ﴾:
لا يشقى مع الدعاء أحد!
فلا يجتمع دعاءٌ مع شقاء.

.﴿ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﻛُﻦْ ﺑِﺪُﻋَﺎﺋِﻚَ ﺭَﺏِّ ﺷَﻘِﻴًّﺎ﴾:
قال سفيان بن عيينة: سعدتُ بدعائك وإن لَمْ تعطني!

. ﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾:
لا يموت أمل في قلبٍ، وعى هذه الآية.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر


﴿ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾:
عند الدعاء لا تطلب على قدر حاجتك، بل على قدر من تدعوه.

.﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا):
مُنِعَ من الكلام، فدعا إلى الله بالإشارة!
يا لها من هِمَم!

. ﴿ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ﴾:
قال وهب بن منبِّه:
«إنّ البرَّ بالوالدين يزيد في العمر».

. ﴿ياليتني مت قبل هذا﴾:
تمنت الموت ثم أصبحت بعد ذلك أم (نبي)، فرُبَّ محبوب في مكروه، ومنحة في محنة.

. ﴿قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ﴾:
قال الشنقيطي: «أن أول كلمة نطق لهم بها عيسى وهو صبي في مهده أنه عبد الله، وفي ذلك أعظم زجرٍ للنصارى عن دعواهم أنه الله أو ابنُه أو إلهٌ معه».



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر



﴿ وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ﴾:
قال سفيان بن عيينة:
«أوحش ما يكون المرء في ثلاثة مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم».

. ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾:
قال ابن تيمية:
«قيل لابن مسعود وغيره: ما إضاعتها؟
فقال: تأخيرها عن وقتها،
فقالوا: ما كنا نظن ذلك إلا تركها
فقال: لو تركوها لكانوا كفارا».

. لا تحقِر جهدك مهما قلَّ، فالمهم أن تبذل ما تستطيع، فالله يجبر قصور العبد لا تقصيره: ﴿وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً﴾

.﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾:
قال ابن كثير:
«أي يا شبيهة هارون في العبادة». انظر شبيه من أنت اليوم، فسوف تُحشَر معه غدا!

. ﴿ وبراً بوالدتي ﴾:
قال ابن عبّاس رضي الله عنهما:
«إنّي لا أعلم عملا أقرب إلى الله عز وجل من برِّ الوالدة».

. ﴿إنه كان بي حفيا﴾:
من الحفاوة وهي الرأفة والرحمة والكرامة، وإن من أسباب إجابة الدعاء حسنَ الظن بالله عن طريق استشعار قلبك لهذه الحفاوة.

.﴿فَلَمَّا (اعْتَزَلَهُمْ) وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (وَهَبْنَا) لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ﴾:
من تركَ شيئا لله عوّضه الله خيرا منه،
ومن خيرٌ من نبييْنِ مُرسلَيْن؟

. ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ ﴾:
إذا أردت أن تفوز بنفس الثناء، فما عليك إلا بأن تكرر نفس الفعل مع أهلك!
ونادهم مع كل أذان: قوموا إلى الصلاة!

﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾:
ليس في الجنة ليلٌ ولا نهار، لكن المقصود مقدار البُكْرة ومقدار العشي من أيام الدنيا، أو وقت الغَداء ووقت العَشاء.

يتبع

#3

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

بارك الله فيك وجزاك ألف خير
أعجبني موضوعك جدا
في انتظار المزيد .. يا عسل

#4

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

روعه حبيبتى
#5

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

#6

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

. ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾:
سبب نزولها أن رسول الله ﷺ قال لجبريل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟»،
فنزلت: ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾

.﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾:
كان عبد الله بن رواحة واضعًا رأسه في حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته،
قال: ما يبكيك؟
قالت: رأيتك تبكي فبكيت،
قال: إني ذكرت قول الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾، فلا أدري أنجو منها، أم لا؟

. الجزاء من جنس العمل!
من كان قائدا إلى الضلالة والإفساد اليوم، فهو قائد نفس الجمع إلى النار غدا ..
﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾

. ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾:
قال السعدي: «يُساقون إلى جهنم وِردا، أي: عطاشا، وهذا أبشع ما يكون من الحالات، َسوْقُهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم سجن وأفظع عقوبة، وهو جهنم، في حال ظمئهم ونصَبِهم».

.﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾:
الجمادات أعقل من بعض البشر!
قال ابن عباس: «إن الشِّرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين».

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾:
قال أبو الحسن المزيِّن: «الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ عقوبة الذَّنْب، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة»..قال ابن القيم: «فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جانبها: اعملني أيضًا، فإذا عملها قالت الثانية كذلك، وهلم جرًّا، فتضاعف الربح، وتزايدت الحسنات»

﴿فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا﴾:
فقط .. راقب كيف ستكون نهاية الظالم!

.﴿إنما نعد لهم عدا﴾:
قرأ المأمون هذه السورة، فمرَّ بهذه الآية وعنده جماعة من الفقهاء، فأشار برأسه إلى ابن السماك أن يعظه، فقال: «إذا كانت الأنفاس بالعدد، ولم يكن لها مدد، فما أسرع ما تنفد!»..
وكان ابن عباس رضى الله عنهما إذا قرأ هذه الآية بكى وقال: «آخر العدد خروج نفسك. آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخول قبرك»

﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾:
في الحديث: «ما منكم من أحد إلا سيكلِّمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة».

. ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾:
قال ابن المنكدر لأبي حازم: يا أبا حازم .. ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ما أعرفهم، وما صنعت إليهم خيرا قط! قال له أبو حازم: لا تظن أن ذلك من عملك، ولكن انظر الذي ذلك من قِبَلِه فاشكره،
وقرأ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾

﴿واصطَبر لعبَادته ﴾:
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، يعني: يصبر ثم يزيد فوق الصبر بالاصطبار، فالاصطبار للأشياء التي تتطلب استمرارا ومداومة وقوة، لأن الهمم قد تتثاقل عن أداء النوافل مع مرور الأيام

.﴿ثم ننجي الذين اتقوا﴾:
التقوى سبب النجاة من كرب النار، ومن باب أَوْلى النجاة من كرب الدنيا.

. (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى):
الشقاء والقرآن لا يجتمعان.

(.فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا):
قال يحيى بن معاذ في هذه الآية: هذا رفقك بمن يقول أنا الإله، فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟!

. ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾:
قال ابن القيم: «سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك قال: إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره».
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

.﴿فاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى﴾:
قال سفيان بن عُيينة: أول العلم الصمت، والثاني الاستماع له وحفظه، والثالث العمل به، والرابع نشره وتعليمه.

. (هارون أخي .. اُشدُدْ به أَزري):
موسى وهو من أولي العزم من الرسل احتاج صاحبا يعينه، فكيف بك؟ هل لك صاحب يعينك؟!

. (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ):
هذه أسمى مقاصد الأخوة، وعلامات الحب في الله، أن تعين على طاعة الله وذكره.

. (وألقيتُ عليك محبة مني):
المحبة رزق رباني، وليس بحاجة لسبب، فموسى طفل رضيع لم يصدر منه ما يوجب المحبة، ومع ذلك أحبه كل من رآه.

. (وقتلتَ نفساً فنجّيناك من الغم):
القاتل مغموم لا يفارقه غمه حتى يموت!

. ﴿ولا تنيا في ذكري﴾:
لا تترك الذكر في أي حال، وأنت أحوج إلى الذكر في مواجهة الشدائد، وعند لقاء الطغاة.

. ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾دخل رجلٌ من الزهاد على هارون الرشيد يومًا، فقال: يا هارون، اتق الله، فأخذه فخلا به، وقال: يا هذا أنصفني، أنا شرٌ أم فرعون؟
قال: بل فرعون، قال: فأنت خير أم موسى؟
قال: بل موسى، قال: أفما تعلم أن الله تعالى لما بعثه وأخاه إليه قال: {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا} [طه: 44
رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

. (قال لا تخافا إنني معكما):
أعظم ما يطرد الخوف من قلبك استشعار معية الله ومعونته.

. ﴿وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾:
هذا إعلان خيبة المفتري على صفحات القرآن!

. ( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا):
لم يمض على إيمانهم سوى بضع دقائق، ومع ذلك عرفوا حقيقة الدنيا، وقدر الجنة والآخرة.

(لا يموت فيهــا ولا يحيا):
حياة أهل النار، لا مع الأموات فيستريحون، ولا مع الأحياء فيسعدون !

. ﴿قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ ﴾:
عدل هارون عن ندائه بـ (يا أخي) إلى (يَا ابْنَ أُمَّ؛ لأن ذِكر الأم فيه تذكير بأقوى أواصر الأخوة ، وهذا من شأنه أن يهدئ من غضب موسى.

. ﴿قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ﴾،
فكما أن السامري مسَّ ما لا يحل له من أثر الرسول جبريل عليه السلام عوقب بأنه لا يَمس أحدا و لا يمسه أحد.

#7

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

بارك الله فيك

وبارك بجهودك

وأجزل لك المثوبة .
وجزاك خيراً وحفظ لك من تحبي
ونفع بعلمك وبارك بوقتك

#8

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

جزاك الله خيراً

لك بمثل ما دعوت لى
ورزقك الله سعادة الدارين

#9

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر


﴿إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً﴾:
أي يقول أعلمهم بالأمور إن لبثتم في الدنيا إلا يوما..
ما أحقر الدنيا وما أقصرها.

(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّوم):
والعاني هو الأسير، والعناء هو الذِلّ، وآظهر ما يكون على الوجه، وهذا تمثيلٌ لحال المجرمين يوم القيامة.

. ﴿فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً﴾:
الفرق بين الظلم والهضم:
أن الظلم قد يكون بمنع الحق كله، أما الهضم فهو منع لبعض الحق. فكل هضم ظلم، وليس كل ظلم هضما،
فالآية بشرت المؤمنين بأن الله سيوفيهم أجورهم يوم القيامة دون أدني نقص، والتنكير في قوله ﴿ظُلْماً وَلا هَضْماً )للتقليل.

. ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾:
تمهل في قراءتك، وعلى رسلك، فلربما تجد في طيات حروفه رسالة ربانية خاصة بك، تشفي صدرك، وتهدِّئ قلقك.
.كان ﷺ إذا ألقى عليه جبريل عليه السلام القرآن يتبعه عند تلفظ كل حرف وكل كلمة خوفا أن يصعد عليه السلام ولم يحفظه صلّى الله عليه وسلّم، فنهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك، إذ ربما يشغل التلفظ بكلمة عن سماع ما بعدها، ونزل عليه أيضا لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ

. ﴿وقل ربِّ زدني علما﴾:
من شرف العلم أن النبي ﷺ ما أُمِر بطلب الزيادة من شيء سوى العلم،
وكان ﷺ يقول: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما».

.﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾:
كان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: اللهم زدني إيمانا ويقينا.

. ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾:
قال الإمام ابن كثير: «أي في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد، فهذا من ضنك المعيشة» ...

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر
.﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها﴾:
أرشده- سبحانه- إلى ما يشرح صدره، ويجلو همه، ويفرج كربه.

. ﴿ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها﴾ [الكهف: 53]:
تعرَض عليهم النار ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها، فيكون في ذلك عذاب نفسي معجَّل بالهم والرعب، قبل العذاب الحسي في النار.
قال رسول الله ﷺ: «يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» . صحيح الجامع رقم: 8001

. ﴿قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾[الكهف:76]:
يرى القشيري وغيره أن الثلاثة آخر حدِّ القِلَّة، وأوَّل حدِّ الكثرة.

. (فَلا تُصَاحِبْنِي﴾[الكهف:76]:
إشارة إلى تواضع موسى عليه السلام، فقد رأى أن الرجل الصالح أعلى منه منْزِلة، وإلا لقال: (فلا أصاحبك) بدلا من قوله: (فلا تصاحبني).

. ﴿قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا﴾[الكهف:76]:
وهي أصل المثل السائر: قد أعذر من أنذر.

. ﴿فأردت أن أعيبها﴾[الكهف:79]:
ولم يقل فخرقتها، ليكون ذلك معبِّرا عن إرادة ونية مبيَّتة وتصميم، وليس مجرد مصادفة أو فعل عابر.

. ﴿ وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً ﴾[الكهف:82]:
حين أتكاسل عن الطاعة أتذكر أبنائي ومصائب الدنيا، وأتأمل: ﴿ وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً ﴾، وكيف أن صلاحه كان سبب حفظ كنزهم وتأمين مستقبلهم، فأرحمهم وأجتهد.

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر


. ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ﴾[الكهف:84]:
التمكين منحة إلهية وعطية ربانية، وقد مكَّن الله لذي القرنين كما مكَّن لبعض أنبيائه ورسله مثل سليمان وداوود، ولم يمكِّن لبعض رسله كعيسي ويحيى وزكريا، وذلك لحكمة بالغة؛
أن الأمر كله بيد الله، لا بيد أحد من الخلق.

. ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا * فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:84-85]:
الأخذ بالأسباب واجب لمن أراد الوصول.
جاء في تفسير الرازي:«السبب في أصل اللغة عبارة عن الحبل، ثم استعير لكل ما يتوصل بها إلى تحصيل ذلك الشيء، وهو يتناول العلم والقدرة والآلة».

. تكرَّر نفس القول ثلاث مرات:
﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:85]، ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:89]، ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:92]،
ولاحِظ أن كل عبارة هي آية كاملة،
لتأكيد أهمية الأخذ بالأسباب.

. حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)
الظاهر أن هؤلاء كانوا من أهل الفترة،
فألهم الله ذا القرنين أن يدعوهم إلى عبادة الله وحده، فإما أن تعذب هؤلاء الكافرين بالقتل أو غيره، أو تتخذ فيهم أمرا حَسَنا، والأمر الحَسَن هو دعوتهم.​



يتبع



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

#10

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

​﴿قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا﴾[الكهف:87]:
الربط بين العذاب الدنيوي البشري وعذاب الآخرة الأشد، يشكِّل عبرة لمن كان له قلب، وهو أسلوب يخاطب كل مؤمن بأن الدنيا ليست نهاية المطاف،
وأن المحكمة ستنعقد للظالمين مرة أخرى في الآخرة.

. ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴾[الكهف:87-88]:
وهنا يظهر أهمية مبدأ الثواب والعقاب، وما أجمَل أنْ نرصُدَ المكافآت
التشجيعية والجوائز، ونقيم حفلات التكريم للمتميزين، فذلك مما يشعل روح
التنافس بين المجتهدين.

. ﴿ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴾[الكهف:89]:
لابد من المداومة والمواصلة الرحلة لتحقيق الهدف، حيث لا راحة في الدنيا، والناس محتاجون لهداية هذا الدين وتعاليم رب العالمين.

. ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾[الكهف:97]:
هنا تبرز قيمة اإتقان العمل، والوصول إلى الجودة المطلوبة بنسبة 100%،
فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يرتفعوا على ظهر السد أو يرقوا فوقه لملاسته وارتفاعه، وما استطاعوا كذلك أن يُحِدثوا فيه نقبا أو خرقا لصلابته.

. ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾[الكهف:97]:
أراد يأجوج ومأجوج أن يصعدوا السدَّ صعودا فما ﴿اسْطاعُوا﴾، وأما حين أرادوا أن يُحدِثوا فيه نقبا فما ﴿اسْتَطاعُوا﴾،
ومعالجة النقب أشدّ صعوبة من محاولة التسلق، ولذا جاءت زيادة المبنى إشارة لزيادة المعنى.

. ﴿فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا﴾ [الكهف: 98]
كان ابتداء هذا الوعد يوم قال النبي ﷺ: «فُتِح اليوم من رَدْمِ يأجوج وماجوج مثل هذه، وحَلَّق بِأُصبعيه: الإِبهام والَّتي تليها».
فهم ينحتون في الجدار، ويوم يأذن الله بالخروج سيكونون قد أتوا عليه.


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر
. وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)
فيه قولان لأهل العلم:
- القول الأول: أن هذا في الدنيا، وأنهم-أي: يأجوج ومأجوج- إذا خرب السد وجعله الله دكاً صار بعضهم يموج في بعض؛ لكثرتهم وإفسادهم في الأرض.
- القول الثاني: أن هذا يوم القيامة، يعني: يموج الجن والإنس يوم القيامة.

. وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100)
مما يردعك عن مواقعة معاصيك أن تذكر يوم العرض على النار، وأن تتصوَّرها تحت قدميك، يمر المؤمن على الصراط فيعبر، ويمر غيره عليه فيهوي في جهنم.

. ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف: 105]
في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال:
«إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة واقرأوا إن شئتم {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}».
وذلك لأن أوزان القيامة إنما تثقل بالمعاني لا بالصور؛ فإذا كان صاحب جثة ضخمة وليس فيه من معاني الإيمان ما يثقِّل الميزان لم يكن له وزن.

(ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا )(106)
ذكَر أبوهلال العسكري في الفارق بين السخرية والاستهزاء أن السُّخرية يسبقها عمل من أجله يُسخَر بصاحبه،
أما الاستهزاء فلا يسبقه ذلك،
وبذا يتضح حقارة الكافرين، فلم يكتفوا بكفرهم، بل أتبعوه باستهزائهم القائم على غير أساس.

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا)
في الصحيحين: «إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة». صحيح الجامع رقم: 2126

. قال كعب: «ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس، فيها الآمرون بالمعروف، والناهون عن المنكر».
. ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾[الكهف:109]:
المداد: ما يُمِدُّ الدواة من الحبر، أي لو كتبت كلمات علم الله وكان البحر مدادا لها، لنفد البحر قبل نفاد علم الله، ولو جِئنا بمثله مدادا، وهذا مثل يشير إلى سعة علم الله، وقلة علوم العالمين في جنب علمه.
. قال السعدي: «فلو جُمِع علم الخلائق من الأولين والآخرين، أهل السماوات وأهل الأرض، لكان بالنسبة إلى علم العظيم، أقل من نسبة عصفور وقع على حافة البحر، فأخذ بمنقاره من البحر بالنسبة للبحر وعظمته».

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر.
﴿ﻭَﻟَﻢْ ﺃَﻛُﻦْ ﺑِﺪُﻋَﺎﺋِﻚَ ﺭَﺏِّ ﺷَﻘِﻴًّﺎ﴾[مريم: 4]:
قال الإمام الرازي:
«تعليم آداب الدعاء وهي من جهات.
- أحدها: قوله: نداء خفيا وهو يدل على أن أفضل الدعاء أخفاه، ولأن رفع
الصوت مشعر بالقوة والجلادة، وإخفاء الصوت مشعر بالضعف والانكسار، وعمدة
الدعاء الانكسار والتبري عن حول النفس وقوتها، والاعتماد على فضل الله
تعالى وإحسانه.
- وثانيها: أن يذكر في مقدمة الدعاء عجز النفس وضعفها كما في قوله تعالى عنه: ﴿وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا﴾.
- وثالثها: أن يكون الدعاء لأجل شيء متعلِّق بالدين لا لمحض الدنيا كما قال: ﴿وإني خفت الموالي من ورائي﴾ [مريم: 5].
- ورابعها: أن يكون الدعاء بلفظ يا رب».

. ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا﴾[مريم: 5]:
كان زكريا يخاف مما سيفعله أقاربه بعد موته من تضييع أمر الدين، وعدم القيام بحقه، فدعا الله بالولد، انظروا نيته في الإنجاب، وهمته العالية التي تناطح السحاب!

. ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾[مريم: 6]:
دعاء جامع!
أي ترضاه أنت يا رب، ويرضاه عبادك دينا وخُلُقا وخَلْقا، أو يرضى هو بقضائك.

. ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا﴾[مريم: 7]:
أي لم نُسَمِّ أحدا قبل يحيى بهذا الاسم، ومن تشريف الله له أنه لم يَكِل تسميته إلى أبويه، بل كانت تسميته من الله وحده.

. ﴿قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾[مريم: 8]:
قيل أن المراد باستفهام زكريا مع علمه بقدرة الله الاستعلام والاستخبار، لأنه لم يكن يعلم أن الله سيرزقه بيحيى عن طريق زوجته العاقر، أو عن طريق الزواج بامرأة أخرى.

. ﴿يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾[مريم: 45]:
تعريف قرآني للحب!
الحُبُّ أن تخاف على من تُحِب من عذاب الله، أن يستوجبه بتفريط في واجب أو وقوع في ذنب.​


#11

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

. ﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ﴾ [مريم: 47-48]:
أقصى (عقوبة) -إن جاز التعبير- من الابن لأبيه –ولو كان كافرا محاربا- هو الدعاء له (وليس عليه) واعتزاله.

. ﴿فَلَمَّا (اعْتَزَلَهُمْ) وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (وَهَبْنَا) لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ﴾[مريم: 49]:
من تركَ شيئا لله عوَّضه الله خيرا منه، ومن خيرٌ من نبييْنِ مُرسلَيْن؟

. ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾[مريم: 59]:
قال ابن تيمية: «قيل لابن مسعود وغيره: ما إضاعتها؟ فقال: تأخيرها عن وقتها، فقالوا: ما كنا نظن ذلك إلا تركها فقال: لو تركوها لكانوا كفارا».

. ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً﴾[مريم: 62]:
ليس في الجنة ليلٌ ولا نهار، لكن المقصود مقدار البُكْرة ومقدار العشي من أيام الدنيا، أو وقت الغَداء ووقت العَشاء.

. ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾[مريم: 64]:
سبب نزولها أن رسول الله ﷺ قال لجبريل: «ألا تزورنا أكثر مما تزورنا؟»، فنزلت: ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك﴾.

. ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾[مريم: 64]:
كان عبد الله بن رواحة واضعًا رأسه في حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته، قال: ما يبكيك؟
قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إني ذكرت قول الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾، فلا أدري أنجو منها، أم لا؟


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر
﴿واصطَبر لعبَادته ﴾ [مريم: 65]:
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، يعني: يصبر ثم يزيد فوق الصبر بالاصطبار، فالاصطبار للأشياء التي تتطلب استمرارا ومداومة وقوة، لأن الهمم قد تتثاقل عن أداء النوافل مع مرور الأيام.135

. ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ [مريم: 69]:
الجزاء من جنس العمل!
من كان قائدا إلى الضلالة والإفساد اليوم، فهو قائد نفس الجمع إلى النار غدا ..

. ﴿ثم ننجي الذين اتقوا﴾ [مريم: 72]:
التقوى سبب النجاة من كرب النار، ومن باب أَوْلى النجاة من كُرَب الدنيا.

. ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾[مريم: 76]:
قال أبو الحسن المزيِّن: «الذَّنْبُ بَعْدَ الذَّنْبِ عقوبة الذَّنْب، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة».

. ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾[مريم: 76]:
قال ابن القيم: «فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى إلى جانبها: اعملني أيضًا، فإذا عملها قالت الثانية كذلك، وهلم جرًّا، فتضاعف الربح، وتزايدت الحسنات».

. ﴿فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا﴾ [مريم: 84]:
فقط .. راقِب كيف ستكون نهاية الظالم!

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر
. ﴿إنما نعد لهم عدا﴾ [مريم: 84]:
قرأ المأمون هذه السورة، فمرَّ بهذه الآية وعنده جماعة من الفقهاء، فأشار برأسه إلى ابن السماك أن يعظه، فقال: «إذا كانت الأنفاس بالعدد، ولم يكن لها مدد، فما أسرع ما تنفد!».

. ﴿إنما نعد لهم عدا﴾ [مريم: 84]:
كان ابن عباس رضى الله عنهما إذا قرأ هذه الآية بكى وقال: «آخر العدد خروج نفسك. آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخول قبرك».

. ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ [مريم: 90-91]:
الجمادات أعقل من بعض البشر! قال ابن عباس: «إن الشِّرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين».

﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم: 95]:
في الحديث: «ما منكم من أحد إلا سيكلِّمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة».

. ﴿لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾[طه:15]:
لا إفلات من الحساب غدا، فمن أفلت اليوم من العقوبة، فقد تأخَّرت عقوبته إلى الآخرة، وهي لاشك عقوبة أشد وعذاب أعظم.

. (هارون أخي .. اُشدُدْ به أَزري﴾ [طه: 30-31]:
موسى وهو من أولي العزم من الرسل احتاج صاحبا يعينه، فكيف بك؟
هل لك صاحب يعينك؟!

. (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً ﴾ [طه: 33-34]:
هذه أسمى مقاصد الأخوة، وعلامات الحب في الله، أن تعين أخاك على طاعة الله وذكره.

. (وألقيتُ عليك محبة مني) [طه: 39]:
المحبة رزق رباني، وليس بحاجة لسبب، فموسى الطفل الرضيع لم يصدر منه ما يوجب المحبة، ومع ذلك أحبه كل من رآه. قال عكرمة: ما رآه أحد إلا أحبه.

. (وقتلتَ نفساً فنجّيناك من الغم) [طه: 40]:
القاتل مغموم لا يفارقه غمُّه حتى يموت!

. (قال لا تخافا إنني معكما) [طه: 46]:
أعظم ما يطرد الخوف من قلبك استشعار معية الله ومعونته.

. ( إنما تقضي هذه الحياة الدنيا﴾[طه: 72]:
لم يمض على إيمانهم سوى دقائق، ومع ذلك عرفوا حقيقة الدنيا، وحقارتها بجوار نعيم الآخرة.

﴿لا يموت فيها ولا يحيا﴾[طه: 74]:
حياة أهل النار: لا مع الأموات فيستريحون، ولا مع الأحياء فيسعدون

#12

افتراضي رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر
. ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾[طه: 84]:
قال ابن القيم: «سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك قال: إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره».

. ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّوم﴾[طه: 111]:
والعاني هو الأسير، والعناء هو الذُلُّ، وتخصيص الوجوه بالذكر لأنها أشرف الأعضاء الظاهرة، وآثار الذل أول ما تظهر فيها، وهو تمثيلٌ لحال المجرمين يوم القيامة.

﴿فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً﴾[طه: 112]:
الفرق بين الظلم والهضم:
أن الظلم يكون بمنع الحق كله، أما الهضم فهو منع بعض الحق،
والآية بشَّرت المؤمنين أن الله سيوفّيهم أجورهم يوم القيامة دون أدنى نقص، فالتنكير في قوله ﴿ظُلْماً وَلا هَضْماً﴾ للتقليل..

﴿وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴾[طه: 113]:
كرَّرنا ونوَّعنا ألوان الوعيد، وهذا من رحمة الله بعباده، ليزجرهم عن التمادي في العصيان، وفيه ردٌّ على من يجتنب من الدعاة خطاب الترهيب والوعيد.

. ﴿وَصَرَّفْنَافِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴾[طه: 113]:
قال السعدي: «أي: نوَّعْناها أنواعا كثيرة، تارة بذكر أسمائه الدالة على العدل والانتقام، وتارة بذكر المثلات التي أحلها بالأمم السابقة، وأمر أن تعتبر بها الأمم اللاحقة، وتارة بذكر آثار الذنوب، وما تكسبه من العيوب، وتارة بذكر أهوال القيامة، وما فيها من المزعجات والمقلقات، وتارة بذكر جهنم وما فيها من أنوع العقاب وأصناف العذاب».



رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

. ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾[طه: 114]:
تمهل في قراءتك، وعلى رسلك، فلربما تجد في طيات حروفه رسالة ربانية خاصة بك، تشفي صدرك، وتمحو قلقك.

. ﴿ولا تعجل بالقرآن﴾[طه: 114]:
كان ﷺ إذا ألقى عليه جبريل عليه السلام القرآن يتبعه عند تلفظ كل حرف وكل كلمة خوفا أن يصعد عليه السلام ولم يحفظه صلّى الله عليه وسلّم، فنهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك،إذ ربما يشغل التلفظ بكلمة عن سماع ما بعدها، ونزل عليه أيضا ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾.

. ﴿وقل ربِّ زدني علما﴾[طه: 114]:
من شرف العلم أن النبي ﷺ ما أُمِر بطلب الزيادة من شيء سوى العلم،
وكان ﷺ يقول: «اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما».

. ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾[طه: 114]:
كان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: «اللهم زدني إيمانا ويقينا».

﴿وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾[طه: 121]:
تركُ المأمورِ أشدُّ خطرا مِن فعل المحظور؛ وفعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور، وذنبُ آدم عليه السلام كان بفعلِ المحظورِ، فكان عاقبته أن اجتباه ربُّه، فتابَ عليه وهدَى، وذنبُ إبليس كان بتركِ المأمور، فكان عاقبتُه ما ذكَر اللهُ سبحانه من معاقبته.

﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى﴾[طه: 123]:
قال ابن عباس: «فضمِن الله لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة».

. ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾[طه: 124]:
قال الإمام ابن كثير: «أي في الدنيا، فلا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى، فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد، فهذا من ضنك المعيشة».

رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر


﴿كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾[طه: 126]:
النسيان في الآية هو الترك، أي تُترَك في العذاب وكأنك منسيٌّ.

.﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها﴾[طه: 130]:
أرشد الله نبيه إلى ما يشرح صدره، ويجلو همَّه، ويفرِّج كربه.

. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾[طه:
131]: تشبيه الحياة الدنيا بالزهرة إشارة إلى قصر الدنيا ، فكم تعيش الزهرةقبل أن تذبل وتموت؟!

. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾[طه: 131]:
مدُّ النظر هو تطويله فلا يكاد صاحبه يرده استحسانا للمنظور إليه، وإعجابا به، وتمنيا أن يكون له، فلا تمد نظرك لنعيم الدنيا، وانظر إلى ما زادك الله في الدين.

. ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾[طه: 131]:
كان عروة بن الزبير إذا رأى شيئا من أخبار السلاطين وأحوالهم بادر إلى منزله فدخله،
وهو يقرأ الآية: ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ..﴾،
ثم ينادي بالصلاة: الصلاة يرحمكم الله، ويصلي.

. ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾[طه: 131]:
قال القشيري:«القليل من الحلال- وفيه رضاء الرحمن- خير من الكثير من الحرام والحطام، ومعه سخطه، ويُقال: قليلٌ يُشهِدك ربَّك خيرٌ من كثيرٍ يُنسيك ربَّك».

. ﴿وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى﴾[طه: 131]:
سين: لم قال رزق ربك مع أن الرزق كله رزق الله؟!
جيم: إضافة الرزق لله إضافة تشريف، وإلا فالرزق كله من الله، لكن رزق الكافرين والفاسقين لما صاحبه غضب الله ومخالفة أمره،جُعِل كالمنكور انتسابه إلى الله،
وجُعِل رزق الله هو السالم من ملابسة الكفران والعصيان.

. ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾[طه: 132]:
كان عمر بن الخطاب يصلى من الليل ما شاء الله أن يصليَّ حتى إذا كان آخر الليل أيقظ أهله للصلاة ويقول لهم: الصلاة، الصلاة،ويتلو هذه الآية:
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾.
﴿لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً﴾[طه: 132]:
كان بعض السلف إذا أصاب أهله خصاصة (فقر) قال: قوموا فصلوا.. بهذا أمركم الله، ويتلو هذه الآية».


رد: جعلناه نوراً...خالد أبوشادي الجزء السادس عشر

أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ حياه الروح 5 شخصيات وأحداث تاريخية
جوانب من الحياة الشخصية والاجتماعية لسيف الله (خالد بن الوليد)رضي الله عنه المشتاقة الى رسول الله قصص الانبياء والرسل والصحابه
خــالـــد بن الولـــيـــد الـمـتـألـقـة شخصيات وأحداث تاريخية
[قصص مرعبة] روايه صائد الإنس كامله , قصص وروايه رعب عن الجن حياه الروح 5 قصص - حكايات - روايات
الحموالموت sho_sho قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 10:56 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل