أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=388786
823 2
#1

افتراضي لماذا كل هذا الحزن ؟!


لماذا كل هذا الحزن ؟!

لماذا كل هذا الحزن ؟!

لماذا كل هذا الحزن ؟!

الحزن هو أحد صور المشاعر الإنسانية الفطرية، وهو الذي يخطف منا كل ألوان الحياة الجميلة، وهو العاطفة الإنسانية الوحيدة التي تتساقط عنها كل الأقنعة، وهو الكتاب المغلق الذي لا نفتحه إلا أمام أصدقائنا المقربين، وهو الذي يشعرنا بضعفنا وقلة حيلتنا وحاجتنا إلى المساعدة

_وفي المقابل فالحزن على التفريط في حق الله يقطعنا عن المعاصي، ولهذا قال مالك بن دينار: «إذا لم يكن في القلب حزن خرب»، والحزن يجعلنا نستشعر آلام الآخرين عندما يحزنون، ويدفعنا لمساعدتهم. ورغم مرارة الحزن، إلا أنها تجعلنا نحس بطعم السعادة والغبطة والسرور خاصة عندما تكون بعد نوبة حزن شديدة.

إلا أن الإسراف في الحزن ليس مطلوباً شرعاً ولا مقصوداً أصلاً، بل هو منهي عنه، فقال تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا} [آل عمران: 139] {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [الحجر: 88] { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 38] فالحزن خمود لجذوة الطلب، وهمود لروح الهمة، وبرود في النفس، وهو حمى تشل جسم الحياة.
_فلماذا المبالغة في الحزن إذن؟! وماذا يعمل الحزن غير تكدير الحياة، ومنع الإرادة من التحليق في رحاب سماء الطموح وإثبات الذات .. هل الحزن يعود بشيء غير أنه يزعجك من الماضي ويخوفك من المستقبل ويهدم عليك وقتك ؟ هل الحزن يفرج عن النفس ويشفي القلب؟ .. كلا بل يديم كربك ويجعلك تتقوقع داخل دائرة سماؤها رمادية وأرضها جدباء وحياتها ذابلة, حرمت عليك فيها الضحكة, تتنفس فيها الآهات وتتجرع الآلام.

_إن الحزن لا يرد مفقودا, ولا يبعث ميتا, ولا يدفع قدرا،ولا يجلب نفعا, فلماذا لا توقف ساعة أحزانك وتفكر في كل المشاعر والمعاني الجميلة, لماذا لا توقف نزيف آلامك التي تكدر عليك أيامك, فالذكي ليس هو الذي يستطيع أن يزيد أرباحه إنما الذكي هو الذي يحول خسائره إلى أرباح.

_إن الإنسان يجزع وتستخفه الأحداث حين ينفصل بذاته عن الوجود، ويتعامل مع الأحداث كأنها شيء عارض يصادم وجوده الصغير، أما حين يستقر في تصوره وشعوره أنه هو والأحداث التي تمر به وبغيره والأرض كلها ذرات في جسم كبير هو هذا الوجود، فإنه يحس بالراحة والطمأنينة لمواقع القدر، قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22 – 23]
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كنت ردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالتفت إلى فقال: «يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، قد جف القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، أو أرادوا أن يضروك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا».

_وعن الوليد بن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: دخلت على عبادة وهو مريض فقلت أوصني؟ فقال: «إنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وهو أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإن مت ولست على ذلك دخلت النار».

_عندما يعلم الإنسان يقينا أن الأمور مفروغ منها ومكتوبة لا يمكن أن يتملكه طوفان الحزن العارم، وكيف يحزن وهو يعلم بأن كل هؤلاء البشر الذين حوله لا يملكون له نفعا ولا ضرا، فلم القلق؟! ولم الحزن إذن؟! فكلنا معرضون للمحن والمصائب بما فعلت أيدينا، قال تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى:30]، وجميعنا مبتلون، إما محبة من الله أو اختبار منه، أو لتخفيف ذنوبنا قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، فلماذا لا نغير مفهومنا عن المصائب والأحزان. نؤمن بأنها قد تكون علامة على محبة الله للعبد، ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم» [صحيح الجامع: 1706]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون» [صحيح الجامع: 995].

_فإلى كل حزين وكل مهموم وكل مكتئب وكل متشائم .. إلى كل من يلعن دنياه وأيامه .. إلى كل من يتمنى الموت اليوم قبل غد .. إلى كل هؤلاء نقول: هل فكرت يوماً في أن تطرق باب من لا يخيّب طارقا؟ هل لجأت إلى من لا ملجأ منه إلا إليه؟ هل خطر لك أن تتعلق بباب أرحم الراحمين الذي لا يرد عن بابه المستجيرين به.
_قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62] فينبغي أن تلازم محراب الإنابة وتجلس جلسة المستجدي، والسعيد من ذل لله وسأل العافية ليتغلب بها على أحواله، وإياك أن تستبطئ الإجابة, أو يغيب عنك أنه الملك الحكيم في تدبيره العالم بالمصالح, وأنه يريد اختبارك ليبلي أسرارك، وأنه يريد أن يسمع تضرعك، وأنه يريد أن يأجرك بصبرك





اسلام ويب
لماذا كل هذا الحزن ؟!







إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: لماذا كل هذا الحزن ؟!


رد: لماذا كل هذا الحزن ؟!
رد: لماذا كل هذا الحزن ؟!

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: لماذا كل هذا الحزن ؟!

اللهم فرج عنى وعن كى ما أصابه حزن أو هم
جزاكم الله خيرا يا حبيبتي



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
كيف تحفظ القرآن الكريم بحلم بالفرحة القرآن الكريم
قصص من هموم الفتيات أم أمة الله فتيات تحت العشرين
الطفـــــــــل العنيـــــــــد ☆ دراســـــــــة وعـــــــــلاج دوما لك الحمد العناية بالطفل
من هم الدعاة؟هل العلماء هم الدعاة؟محاضرة ناصر عبد الكريم العقل:العلماء هم الدعاة ام الاء وبيان2 الحملات الدعوية
رد على صادق العظم في كتابه : في الحب والحب العذري‏ حلم وواقع اهم الاخبار - اخبار يومية


الساعة الآن 09:34 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل