أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي تفسير الربع الرابع والخامس من سورة البقرة بأسلوب بسيط


تفسير الربع الرابع والخامس من سورة البقرة بأسلوب بسيط

الآية 60: ﴿ وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِه: أي طلب لهم السُقيا من اللهِ تعالى بتضرع،ِ ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ﴾ بعدد قبائل بني إسرائيل الاثني عشر، ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ﴾: أي عَلِمَت كل قبيلة منهم مَوضِع شُربِها، ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ ﴾، ﴿ وَلا تَعْثَوْا ﴾: أي وَلا تسعوا ﴿ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾).

الآية 61: (﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ وهو المَنّ والسلوى، ﴿ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا ﴾: والقِثّاء هي الثمرة المعروفة بالـ (قَتة)، ﴿ وَفُومِهَا ﴾: وهو الثوم،﴿ وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا ﴾ يعني أيّ مدينة، ﴿ فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ﴾: أي فستجدون ما طلبتم في الحقول والأسواق، ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم دائماً يُقَدِّمون اختيارهم وشهواتهم على اختيار الله لهم، ﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ ﴾: أي لزمتهم صِفَةُ الذل والهوان والصغار،فهُم أذِلاء مُحتقَرونأينما وُجِدوا، ﴿ والْمَسْكَنَةُ ﴾: وهي فقر النفوس، فلا ترى اليهوديَّ إلاوعليه الخوف والرعب مِن أهل الإيمان، ﴿ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ﴾: أي رجعوا بهذا الغضب مستحقين له، ﴿ ذَلِكَ ﴾ الذي جعله الله عليهم، ﴿ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾: أي ظلمًا واعتداءً، ﴿ ذَلِكَ ﴾: أي الجرأة على قتل الأنبياء كانت ﴿ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾: أي بسبب ارتكابهم للمعاصي، وتجاوزهم حدود الله).





الآية 62: (﴿ إِنَّ الَّذِين آمَنُوا ﴾ من هذه الأمة، ﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾: أي والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السابقة من اليهود،والنصارى، والصابئين - وهم قومٌ باقون على فِطرتهم، ولا دين مُقرَّر لهم يتبعونه- ﴿ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ﴾: هؤلاء جميعًا مَن صدَّق منهم بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا، وبيوم البعث والجزاء، ﴿ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾، وأمابعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمُرسَلين إلى الناس كافة،فلا يَقبل الله مِن أحدٍ دينًاً غيرَ ما جاء به، وهو الإسلام).

الآية 63: (﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ﴾: أي العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله تعالى وإفرادِهِ بالعبادة، ﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ: وهو جبل الطور بسيناء رفعه اللهُ تعالى فوق بني إسرائيل كأنه سحابة تُظِلهُم، وأيقنوا أنه واقعٌ بهم إن لم يقبلوا أحكام التوراة، وقال الله لهم: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾: أي بجدٍ واجتهاد، ﴿ واذْكُرُوا مَا فِيهِ ﴾: أي ولا تنسوا التوراة قولاً وعملاً ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون ﴾: أي لِكَي تخافوا عقابي).

الآية 64: (﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾: أي ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل، كشأنِكم دائمًا، ﴿ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ﴾بالتوبة، والتجاوز عن خطاياكم ﴿ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾).

الآية 65:﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ - يا مَعشر اليهود - العذابَ الذي نَزَلَ بـ ﴿الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ والمقصود بهم قرية أصحاب السَّبت (وهم من اليهود)، حيثُ عَصَوا ربهم فيما عاهَدوه عليه مِن تعظيم يوم السبت وعدم الصيد فيه، فوضعوا الشِّبَاك وحَفروا البِرَك يوم السبت، ثم جاؤوا يوم الأحد، فاصطادوا السمك الذي في الشِّباك، كَحِيلةٍ للوصول إلىالمُحَرَّم ﴿فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾: أي فمَسَخَهم اللهُ تعالى قِرَدةً ذليلين.

الآية 66: ﴿فَجَعَلْنَاهَا: أي فجعل اللهُ هذه القرية﴿نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا: أي عِبرة لمَن بحَضرتها مِن القرى، يَبلغهُم خبرُها وما حَلَّ بها، ﴿وَمَا خَلْفَهَا: يعني وعِبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب، ﴿وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ.
الآية 67:﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ أي واذكروا يا بني إسرائيل كَثرة جدال أسلافكم لموسى عليهالسلام حين قال لهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ﴿قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا يعني أتَسْخَر منا وتَستهزئ بنا؟ ﴿قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَالذين يَسخَرونَ من الناس، ويُحَدثونهم بغير علم، استهزاءً بشأنهم.

الآية 68: (﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ ﴾: أي ليست مُسِنَّة، ﴿ وَلا بِكْرٌ ﴾: ولا صغيرة فَتِيَّة، ﴿ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ ﴾: وإنما هي متوسطة بين هذيْن السِنَّيْن،﴿ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾: أي فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم).

الآية 69:﴿قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ ﴿فَاقِعٌ لَوْنُهَا أي شديد الصُّفْرة، ﴿تَسُرُّ النَّاظِرِينَ إليها لِبَهاء خِلقتها ولونها.

الآية 70: (﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ ﴾إلى البقرة المأمور ذبحُها).

الآية 71: (﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ﴾: أي غير مُذللة للعمل في حراثة الأرضللزراعة، ﴿ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ: أي وكذلك غير معدة - أو مذللة - للسَقي من الساقية، ﴿ مُسَلَّمَةٌ ﴾: أي خالية من جميع العيوب، ﴿ لا شِيَةَ فِيهَا ﴾: أي ليس فيها لون إلا الأصفر،﴿ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ﴾: أي الآن جئت بحقيقة وصف هذه البقرة، ﴿ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾: أي وقد قاربوا ألا يفعلوا بسبب كثرة الجدال).

الآية 72: (﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ﴾: أي فتنازعتم بشأنها، كلٌّ يَدفع عن نفسه تهمة القتل، ﴿ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ مِن قَتْل القتيل).
الآية 73: ( ﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ﴾: أي فقلنا: اضربوا القتيل بجُزء من هذه البقرة المذبوحة، فإنّ الله سيَبعثه حيًا، ويُخبركم عن قاتله، فضربوه ببعضها، فأحياه اللهُ، وأخبرَ بقاتله، ﴿ كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى يوم القيامة، ﴿ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ.... ﴾):أي معجزاته الدالة على كمال قدرتهتعالى، ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾: أي لكي تتفكروا بعقولكم، فتمتنعوا عن معاصيه).

الآية 74: (﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾: أي ولكنكم لم تنتفعوا بتلك المعجزة، إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة، اشتدت قلوبكم وغلظت،فلم يَنْفُذ إليها خير، ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرات التي أريتُكموها،﴿ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾: أييَسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه، ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).


الآية 75:
﴿ أَفَتَطْمَعُونَ﴾ أيها المسلمون ﴿ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ﴾ أي يُصدِّق اليهودُ بدينكم، ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ - وهو التوراة - ﴿ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ ﴾ أي: مِن بعد ما عقلوا حقيقته، ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أنهم يحرفون كلام رب العالمين عَمْدًا وكذِبًا.


الآية 76: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا بدينكم وبرسولكم المُبشَّر به في التوراة، ﴿ وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ أي: بما بَيَّنَ اللهُ لكم في التوراة مِن أمر محمد ﴿ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ.

الآية 78: ﴿ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ أي جَهَلة بدينِهم، ﴿ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّأي لا يعلمون من التوراة إلا أكاذيبَ تلقَّوْهَا مِن أحبارهم،﴿ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ظنونًا فاسدة.


الآية 79: ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًاأي ليأخذوا في مقابل هذا عَرَضًا زائلاً مِن الدنيا، ﴿ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَمِن المال الحرام، كالرشوة وغيرها.


الآية 80: ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً أي إلا أربعين يومًا فقط بعدد الأيام التي عبدوا فيها العجل، ﴿ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا بذلك ﴿ فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾.

الآية 81: ﴿ بَلَى أي ليس الأمر كما زعموا، وإنما حُكْمُ الله ثابت: ﴿ مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ أي أنَّ مَن ارتكب الآثام حتى جَرَّتهُ إلى الكُفر ﴿ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.

الآية 83: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى أي وأحسِنوا إلى أقربائكم، ﴿ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا أي وقولوا للناس أطيَب الكلام، ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ أي ثم أَعْرَضْتم ونقضتم ذلك العهد - ﴿ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ ثبتَ عليه - ﴿ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ أي توليتم على وجه الإعراض؛ لأنَّ المتولي قد يَتوَلى وله نِيَّة الرجوع إلى ما تولى عنه، وأما هؤلاء فليس لهم رغبة في الرجوع إلى هذه الأوامر.


الآية 84: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ أي ثم اعترفتم بذلك، وأنتم تشهدون على صحته.

الآية 85: ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء : أي يا هَؤُلاء ﴿ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ: أي يَقتل بعضكم بعضًا، ﴿ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ، تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم ﴾: أي ويَتَقَوَّى كلُّ فريقٍ منكم على إخوانِهِ بالأعداء، ﴿ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾: أي ظلمًا واعتداءً، ﴿ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى﴾ في يد الأعداء ﴿ تُفَادُوهُمْ ﴾: أي تسعَوْنَ في تحريرهم من الأسْر بدَفع الفِدية، ﴿ وَهُوَمُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ: أي مع أنه مُحَرَّمٌ عليكم إخراجهم من ديارهم، ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ ﴾ وهو فداء الأسير ﴿ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾ وهو القتل والإخراج، ﴿ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّخِزْيٌ: أي ذُلٌّ وفضيحة ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ - وقد وقع ذلك؛ فقد سَلَّطَ اللهُ رسولَه عليهم، فقَتل منهم مَن قَتل، وأسَرَ مَن أسَر، وأجْلى مَن أجْلى، ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ، وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.

الآية 86: ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ : أي آثَرُوا الحياة الدنيا على الآخرة، ﴿ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ، وَلا هُمْ يُنصَرُونَ ﴾.


الآية 87: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ﴾: أي وأتبعناه برُسُلٍ من بني إسرائيل، ﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ﴾: أي المعجزات الواضحات، ﴿ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾: أي وقوَّيناه بجبريل عليه السلام، ﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاتَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾.


الآية 88: ﴿ وَقَالُوا ﴾ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ قُلُوبُنَا غُلْفٌ: أي عليها أغطية، فلا يَنْفُذ إليها قولُك، ﴿ بَلْ: أي ليس الأمر كما زعموا، ولكنْ ﴿ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ: أي طردهم اللهُ من الرحمة بسبب جحودهم، ﴿ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ ﴾: أي فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلاً لا ينفعهم.


الآية 89: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - وهو القرآن - ﴿ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُم، وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ ﴾ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا: أي يستنصرون به صلى الله عليه وسلم على مُشركِي العرب، ويقولون: قَرُبَ مَبعثُ نبيِّ آخرِ الزمان، وسنتبعُهُ ونقاتلكم معه، ﴿ فَلَمَّاجَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا: يعني فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِهِ وَصِدْقَه﴿ كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾.


الآية 90: ﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ﴾: أي قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم ﴿ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا ﴾: أي ظلمًا وحسدًا ﴿ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾القرآن ﴿ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾: أي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا يرجون أن يكون هذا النبي مِن بني إسرائيل، وليس مِن العرب، ﴿ فَبَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ: أي فرجعوا بغضبٍ من الله عليهم؛ بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بعد غضبه الأول عليهم بسبب تحريفهم للتوراة، ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.


الآية 91: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ﴾ - وهو القرآن - ﴿ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا: أي على أنبيائنا (الذين كانوا مِن بني إسرائيل)، ﴿ وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ: أي ويجحدون بما أنزَلَ اللهُ بعدَ ذلك، ﴿ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ- فلو كانوا يُؤمنون بكُتُبهم حقًّا لآمَنوا بالقرآن الذي صدَّقها، ﴿ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ ﴾الذين أُرسِلوا إليكم ﴿ مِن قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾؟!



..........

من سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف أ.د. التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف) واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.

رامى حنفى محمود
شبكة الألوكه الشرعية


تفسير الربع الرابع والخامس من سورة البقرة بأسلوب بسيط







#2

افتراضي رد: تفسير الربع الرابع والخامس من سورة البقرة بأسلوب بسيط

رد: تفسير الربع الرابع والخامس من سورة البقرة بأسلوب بسيط

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت الحصري 2024 .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
معجزات وفواءد سورة البقره قوت القلوب 2 المنتدي الاسلامي العام
مصحف الشيخ ماهر المعيقلي كاملاً بجودة عالية mp3 عاشقة الفردوس القرآن الكريم
الإعجاز العددي و العلمي المدهل في سورة الفاتحة عاشقة جواد الاعجاز العلمي


الساعة الآن 10:36 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل