أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها


معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها

معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق
أهلها وحريتها .


معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها

الصّحافة لُغةً
عُرِّف لفظ الصّحافة لُغويّاً في أكثر من معجم؛ فَجاء في معجم المعاني الجامِع أنّ الصِّحافة: (مهنة من يجمع الأخبار والآراء وينشرها في صحيفة، أو مجلّة، والنّسبة إليها: صِحافيّ)، وصِحافة الصُّور هي: (صحافة تعتمد أساساً على الصُّور)، أمّا الصِّحَافَةُ الوَطَنِيَّةُ فهي: (مَجْمُوعُ الْجَرَائِدِ، وَالنَّشَرَاتِ، وَالْمَجَلاَّتِ الَّتِي تَصْدُرُ فِي أَرْجَاءِ الوَطَنِ)، أمّا في قاموس المعجم الوسيط ومعجم اللّغة العربيَّة المُعاصِر فإنَّ لفظ صِحَافَة ورد على النحو الآتي: اخْتَارَ الصِّحَافَةَ مِهْنَةً: (العَمَلُ فِي الْجَرَائِدِ وَالْمَجَلاَّتِ وَوَسَائِلِ الإِعْلاَمِ؛ أَيْ تَتَبُّعُ الأَخْبَارِ، وَكِتَابَةُ التَّعَالِيقِ، وَالتَّحْقِيقَاتِ، وَالْمَقَالاَتِ)، وجاء أيضاً: الصِّحَافَةُ: (حِرْفَةٌ وَرِسَالَةٌ).
والصّحافة في معجم الرّائد هي: (فنّ إنشاء الجرائِد والمجلّات، وكتابتها). أمّا صَحافيّ وصِحافيّ فهو في معجم اللغة العربيّة المُعاصر كما يأتي:

  • اسم منسوب إلى صَحافة وصِحافة: نشاط صِحافيّ).
  • مَن يجمع الأخبارَ والآراء، وينشرها في جريدة أو مجلَّة).
الصّحافة اصطِلاحاً
الصّحافة هي مهنة قائمة على جمع الأخبار، وتحليلها، والتحقُّق من مدى مصداقيّتها قبل تقديمها للجمهور، وتكون هذه الأخبار في معظم الأحيان مُتعلِّقةً بالأحداث المُستجِدّة؛ سواءً كانت سياسيّةً، أو ثقافيّةً، أو محليّةً، أو رياضيّةً، وغيرها الكثير من المجالات المُختلفة، وتُعدّ الصّحافة غذاء الفكر اليوميّ للإنسان؛ فهي تُتيح له معرفة ما يدور حولَه من مُستجدّات الأحداث في مختلف شؤون الحياة. وقال بورك الإنجليزيّ عنها: إنّها السّلطة الرّابعة، أمّا كلمة جورنال فهي تسمية غربيّة، تدلّ على الصُّحف التي تُنشَر يوميّاً.
معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها

نظرة تاريخيّة
عُرِفت الصّحافة منذ القِدَم، ورغم أنّ شكلها الآن يختلف عن شكلها في السّابق، إلّا أنّها تُؤدّي الغرض نفسه، وهو نشر المعلومات للنّاس، ويَرجع تاريخها إلى زمن البابليّين؛ حيث عيّنوا كاتباً لِتسجيل أهمّ الأحداث اليوميّة، وفي الصّين كان هناك جريدة رسميّة تُدعى إمبراطوريّة الشّمس استمرّت مدّة 1500 عام، وفي روما أيضاً كانت القرارات والأحكام القضائيّة والأحداث المُهمّة تصل إلى الشّعب للاطّلاع عليها، إلّا أنّ هذه العمليّة توقّفت بعد سقوط روما.

الصّحافة الغَربيّة
في أوائل القرن السّادس عشر، بدأت طباعة الأخبار والإعلانات في مدينة ماينز في ألمانيا بعد اختراع الطّابعة على يد غوتنبيرغ، حتّى بدأ توزيع الصّحف المطبوعة في عام 1465م، وأصبحت الأخبار تُطبَع بِصفة دوريّة. انتشرت الصّحافة في أوروبا وأمريكا في القرنين السّابع والثّامن عشر، وأصبحت مِهنةً لِجلب الرّزق والمنفعة للأشخاص، وكانت الثّورة الفرنسيّة حافزاً لِظهور ما يُسمّى بالصّحافة الحديثة.

وفي عام 1702م ظهرت في لندن الصّحيفة اليوميّة المعروفة باسم ديلي كوران (بالإنجليزيّة: Daily courant)، وهي من أولى الصُّحف اليوميّة في العالم، وتأسّست صحيفة التّايمز (بالإنجليزيّة: Times) في عام 1788م، وظهرت صحيفة كورييه (بالإنجليزيّة: Courier) في عام 1805م، وفي عام 1814 بدأ استخدام آلات الطباعة التي تعمل بالبُخار لطباعة صحيفة التايمز في لندن.

الصّحافة العربيّة
فيما يخصّ الصّحافة العربيّة فقد ظهرت بدايةً في مصر، ثمّ ظهرت في بقيّة الدّول العربيّة، وبيان ذلك فيما يأتي:
  • مصر: عندما غزا نابليون بونابرت مصر عام 1798م، تم ّإصدار صحيفتين باللغة الفرنسيّة، وفي عام 1828م أصدر محمّد علي باشا صحيفةً رسميّةً أسماها جريدة الواقع، ثمّ تلاها إصدار جريدة الأهرام في عام 1875م، والّتي لا زالت تُصدَر حتى اليوم، ثمّ أصدر رزق الله حسّون جريدةً عربيّةً في إسطنبول في عام 1885م وأسماها مرآة الأحوال العربيّة، وفي بدايات القرن العشرين ازداد عدد الصّحف في مصر فكانت صحيفة اللواء، والمؤيّد، والسّياسة، والبلاغ، إلى أن صدرت في عام 1944م جريدة الأخبار.
  • الجزائر: في عام 1847م، صدرت صحيفة رسميّة فرنسيّة تُدعى جريدة المُبشّر، تلتها جريدة كوكب أفريقيا في عام 1907م، وهي أوّل جريدة عربيّة تَصدُر في الجزائر.
  • لبنان: صدرت جريدة حديقة الأخبار في عام 1858م، تبعها إصدار العديد من الصُّحف، مثل: نفير سوريا، والبشير، أمّا حاليا فتُصدَر جريدة النّهار، والأنوار، وغيرها.
  • تونس: صدرت جريدة الرّائد التونسيّ في عام 1860م.
  • سوريا: صدرت جريدة سوريا عام 1865م في دمشق، تبعها إصدار العديد من الصُّحف، منها: غدير الفرات، والشّهباء.
  • ليبيا: صدرت أوّل جريدة اسمها طرابلس الغَرْب في عام 1866م.
  • العراق: صدرت أوّل صحيفة في عام 1869م، تبِعها إصدار العديد من الصُّحف، منها: جريدة المُوصل، والبصرة، وبغداد.
  • المغرب: صدرت جريدة المغرِب في عام 1889م.
  • فلسطين: صدرت جريدة النّفير في عام 1908م.
  • الأردن: صدرت أوّل جريدة باسم الحقّ يعلو في عَمّان في عام 1920م.
  • المملكة العربيّة السعوديّة: صدرت جريدة القِبلة، وهي أوّل جريدة رسميّة، ثمّ غُيّر اسمها إلى جريدة أُمّ القرى في عام 1924م.
  • اليَمَن: صدرت جريدة الإيمان في عام 1926م.
  • الكويت: صدرت جريدة الكويت في عام 1928م.
  • البحرين: صدرت جريدة البحرين في عام 1936م.
  • معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها
ميادين الصّحافة
للصّحافة خمسة ميادين رئيسة، وهي:
الإذاعة
يَعتمِد عليها الملايين من النّاس المُتابعين لِلأخبار والنّشرة الجويّة بانتظام، وتُصنَّف الإذاعة بأنّها أولى الوَسائِل الإخباريّة؛ من حيث سُرعة نقل أيّ خبر جديد، إذ يُمكِن للمُذيع أنْ يَقطَع أيّ برنامج لإذاعة خبر جديد ومُهمّ بمجرّد وصوله.
التّلفاز
يَتميّز التّلفاز بِأنّه يَسمَح لِلمُشاهِد بِأنْ يَرى الأخبار اليوميَّة؛ سواءً عن طريق أفلام مُصوَّرة، أو تسجيلات، أو عن طريق البثّ المُباشِر.
الصُّحف
تُعطي الصُّحف تفاصيل الأخبار أكثر من غيرها من الوسائل الأخرى، وتتميّز عن الإذاعة والتّلفاز بأنّها تتعمّق أكثر في التّفاصيل، وتَسمح لِلقارئ أنْ يقرأ بِتمعُّن، وأنْ يستوعب الخبر، ففي الإذاعة والتّلفاز لا يُمكِن للمُستمِع أنْ يتحكّم في سُرعة إذاعة الخَبَر لاستيعابه أو التأنّي في سَماعِه، إلا أنّ الصّحف لمْ تتغلّب على الإذاعة والتّلفاز في سُرعة نَقْل الأخبار.
المجلّات
تُشبه المجلّات الصّحف، فهي تُمكِّن القارِئ من قراءة الأخبار بِتمعُّن ورَوِيّة، كما تُمكِّنه من اختيار الأخبار التي يُريدها، ومواضيعها مُتنوّعة؛ فهي تَحتوي مواضيع ذات صِلة بالفنّ، والتّعليم، والتّجارة، وغيرها من المواضيع المُختلفة.
حتّى وإن كان للتّلفاز أو الإذاعة أثر على المُتلقّي إلّا أنّ الصّحافة المطبوعة أفضل وسيلة للتأثير على النّاس، وذلك لِأنّها تبقى بين أيديهم ويتداولونها مهما كانت أعمارهم، وطبقاتهم، وثقافاتهم، ومُعتقداتهم.

وكالات الأنْباء
تتمثّل وكالات الأنباء بِالمؤسّسات التي تَبيع الأخبار، والصّور، والمقالات، وتُديرها مُنظّمات تجاريّة تَبيع موضوعات مُعيّنةً، مثل: أعمِدة النُصح والإرشاد، وأعمِدة الرّأي، والمُسلسلات، ومن الأمثلة على وكالات الأنْباء العالميّة: أجانس فرانس برس، وتقع في فرنسا، وكيودو الواقعة في اليابان، ووكالة أنباء الشّرق الأوسط في جمهوريّة مِصْر العربيّة، وسونا في جمهوريّة السّودان، و أسوشييتد برس في الولايات المُتّحدة، ورويترز في بريطانيا.
الصّحافة الإلكترونيّة
ظهرت الصّحافة الإلكترونيّة في عام 2008 للمرّة الأولى، عندما أكّد مُعظم الأمريكيّين حصولهم على الأخبار والمعلومات عن طريق مواقع إلكترونيّة بدلاً من الصّحف والمجلّات المطبوعة، حينها بدأت الجِهات الإخباريّة بِنشر نُسَخ من أخبارها ومعلوماتِها على المواقع الإلكترونيّة، وساعَدَ على سُرعة الحصول على المعلومة ظُهور الهواتِف الذكيّة، كما ساعَدَت بعض المُميّزات ومنها إضافة الرّسوم المُتحرّكة والبيانيّة في جعل الصّحافة الإلكترونيّة أكثر تَفاعُليّة.
أنواع المطبوعات الصّحفية
تُصنَّف المطبوعات الصّحفية إلى نوعين، هما:
  • المطبوعة الصّحفية الدوريّة: هي التي تَصدُر باستمرار، ولها أجزاء مُتتالية، مثل: الجرائِد اليوميّة.
  • المطبوعة الصّحفية الموقوتة: هي التي لا تَصدُر أكثر من مرّة كلّ أسبوع.
  • معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها
أخلاقيّات مهنة الصّحافة ومهامّها
تُعدّ مؤسّسات الإعلام جزءاً مُهمّاً من مجتمعنا، سواءً كانت محطّات إذاعيّةً، أو وكالات أنْباء، أو صُحفاً ومجلّات، أو صحافةً إلكترونيّةً، وتتجلّى مهمّة هذه المؤسّسات في كشف الحقيقة، والقيام بدورها التربويّ والتعليميّ والتثقيفيّ لأفراد المُجتمع بِكلّ أمانة وموضوعيّة، ولذلك لا بُدّ لكلّ صحفيّ يَمتهِن هذه المهنة أنْ يتّبع أخلاقيّاتها، وتتّضح أهميّة أخلاقيات مهنة الصّحافة في أنّ حدوث خلل في المِصداقيّة من شأنِه أن يُشوّه سُمعة المهنة وسُمعة الصّحفي نفسه، وهذه الأخلاقيّات هي:
  • عدم بثّ الشائعات والتّرويج لها لإحداث بلبلة في المُجتمع.
  • الابتعاد عن تلفيق الأخبار، والحِرْص على نشر الأخبار مع مصادرها.
  • عدم نشر صور والتعليق عليها؛ بغرض تشويه سُمعة شخص مُعيّن.
  • التحرّي في نقل الخبر؛ لنقله بمصداقيّة كاملة.
  • الحياديّة والدّقة في كتابة الأخبار، وعدم الانحياز إلى طرف مُعيّن.
  • تجنُّب نَشْر ما يُثير العُنف والكراهيّة في المُجتمع.
  • الحِفاظ على سريّة المصادر، واحترام رغباتها، خاصّةً عند نشر موضوع له علاقة بالفساد، والحرص على إحالة الموضوع إلى الجهات المسؤولة لمُعالجة ذلك، وعدم إقامة علاقات خاصّة مع المصادر بهدف استغلال توفيرهم للمعلومات.
  • مُراعاة المَصلحة العامّة، واحترام الأعراف والعادات والتّقاليد المورورثة عند النّشر.
  • ابتعاد الصحفيّين عن الكَيْد لبعضهم البعض، أو تشويه سُمعة بعضهم لأيّ هدف كان.
  • عدم تجريح أو ذمّ أيّ طرف من الأطراف، وعدم الإساءة إلى رموز الدُّول والقيادات.
وبشكل عامّ فإنّ الصّحافة مهنة ليست بتلك السّهولة؛ فهي مهنة شاقّة وتتطلّب الكثير من الجُهد لنقل الخبر أو المعلومة بكلّ صدق وشفافيّة؛ فالمعلومة المُفيدة يُمكِن أنْ تكون ضارّةً إذا لم تُنقَل بشكل صحيح، والالتزام بأخلاقيّات المهنة يدعم مهامّها، وهي المساعدة في الكشف عن الحقيقة، والتأثير في الرأي العامّ، والتعبير عنه.

أهميّة الصحافة
تكمُن أهميّة الصحافة في تزويد الأفراد والجماعات بالمعلومات التي يحتاجونها في حياتهم والمهمة في صنع القرارات على مستوى الفرد والمجتمع والحكومة، ] وتتجلى رسالتها في بناء جيلٍ واعٍ يسير على المبادئ والأخلاق الرفيعة، كما تسعى لنشر المعرفة والثقافة بين الشعوب، وتنقل الصحافة الأخبار المستجدة على مُختلف الأصعدة؛ حيث تُعدّ الأخبار وسيلةً من وسائل الاتصالات التي تُحيط الأفراد عِلماً بما يحدث في العالم من حولهم، وتُولي الدول المتقدمة أهميّةً كبرى للصحافة، فتدعمُها وتُوجهها توجيهاً هادفاً لأداء رسالتها على أكمل وجه، كما يتمّ الحُكم على تقدّم شعبٍ معين من خلال تقدّم وتطور صحافته وانتشارها بين أفراد المجتمع، ويرتبط تطوّر الصحافة في أيّ دولةٍ بعلوّ المستوى العلمي لأبنائها، فكلّما تقدم المستوى العلمي ارتقت الصحافة وتطوّرت وانتشرت،

تحمي الصحافة المجتمع من أيّ شيءٍ يُساهم في إيذائه وتشويهه من أفكار هدامة وسلوكيّات منحرفة ومشبوهة، كما تكشف الحقائق المُستترة وتساعد الأفراد على الاستنارة بطريقها، وتجعل العالم قريةً صغيرةً من خلال انتشار الأخبار بين جميع أنحاء العالم، فيعلم أفراد دولةٍ معينةٍ أخبار دولةٍ أُخرى، وتتميز الصحافة المكتوبة عن غيرها من الوسائل الأُخرى مثل التلفاز بأنّ الأخبار تبقى موجودةً ومُدوّنةً، وتمنح القارئ القدرة على الرجوع إليها وقراءتها متى أراد ذلك، فيستفيد من لم يكن لديه الوقت الكافي لمتابعة الأخبار على شاشة التلفاز أو سماعها من خلال المذياع.

تُنير الصحافة طريق العلم لمن يطلبه، وتُسلّط أضواءها على الإيجابيّات والسلبيّات الظاهرة في المجتمع، فيعمَد المسؤولون إلى إكمال النواقص وإصلاح الاعوجاج الحاصل، ويُتقن كلّ عاملٍ عمله وتعود الفائدة على الجميع، وتُعبّر الصحافة عن حاجات الأمم وآراء شُعوبها، كما أنّها تنشر أخبار البلاد وأحوالها وإنجازاتها، ويتمّ بواسطتها تقديم النُصح والإرشاد لأفراد المجتمع، وهي الوسيلة التي تنشر أفكار وتوجهات الدول وتعليماتها ومواقفها من الأحداث المستجدة، فيسهل بذلك معرفة توجُّهات دولة ما وتعليماتها عن طريق صحافتها؛ حيث إنّ لكلّ دولةٍ من الدول صحيفة خاصة بها تنطق باسم حكومتها وتُعبّر عن رأيها، كما تُسلّط الصحافة الضوء على القضايا المهمّة في العالم خاصةً في حالات النزاعات والثورات والحروب، إضافةً إلى الأحداث السياسيّة التي تستجدّ يومياً، كما أنّها تُلاحِق الأشخاص الفاسدين وتُثير القضايا العامة التي تهمّ كافة الأفراد؛ إذ لا يقتصر عمل الصحافة في مجال معين، فهي جامعة لمختلف المجالات التي يهتمّ بها المواطنون.

دور الصحفي في المجتمع
تُعدّ مهمّة الصحفي من أصعب المهمّات؛ حيث تُحيط به الكثير من المخاطر، كما أنّها مهمّة نبيلة، فالصحفي كالرقيب الذي يترصد الأحداث ويكتشف الحقائق لإيصالها إلى الرأي العام دون تشويه، فيواجه كل ما يعترض طريقه من مشكلاتٍ ومخاطر في سبيل أداء دوره على أكمل وجه، ولتحقيق ما يصبو إليه من كشف الحقائق وخدمة الجمهور والرأي العام وأداء مهامه بشكلٍ سليم، لا بدّ أن يكون واعياً ومثقّفاً ولديه الخبرة الكافيّة لكتابة ما يحصل عليه من معلومات بطريقةٍ حياديّةٍ ونزيهة، وأن يأخذ بعين الاعتبار مصالح أمةٍ بأكملها وليس مصالح جماعة مُعيّنة.
يحمل الصحفي قضيّةً معيّنةً نَصب عينيه ويسعى للوصول إلى الحقائق، فيجب عليه أن يحافظ على شروط مهنته ويتّبعها، كما يجب عليه أن يلتزم بالمبادئ العامة لها ومعاييرها، وهناك مجموعة من المبادئ والأُسس التي يجب على الصحفيّ والمؤسسة الالتزام بها لحماية الصحفيّ وبيئة الصحافة وضمان حقوق الطرفين، كما أنّ هناك مجموعة من الحقوق التي يجب ضمانها للجمهور، وهذه المبادئ والحقوق هي:

  • مبادئ متعلقة بالصحفيّ، وتتمثل بالآتي:
    • العلم بأنه يوجد ارتباط قويّ بين الحريّة والمسؤوليّة، فكلما اتّسعت دائرة الحريّة ازداد حجم المسؤوليّة الواقعة عليه.
    • فهم الطبيعة السياسيّة للمؤسسة التي يعمل فيها بعمق؛ وذلك من خلال الأُسس والسياسات العامة الموضوعة؛ حيث تُعدّ المرجع الرئيسيّ له أثناء عمله، كما عليه رؤية إن كان هنالك تطابق بين طبيعة المؤسسة والرسالة التي يريد أن يؤدّيها.
    • ذِكر مصدر الأخبار التي ينشرها سواء كانت رسائل إلكترونيّة أو بريد إلكتروني، فيحميه ذلك ومؤسسته من أيّ مُساءلات قانونيّة.
    • يجب تدريب الصحفي وتأهيله وتعريفه على حقوقه وواجباته في مهنة الصحافة.
    • العمل ضمن القوانين المنصوص عليها بموضوعيّة.
    • نقل الأخبار بمصداقيّةٍ وأمانةٍ عاليّةٍ لمنع أيّ تشويه في الحقائق.
    • يجب تهيئة الصحفي نفسيّاً للعمل في ظروف وبيئات مختلفة.
  • مبادئ متعلّقة بالمؤسسة الصحفيّة، وتتمثل بالآتي:
    • منح الصحفي قدراً عالياً من الحريّة ليتسنى له التفكير بشكلٍ جيّدٍ والإبداع فيما يُنتج.
    • الابتعاد عن قضايا التّشهير والقضايا التي تمسّ كرامة الإنسان باستثناء تلك التي تتعلق بالسّرقة والفساد والتي تُلحق الضرر بأمن الوطن وتُفكك بنية المُجتمع.
    • الالتزام بأُمور الدّقة والعدالة والحفاظ على المسؤوليّة الاجتماعيّة.
    • الحرص على كشف المصادر ما لم يوجد أيّ مانع أو سبب واضح وصريح للكشف عنها.
    • عدم التعدّي على حق الجمهور في حصوله على الأخبار المُستجدّة.
    • احترام عادات وتقاليد المجتمع إضافةً إلى القيّم والعقائد المُتّبعة.
    • زيادة الثقة بين الصحفيّ والمؤسسة والجمهور؛ من خلال الحرص على تثقيف الجمهور واتباع المعايير والآداب الأخلاقيّة في المهنة.
    • عدم محاولة إثارة الآراء العاطفيّة أو المسائل العاطفيّة .
  • مبادئ وحقوق متعلقة بالجمهور، وتتمثّل بالآتي:
    • احترام حريّة الرأي والتعبير وعدم تجاهُلها من قِبَل النظام السياسيّ في الدولة أو من قِبَل المؤسسات الصحفيّة.
    • احترام حقّ الجمهور في مناقشة القضايا وإبداء رأيه فيها.
    • للجمهور الحقّ في الاستفسار عن المعلومات المنشورة والمصادر المتعلقة بها.
    • للجمهور الحقّ في تلقّي قضاياه وأخذها بعين الاعتبار من قِبَل الدولة أو المؤسسات الصحفيّة.
    • يجب على الدولة أن تنشر الثقافة التشريعيّة والتعريف بها، كما يجب أن تُعلّم الجمهور كيفيّة الدفاع عن حقّه في حال اعترضه ما يُقلّل من كرامته.
حرية الصحافة
الصحافة القوية المستقلة هي السلطة الرابعة في الدولة؛ فهي التي توفّر الآراء والمعلومات التي تهمّ الشّعب عامّةً، وفي الولايات المتحدة يرتبط مفهوما حريّة الصحافة وحرية الرأي والتعبير؛ لأن حرية التعبير تشمل الحق في قول الكلام، والتعبير عنه بشتّى الوسائل المتاحة، ومن هذه الوسائل الصحافة التي يندرج تحتها كلٌّ من المواد المطبوعة من صُحُف، وكُتب، ومجلات، ونشرات، بالإضافة إلى البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وقد تطوّر مفهومها لتشمل وسائل حديثة، مثل: مواقع الإنترنت.
وتُعدّ حرية الصحافة العجلة الأساسية التي يقوم عليها النظام الديمقراطي في جميع بلدان العالم، فلا وجود للديمقراطية دون حرية الصحافة بمعناها الفضفاض؛ لكن هذا لا يعني أن تكون تلك الحرية مُطلقةً بلا حدود أو قيود؛ فهي تعني قدرة الصحافة على نشر المعلومات دون أدنى تدخّل من الحكومة في طبيعة ما تنشره ما لم يكن فيه أيّ مساس بكيان الدولة والأمن القوميّ، وحتّى حريّات الآخرين، وحرية الصحافة هي أن تُمارس الصحافة دورها في نشر الأخبار والمعلومات، وتساهم في نشر الثقافة والفكر والعلوم بحريّةٍ بما لا يجاوز حدود القانون، وضمن إطار حفظ الحقوق والحريات والواجبات العامة، واحترام حُرمة الآخرين وخصوصيّاتهم.

مؤشر حرية الصحافة
من مؤشرات حرية الصحافة وضع تشريع شامل للصحافة من منظور المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، حيث رتب القانون الدولي حماية قانونية لحرية التعبير، فقد أكدت المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على الحق في التعبير عن الآراء والأفكار دون تدخل من أحد، وتشمل البحث عن المعلومات، واستقبالها من مصادرها، وإرسالها بمختلف الوسائل سواءً كانت شفهيةً، أو من خلال المطبوعات، أو بأي شكل آخر، وذلك باعتماد أي وسيط يختاره الشخص نفسه. وكذلك جاءت الاتفاقية الأوروبية لتحمي حرية الرأي على مستوى الدول الأعضاء، ومن بعدها تم وضع الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان، الذي أكد على حرية التعبير، وإن كانت نصوصه أقل صرامة.

والجدير بالذكر أنّ شكل تطبيق القوانين الدولية لحقوق الإنسان وخاصة المتعلقة بحرية الصحافة وحمايتها، تختلف من دولة إلى أُخرى، فهناك دول تعطي امتيازاً للمواثيق الدولية على قوانينها الداخلية وتشريعاتها، ودول تجعل من القوانين الدولية مرجعاً لتفسير قوانينها الوطنية، بينما هنالك دول تجعل من القوانين الدولية مصدراً عرفياً لقوانينها الداخلية.

ومن جانب آخر تقوم منظمة مراسلون بلا حدود بإعداد تقرير سنوي عن حرية الصحافة، ويتم نشره بالاعتماد على تقييم المؤسسة للسجل الخاص بحرية الصحافة في كل دولة، وما يشار إليه أن هذا التقرير يعتمد على استبيان يتم إرساله لمجموعة من المنظمات المحلية والإقليمية التي تتعاون مع منظمة مراسلون بلا حدود، والتي تتألف من 14 مجموعة للدفاع عن حرية الصحافة.

حيث تغطي المنظمة القارات الخمس بأقسامها الوطنية ومكاتبها المنتشرة في بانكوك، ولندن، ونيويورك، وطوكيو، وواشنطن، بالإضافة إلى تعاونها مع أكثر من مئة مراسل، يعملون على كشف الانتهاكات اليومية لحرية الصحافة، عن طريق إرسال بياناتهم الصحفية إلى مختلف وسائل الإعلام، وتنظيمهم للحملات على أرض الواقع، هذا عدا عن دفاع المنظمة عن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام المهدَّدين في بلادهم أو المسجونين منهم بسبب نشاطهم المهني.

الحقوق التي تشملها حرية الصحافة
تشمل حرية الصحافة ما يلي:
  • حق الإنسان سواء كان صحفياً أو مواطناً في أن يطلع على المعلومات في جميع المجالات.
  • الحق في إفساح المجال أمام المواطنين والمجتمع المدني، بما يشمله من نقابات وهيئات اجتماعية وثقافية في التعبير عن آرائهم وإنجازاتهم.
  • الحق في الحصول على المعلومات والأخبار من مصادرها، ونشرها، وتحليلها، والتعليق عليها.
  • من حق الصحفي ألا يُفصح عن مصادر المعلومات التي حصل عليها ويبقيها سرية.
معايير حرية الصحافة
هناك معايير لها أهمية في كشف مدى التزام الدولة بحماية حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، ومنها:
  • الحق لأعضاء الأحزاب المعارضة للحكومة في التعبير عن آرائهم ونشرها في وسائل الإعلام التي تملكها الحكومة نفسها، وخاصة في أوقات الانتخابات.
  • يجب على الحكومة أن تفسح المجال للأفراد بالحصول على المعلومات -حتى لو كانت من مصادر حكومية- والتي تخص الشأن العام، وتسهّل عليهم نشرها.
  • الحق في حماية الحريات العلمية والتعليمية والفنية والأدبية.
  • الحق في إنشاء الإذاعات والمحطات التلفزيونية وإصدار الصحف اليومية.
  • تعددية الصحافة ووسائل الإعلام، وتجاوب الحكومة والسلطات السياسية مع الصحافة الحرة أو حرية الصحافة، ويكون ذلك بإصلاح سياستها بحيث لا تصبح هذه الحرية مجرد عملية فرز وتنفيس للأصوات المعارضة والرافضة.
  • التزام النصوص القانونية والقواعد الدستورية الخاصة بحرية الصحافة، والمواثيق الدولية، ومراقبة تنفيذ الحريات.




القيود الواردة على حرية الصحافة
على الرغم من دور الصحافة وأهميتها في النظام الديمقراطي، إلا أن هذه الحرية ليست مطلقة بل نسبية ومقيدة بمجموعة من الضوابط الاجتماعية والأخلاقية والدينية، التي تكفل الحفاظ على حرية الأفراد وحقوقهم، وتحمي كيان الدولة من الأضرار والاضطرابات. فقد نصت المادة 7 من قانون المطبوعات والنشر الأردني، على آداب مهنة الصحافة وأخلاقياتها والتي تكون ملزِمة للصحفي، وتشمل:
  • احترام حقوق الآخرين وحرياتهم وعدم المساس بحياتهم الخاصة. فقد عمل المشرِّع على الموازنة ما بين حرية الصحافة وبين الحياة الخاصة للأفراد، فوفّر الحماية القانونية لحرمة الحياة الخاصة للأفراد في كثير من التشريعات، وعلى سبيل المثال جرّم المشرع الأردني في نصوص الدستور الاعتداء على حياة الأفراد دون أن يحدد أو يخصص الجهة المعتدية، سواء كان الاعتداء واقعاً من الصحافة أو من الأفراد أو من السلطة، وهذا يؤكد مدى الحرص على صيانة كرامة الفرد وخصوصيته.
  • تكمن الحماية القانونية في حرمة الحياة الخاصة في منع الصحافة من نشر أدق التفاصيل في حياة الأفراد، ووضعهم تحت الأضواء، والتجسس عليهم، والتدخل في كيانهم وحريتهم الأخلاقية، وإذاعة الأخبار التي تتعلق بهم، واستعمال اسمهم أو صورتهم أو غيرها من الأمور الخاصة.
  • الامتناع في الخوض في تفاصيل لا تهم الرأي العام، ولا فائدة منها سوى إيذاء مشاعر الآخرين، فيجب على الصحفي أن يقدم مادته الصحفية بكل توازن ومصداقية، يضع أمام عينيه المصلحة العليا للدولة فوق أي مصلحة أُخرى، فلا ينشر ما من شأنه أن يثير العنف والتفرقة بين المواطنين،
  • ويؤثر في الأمن القومي للدولة.
بحث من عملي
معلومات عن الصحافة وتاريخها وأهميتها ونوعها وأخلاق أهلها وحريتها




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله



الساعة الآن 02:50 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل