أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=391753
1160 2
#1

افتراضي شعبان شهر ترفع فيه الأعمال

شعبان شهر ترفع فيه الأعمال
شعبان شهر ترفع فيه الأعمال




---------------------------------------------


عبادَ الله:
في الأزمان والأوقات التي يغفُل الناس فيها عن العِبادة، ويتناسَوْن الطاعة، في مِثْل هذه الأزمان تزدادُ مكانةُ العبادة، ويعلو شأنُها، ويتضاعف أجرُها؛ وذلك لأنَّ الطاعاتِ وقتَ غفلة الناس تكون في سِرٍّ وخفاء، وإخفاءُ الطاعة وإسرارها من أعظم أسباب قَبولها، حيث تكون خالصةً لله تعالى بعيدةً عن السُّمْعة والرِّياء، ولأنَّ الطاعاتِ كذلك وقتَ غفلة الناس عنها شاقَّةٌ على النفوس، وأفضلُ الأعمال أشقُّها على النفوس، ما دامت موافقةً لسُنَّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول عليه الصلاة والسلام: ((أَجْرُك على قَدْرِ نَصَبِك))، والسبب أيُّها المسلمون، في أنَّ الطاعاتِ وقتَ غفلة الناس شاقَّةٌ وشديدة على النفوس: هو أنَّ النفوس تتأسَّى بما تشاهده من أحوال أبناء الجِنس، فإذا كَثُرتْ يقظة الناس وطاعاتهم، كَثُر أهل الطاعة؛ لكثرة المقتدين بهم، فسهُلتِ الطاعات.

وتأمَّلْ كيف أنَّ كثيرًا من الناس يشقُّ عليهم الصيام في غير رمضان، فإذا جاء رمضانُ سَهُل عليهم الصيام، ولم يجدوا مشقَّة في صيامه، وأمَّا إذا كثُرت الغفلاتُ وأهلها، تأسَّى بهم عمومُ الناس، فيشق على نفوس المتيقِّظين والطالبين لِمَهْرِ الجَنَّة تشقُّ عليهم طاعاتهم؛ لقلَّة مَن يقتدون بهم في هذه الأوقات المغفول عنها، ولهذا المعنى قال صلَّى الله عليه وسلَّم في حال الغرباء في آخر الزمان: ((للعامِلِ منهم أجرُ خمسين منكم؛ (أي: من الصحابة)، إنَّكم تجدون على الخير أعوانًا، ولا يَجِدُون))؛ أخرجه الترمذي، وغيره.

أيُّها المسلمون:
شهرُكم هذا شهرُ شعبان مِن الأزمان التي يغفُل الناس فيها عن العبادة والطاعة، وذلك لوقوعِه بين شهرين عظيمَينِ، وهما شهر رجب الحرام وشهر رمضان شهر الصيام، فاشتغَلَ الناس بهما، فصار مغفولاً عنه، جاء عندَ أحمد وغيره، وصحَّحه ابنُ خُزيمةَ، وحسَّنه الألبانيُّ، عن أسامةَ بن زَيْد قال: قلتُ: يا رسول الله، لم أرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم مِن شعبان؟ قال: ((ذلك شهرٌ يغفُل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عملي وأنا صائم)).

ولنا عبادَ الله مع هذا الشهر وقفاتٌ ودروس، نُبيِّن فيها بعضَ فضائله وأحكامه، وننظر فيها حالَ رسولنا صلَّى الله عليه وسلَّم والسَّلفِ الصالِح؛ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

عباد الله:
لقد كان نبيُّكم صلَّى الله عليه وسلَّم يخصُّ شهرَ شعبان بعبادةٍ من أجلِّ العبادات، ألاَ وهي الصيام؛ ففي الصحيحَين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيتُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم استكملَ صيامَ شهر قطُّ إلاَّ رمضان، وما رأيتُه في شهر أكثرَ صيامًا منه في شعبان"، وجاء عند مسلم رحمه الله: "أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصوم شعبانَ إلاَّ قليلاً".

ومِن شِدَّة محافظته صلَّى الله عليه وسلَّم على الصَّوْم في شعبان أنَّ أزواجه رضي الله عنهن كُنَّ يَقُلنَ: إنَّه يصوم شعبان كلَّه، مع أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ما استكمل صيامَ شهر قطُّ غير رمضان.

ولصيامه عليه الصلاة والسلام في شعبان حِكَمٌ ومعانٍ جليلة، لعلَّ منها:
ما ذكره بعضُ أهل العلم من أنَّ أفضل التطوُّع بالصيام ما كان قريبًا من صيام رمضان قبلَه أو بعدَه؛ لأنَّه يلتحق بصيام رمضان لقُرْبه منه، فيكون لصيام رمضان بمنزلة السُّنن الرواتب مع الفرائض قبلَها وبعدَها، فصوم شعبان كالقَبليَّة لرمضان، وصيام الستِّ من شوال كالبَعديَّة لرمضان، فالسنن الرواتب أفضلُ من التطوُّع المطلَق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيامُ ما قبل رمضان وما بعده أفضل من الصيام المطلَق الذي لا يتَّصل به.

ومِن المعاني أيضًا في صيام شهر شعبان: أنَّ صيامه كالتمرين على صِيام شهر رمضان، لئلاَّ يدخلَ في صوم رمضان على مشقَّة وكُلفة، بل يكون قد تمرَّن على الصيام واعتادَه، ووجد بصيام شعبان قبلَه حلاوةَ الصيام ولذَّته، فيدخل في رمضان بقوَّة ونشاط.

أيُّها المسلمون:
لَمَّا كان شعبان كالمقدِّمة لرمضان، شُرِع فيه كما يقول ابن رجب رحمه الله ما يُشرَع في رمضان مِن الصِّيام، والقيام، وقراءة القرآن، وسائر أنواع الإحسان؛ ليحصلَ التأهُّبُ لتلقِّي رمضان، وترتاض النفوسُ بذلك على طاعة الرحمن، ولقد كان السَّلفُ الصالِح يَجِدُّون بالعبادة في شعبان؛ استعدادًا لرمضان؛ قال سلمةُ بن كهيل: كان يُقال: شهرُ شعبان شهرُ القرَّاء، وكان عمر بن قيس إذا دخل شعبانُ أَغْلق حانوتَه، وتفرَّغ لقراءة القرآن، وكان يُقال أيضًا: شهر رجب شهرُ الزَّرْع، وشهر شعبانَ سَقيُ الزَّرْع، وشهر رمضان حصادُ الزَّرْع.

عباد الله:
إنَّ ممَّا يكثُر الحديث والسؤال عنه في هذا الشهر، خاصَّة مع الانفتاح الإعلامي والتطور التقني: مسألةَ صِيام يومِ النِّصف من شعبان وقيام ليلتِه، وقد تعدَّد كلامُ العلماء، وتنوَّع في هذه المسألة؛ نظرًا لتعدُّد النصوص، واختلافهم فيها صِحَّةً وضعفًا، وإنَّ مما تواتر أنَّ القرآن الكريم لم يَرِدْ فيه أي ذِكْر لليلة النِّصْف من شعبان، وإن كان عكرمة (من التابعين) يرى أنَّها اللَّيْلة التي قال الله فيها: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]، ولكنَّه قولٌ مردودٌ بنصِّ القرآن، إذِ اللَّيلة المقصودة بالآية هي ليلةُ القدر؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].

قال العلاَّمة ابنُ عثيمين رحمه الله: "فمَن زَعم أنَّ ليلةَ النِّصْف من شعبان يُقدَّر فيها ما يكون في العام، فقد خالَفَ ما دلَّ عليه القرآن".اهـ. كلامه رحمه الله.
الشيخ أحمد الفقيهي
شعبان شهر ترفع فيه الأعمال


شعبان شهر ترفع فيه الأعمال




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: شعبان شهر ترفع فيه الأعمال

شكرا على الموضوع القيم
جعله الله سبحانه وتعالي في ميزان حسناتك

#3

افتراضي رد: شعبان شهر ترفع فيه الأعمال

اللهم تقبل منا صالح الاعمال
جزاك الله خيرا

إظهار التوقيع
توقيع : عاشقة الصلاه


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
صيام شعبان العدولة هدير السنة النبوية الشريفة
أحكام مختصرة في شهر شعبان , شهر شعبان , أحكام لشهر شعبان سارة سرسور المنتدي الاسلامي العام
شهر شعبان , ملف عن شهر شعبان وفضائله محبه لله المنتدي الاسلامي العام
فضائل شعبان وبعض أحكامه نسيم آڸدکَريآت المنتدي الاسلامي العام
شعبان... شهر ترفع فيه الأعمال بحلم بالفرحة فتاوي وفقه المرأة المسلمة


الساعة الآن 05:21 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل