أُرسل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن، إذن: الجن جنس مكلّف مثلنا، لكنه غيب عنا فلا نراه { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ .. } [الأعراف: 27].
والجن له خِفَّة في الحركة وتغلغل في الأشياء لطبيعته النارية، لذلك لو أشعلت النار خلف هذا الجدار بعد لحظات تُحس بها هنا. إذن: صدِّق أنه من نار، وأنه يتغلغل خلال الأشياء، وأن له طبيعة غير طبيعة الآدمي.
الحق سبحانه يريد أنْ يُبيِّن لنا أن الجن وإنْ كان غائباً عنَّا إلا أنه مثلنا في التكليف وأنه مثلنا مُخاطب بالقرآن، ومنه المؤمن والكافر والطائع والعاصي.
ونحن نعلم قصة الصراع بين الجن والإنسان، منذ خلق آدم عليه السلام وأمر إبليس بالسجود له فأبى واستكبر، وكانت حجته أنه خُلِق من نار، وآدم خُلِق من طين، فكيف يسجد له وهو أفضل منه على حَدِّ قوله: { خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [الاعراف: 12].
صحيح أن آدم هو أيضاً وقع في المعصية
لكن فرْقٌ كبير بين معصية آدم ومعصية إبليس،
آدم عصى ربه حين أكل من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها، عصى عن غفلة وتغلب النفس ووسوسة الشيطان.
ثم لما عرف معصيته اعترف بها وتاب عنها واعترف بأنه أخطأ في حَقِّ ربه وظلم نفسه { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } [الأعراف: 23] وقال في البقرة: { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } [البقرة: 37].
إذن: قُبلت توبة آدم لأنه لم يرد حكم الله، أما إبليس فردّ الحكم ولم يخضع له فطُرد من رحمة الله وأُبْعد، وفرْق بين أنْ تعصي الحكم وأنت معترف به، مُصدِّق بأنه من الله، وبين أنْ ترده. لذلك نقول هذا الكلام لمن يجادل مثلاً في مسائل من الدين الحكم فيها واضح، كالربا مثلاً أو إطلاق اللحية فيقول: التعامل بالربا الآن حلال، نقول لهذا: أنت بهذا القول ترد حكم الله في الربا، والأسلم لك أن تقول أنه حرام لكن ظروفي تجبرني عليه مثلاً.
ثم لك أنْ تقتدي بأبيك آدم فتتوب، تستغفر لعل الله يغفر لك، بدل أنْ تعاند ربك في حكمه، وهذه لا تقدر عليها، وتذكَّر قول الشيطان { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ .. } [النساء: 119].
فاحذر هذه المسألة، وأنت تعلم أن إبليس كان في يوم من الأيام (طاووس الملائكة) فلما عاند واستكبر وردَّ حكم الله جعله ملعوناً مطروداً من رحمة الله.
ولنا ملحظ هام في أمر الله لآدم بعدم الأكل من الشجرة { وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ .. } [البقرة: 35] فالنهي عن مجرد قربها، وهكذا كل أمر في ما حرَّمه الله { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا .. } [البقرة: 187].
أما ما أحلَّ الله لك فقال فيه: { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا .. } [البقرة: 229] يعني: لا تتعدوا ما أحلَّ الله، أما الحرام فلا تقربوه لأن مَنْ حام حول الحِمَى يوشك أنْ يقع فيه.
وذرية إبليس تسير على نهجه في إغواء بني آدم، ونحن لا نراهم كما لا نرى الملائكة، مع الفارق بينهما، فالملائكة من نور، والشياطين من نار.
وهنا ينقل الحديث في شأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الإنس إلى الجن، والإخبار بأن الجن مُكلف، وبأنه يستمع القرآن لم يأتِ به محمد صلى الله عليه وسلم من عند نفسه، إنما يحكي لنا ما أخبره الله به من أن الجن يستمعون القرآن.
فقال في سورة الجن: { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ .. } [الجن: 1-2].
وكأن الحق سبحانه يقول لنبيه محمد: أنا لم أبعثك لتذهب إلى الجن وتخاطبهم لأنك لا تراهم، لذلك صرفتهم إليك، وأتيتُ بهم إليك ليستمعوا القرآن وأنت لا تشعر بهم، ولولا إخباري لك بذلك ما كنت تعلمه.
وهنا يقول: { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ .. } [الأحقاف: 29] فأنت تقرأ وهم حولك يستمعون.
وقولهم في سورة الجن { يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ .. } [الجن: 2] وهنا قالوا: { كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ .. } [الأحقاف: 30] دلّ على أن للجن صلة بالأنبياء السابقين، وأنهم مكلفون مثلنا.
وفي سورة الرحمن: { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ } [الرحمن: 31] يعني: نفرغ لحسابكم، فبعد أنْ تركناكم على راحتكم تفعلون ما تريدون، لا تظنوا أن هذه غفلة منا عنكم، إنما أمهلناكم لنؤكد أمر الاختيار الذي خلقناه فيكم ومنحناكم إيَاه. فالثقلان: الجن والإنس سواء في الحساب، كما هم سواء في التكليف.
.
وأنتم تعرفون حديث جبريل الطويل "لما جاء مجلس النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل غريب، لكن لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه من الجالسين أحد، حتى جلس بجوار رسول الله، وأخذ يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والرسول يجيب، ثم انصرف فلما سأل الصحابة عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه جبريل: جاء يُعلِّمكم أمور دينكم" .
لذلك رأينا بعض أعداء الدعوة المحمدية يثيرون حولها بعض الإشكالات، ومنها قولهم أنْ يكون الرسول ملكاً وهذا إشكال مردود، فلو جاء الرسول ملَكاً لجاءهم في صورة رجل، وإلا كيف يُبلِّغهم وكيف يكون التلقي عنه؟
إذن: سيظل الإشكال قائما، ثم إن المَلك لا تصح الأسوة به، لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فكيف يكون أُسوةً لمَنْ في طبيعته الخطأ والغفلة والنسيان؟
إذن: شرط في النبي الرسول أنْ يكون من جنس مَنْ أُرسل إليهم لتقوم به الأُسوة.
والحق سبحانه أعطانا صورة تفصيلية لحال الجن، وأن منهم المؤمن والكافر، فقال حكايةً عنهم: { وَأَنَّا مِنَّا ٱلْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً * وَأَمَّا ٱلْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً } [الجن: 14-15].
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقد قرأتُ سورة الرحمن على إخوانكم الجن، فكانوا أشدَّ استجابة منكم، كانوا إذا سمعوا { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } ينطقون في نَفَس واحد: لا بشيء من نَعْمائك ربنا نكذب" ، فلك الحمد، يكررونها بتكرار الآية.
واسمعهم يقولون: { وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا .. } [الجن: 3] يعني: تعالتْ عظمته، ولهذه العظمة { مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً } [الجن: 3] إذن: الجن يعلمون قضايا الإيمان وقضايا التوحيد، وربما كانوا أدقَّ منا في التعبير عنها، ويكفي أنهم حكموا على إبليس بالسَّفَه، فقالوا: { وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } [الجن: 4].
نعود إلى ما كنا بصدده من قوله تعالى: { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ .. } [الأحقاف: 29] النفر: هم الجماعة من الثلاثة إلى الأربعين، صرفناهم إليك يعني: أتينا بهم إليك بدل أنْ تذهبَ أنتَ إليهم.
{ فَلَمَّا حَضَرُوهُ .. } [الأحقاف: 29] حضروا القراءة { قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ .. } [الأحقاف: 29] استمعوا باهتمام وتدبُّر يعني: وصَّى بعضهم بعضاً بالإنصات { فَلَمَّا قُضِيَ .. } [الأحقاف: 29] انتهتْ القراءة { وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ } [الأحقاف: 29] ذهبوا إلى قومهم ينذروهم ويُبلِّغونهم ما سمعوه.
{قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً .. } [الأحقاف: 30] أي: القرآن، وقولهم {مِن بَعْدِ مُوسَىٰ .. } [الأحقاف: 30] يدل على أنهم كانوا على صلة بالرسل السابقين، وأنهم كانوا مؤمنين بسيدنا موسى يعني: كانوا من اليهود.
وذكروا موسى دون عيسى - عليهما السلام - لأن كتاب موسى هو المنهج الذي ينظم حركة الحياة وفيه شرائع وأحكام، أما كتاب عيسى فكان مجرد وجدانيات ووصايا، لذلك تنبهوا لهذه المسألة وجمعوا بين الإنجيل والتوراة في كتاب واحد مع وجود عصبية بينهما، وأسمَوْهُ الكتاب المقدس.
ومعنى { مُصَدِّقاً .. } [الأحقاف: 30] أي: القرآن مُصدِّق { لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ .. } [الأحقاف: 30] لما قبله من الكتب السماوية، وما دام مُصدِّقاً لها إذن جاء بما جاءتْ به ولكن يزيد عليها أنه { يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الأحقاف: 30] بما يناسب عالمية التدين.
فكلّ رسول قبل محمد كان يأتي ليعالج أمراض مجتمعه في زمن محدود ومكان محدود، وقد يتعاصر الرسولان، كما رأينا في سيدنا إبراهيم، عاصره سيدنا لوط، وسيدنا موسى عاصر سيدنا شعيب.
فالعالم في هذا الوقت كان في انعزال ووحدة، لم يكُنْ هناك الالتقاء الموجود الآن، والذي يجعل العالم كله كقرية صغيرة، فهذه الحياة المنعزلة تجعل كلَّ مجتمع لا يدري بغيره.
لذلك كان لهم مفاسد خاصة تحتاج كلٌّ منها إلى رسول ليُصلحها ويأخذ بأيدي قومه إلى الله، فقوم عبدوا الأصنام من دون الله، وآخرون طفَّفوا المكيال والميزان، وآخرون انحرفوا جنسياً عن الطبيعة التي خلقها الله، وكل جماعة من هؤلاء تحتاج إلى رسول.
لكن لما التقى العالم، ووُجدتْ بينه وسائل انتقال كان لا بُدَّ من رسول واحد، لأن المفاسد والآفاق ستتحد، لا بد من رسول واحد يصلح لكلِّ زمان ومكان، لذلك شرف كل زمان ومكان بالجامع للخير في كل زمان ومكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
إذن: من الجن جماعة سمعوا وتحمَّلوا مهمة البلاغ، لذلك يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضَّر الله أمرأ سمع مقالتي فوعاها، وأدَّاها إلى مَنْ لم يسمعها، فرُبَّ مُبلَّغ أوعى من سامع" .
نعم ومن يدريك لعل المبلَّغ يكون أحرصَ على التطبيق من السامع، وقد فطن الشاعر العربي إلى هذا المعنى فقال:
معنى { دَاعِيَ ٱللَّهِ .. } [الأحقاف: 31] الأصل فيه رسول الله ثم المبلّغ عنه منهج الله للقوم { وَآمِنُواْ بِهِ .. } [الأحقاف: 31] أي: بما جاء به { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأحقاف: 31] قال: { مِّن ذُنُوبِكُمْ .. } [الأحقاف: 31] فأفادت (من) التبعيض. يعني: يغفر لكم بعض الذنوب، وهذه المغفرة ثمرة الإيمان.
ولم يقل كل الذنوب، لأن الحق سبحانه يغفر بعضها ويترك بعضها للتوبة والإنابة إليه، فمثلاً من الذنوب ما تغفرها الصلاة إلى الصلاة، أو الجمعة إلى الجمعة، أو رمضان إلى رمضان. لكن هناك ذنوب لا بُدَّ لها من توبة، ويكون لمغفرتها شروط أخرى كما لو كانت في حَقِّ العباد، وهناك مظالم ومتعلقات لا بُدَّ أنْ تُردَّ إلى أصحابها { وَيُجِرْكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأحقاف: 31] إذن: الذنوب ينشأ عنها العقاب في النار، وإذا غفر الذنوب أجار صاحبها من النار، وهذه قاعدة التخلية قبل التحلية كما ذكرنا.
لكن لم يقُلْ هنا أنهم يدخلون الجنة، وهذا يفرض علينا سؤالاً: هل يدخل الجنُّ المؤمن الجنة؟ البعض يرى أنهم بعد الحساب سيتحوَّلون إلى تراب وتنتهي المسألة، بدليل أنه لم يُقلْ هنا أنهم يدخلون الجنة بعد أنْ يُجيرهم من النار.
لكن ما داموا مكلّفين مثلنا، ومنهم المؤمن والكافر، إذن: لا بُدَّ من الجزاء بالجنة أو بالنار، فإنْ وقفت عند مسألة أنهم خُلِقوا من النار، فكيف يُعذَّبون بها؟ هذا أمر بعيد في أذهاننا نحن، لكنه يسير على الخالق سبحانه، فله قوانين أخرى.
وسبق أنْ قلنا: أنت مخلوق من طين، فهل معنى ذلك أنك إذا نزلتَ البحر مثلاً (تبوش) ثم اقرأ إنْ شئتَ: { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِيۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 64] فكيف تنبت شجرة في إصل الجحيم؟ إذن: لا تتكلم في هذه المسألة والله أعلم بخلقه.
وقوله سبحانه: { وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي ٱلأَرْضِ .. } [الأحقاف: 32] معجز يعني: يُعجز غيره. والعجز ضعف لا يُمكنك من الفعل تقول: أعجز فلانٌ فلاناً يعني: سبَّب له ما يعجز عنه، ومنه قولنا: القرآن مُعجز يعني: أعجز العربَ عن الإتيان بمثله.
فؤلاء الذين عصوْا الداعي إلى الله وكفروا به لن يُعجزونا، ولن يجدوا لهم مهرباً من عقابنا ولا مفرّاً منه.
{ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ .. } [الأحقاف: 32] من دون الله { أَوْلِيَآءُ .. } [الأحقاف: 32] يعني: يتولونهم ويدافعون عنهم أو يشفعون لهم، ولا قوة تمنع عنهم عذاب الله { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [الأحقاف: 32] يعني: هؤلاء الأولياء ضَلُّوا عنهم، تاهوا فلا وجود لهم.
{ مُّبِينٍ } [الأحقاف: 32] محيط، كما يفعل التائه الذي ضلَّ طريقه، فيذهب إلى هنا ويذهب إلى هناك، فلا يهتدي للغاية التي يريدها.
ثم يعود السياق ويلفتهم إلى الآيات الكونية لعلهم يتدبرونها، لأنهم جحدوا وأنكروا ولم يستفيدوا بما خلقه اللهُ فيهم من وسائل الإدراك من سمع وبصر وتعقُّل، والحديث مرة أخرى عن الآيات الكونية وإظهارها لهم من باب تلوين العظات.