أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي {إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا)

{إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادله:١٠]


التناجي الذي يقصد به الكلام بالسر، وتتكرر هذه الآيات وتتوالى، وهذا إنْ دَلَّ على شيء، فإنَّما يدل على أهمية الموضوع ومكانته، وفي الوقت نفسه رأيت أنَّنا عن هذا الأمر في سُبات، فلا تكاد تجد مجلسًا من مجالسنا إلاَّ ما رَحِمَ ربي إلاَّ وهو واقع في هذه المعصية، غير متدارك لها.



لهذا نجد السُّنَّة النبوية الشريفة أكَّدتْ على هذا الموضوع، ووضَّحته، وفصَّلته، وجعلتْه أدبًا من آداب المسلم، فهذا ابنُ مسعود يَروي عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((إذا كنتم ثلاثةً، فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تَختلطوا بالناس؛ من أجل أن ذلك يحزنه))، الله أكبر، حتى السنة تقول: إنَّ التناجي يُحزن، وفعلاً إذا مرت بك هذه الحالة ستحزن كثيرًا وهو أمر مُجرَّب.
فلربَّما توهم هذا الرجل الثالث أنَّ نَجواهما لتبييت رأي أو تجسيس غائلة ضِدَّه، أو يحس أنَّ ذلك احتقارٌ له، واستخفاف به.
أما إذا كانا وحدهما ودخل ثالث، ففي هذه الحالة لا بُدَّ له أنْ يستأذنهما؛ عسى أن يكونَ بينهما كلامٌ خاصٌّ، وأمرٌ محصورٌ، فهذا ابن مسعود - رضي الله عنه - لَمَّا جاءه رجلٌ يريد أن يدخلَ بينه وبين رجل آخر، لَكَزَه في صدره، وقال له: "ألَم تسمع أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إذا كان اثنان يتناجيان، فلا تدخل بينهما))".
قال ابن عبدالبر - رحمه الله -: "لا يَجوز لأحدٍ أنْ يدخُلَ على المتناجِيَيْنِ في حال تناجيهما"، فجعله - رحمه الله - مُحرمًا، وبعض العلماء جعله مكروهًا.

أمَّا إذا كان هناك إذْنٌ أو حاجة، فلا بأسَ بها عند العلماء؛ قال النووي - رحمه الله - في "رياض الصالحين" باب: النهي عن تناجي اثنين دون الثالث بغير إذنه إلاَّ لحاجة، فصار هناك شرطان لجواز التناجي:
أولاً: أن يكون بإذن الشخص الثالث.
ثانيا: أن تكونَ هناك مصلحةٌ راجحة، أو حاجة مُلحَّة.

والتناجي المحرم صورُه كثيرةٌ، منها:
1- التكلم بلغةٍ لا يعرفها الشخصُ الثالث، فهذا تناجٍ واضح لا يجوز فعله.
2- الكتابة، مثل أن يكتب شخص لآخر ورقةً فيها بعض الكلمات، فيعطيها أمام الثالث، أو يرسل له بالجوال وهم في مجلس واحد.
3- الإشارات والرموز والحركات التي يفهمها طرفٌ واحد، فيبقى الطرف الآخر حزينًا لا يعرف ماذا يقصدون.





{إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا)


{إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [المجادله:١٠]

تسويق الأحزان تجارة الشيطان و يطيب له إحزان المؤمن بأي طريق ، وقهر الشيطان ب {لاتحزن إن الله معنا}





النجوى من مداخل الشيطان على المؤمنين ليحزنهم ويوغل صدور بعضهم على بعض ، وليفسد عليهم عبادتهم ، فمن أخبر بحزنه فإنما يٌخبر بلعب الشيطان به ، والله يريد منا أن نتجنب كل شيء يجلب الهم والغم والحزن ، واعلم ان طرد الحزن من الإيمان.





أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ايات القران التي تتكلم عن: الحساب و اليوم الاخر أم أمة الله القرآن الكريم
آيات القران التي تتكلم عن: الشيطان أم أمة الله القرآن الكريم
الرقية الشرعية كاملة من القرآن والسنة لؤلؤة الحَياة الرقية الشرعية والسحر
الإيمان باليوم الآخر والحساب بشرى على العقيدة الإسلامية
سور القران الكريم مكتوبة بالتشكيل شوشورضا القرآن الكريم


الساعة الآن 06:11 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل