﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٤٣﴾ ﴾ [النساء آية:٤٣]
﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا
ما تقولون﴾
من لم يعلم ما يقول في صلاته
فلا زال في سكرته.
قال ﷺ (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها).
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ ﴾ [البقرة آية:١٥٥]
تأمَّل كيف قال: (بشيء) فهو شيء يسير؛ لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك.
﴿قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ﴿٨٥﴾ ﴾ [طه آية:٨٥]
﴿ بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ..﴾
حصار الخطايا مهلك؛وفي التوبة كسر الحصار.
﴿أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١٨٤﴾ ﴾ [البقرة آية:١٨٤]
تأمَّل كم في آية الصيام من ترغيب في الصوم، بدأها بالنداء المحبَّب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، وبيَّن أنه فريضة لا مندوحة في تركه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، وأنه ليس خاصاً) بنا بل هو للأمم كلها ( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)، وبيّن ثمرته (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وقلّله (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ
﴿أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴿١٤﴾ ﴾ [العلق آية:١٤]
يالها من آية تخلع القلب، أيها المتمادي في المعاصي، أيها المقيم على الذنب العظيم، أيها الناسي لرب الناس: إنَّ الله يرى!
﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿٣٢﴾ ﴾ [المائدة آية:٣٢]
(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)
هنيئا لمن أحيا نفسا فأطعم جائعا أو سقى ظمآنا
أو آوى مشردا أو كسى عاريا أو كفل يتيما
﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ ﴾ [الصافات آية:٨٧]
الثقة بالله شقَّت لموسى -عليه السلام- البحر، وبرَّدت النار على إبراهيم -عليه السلام-، ونجَّت محمدًا - صلى الله عليه وسلم - في الغار.. هذه الثقة بالله لا يذوق حلاوتها إلا من عرف الله!
﴿فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾ ﴾ [الأعراف آية:٧٩]
(فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)
يتكرر هذا في كل جيل، كلما نصح الناصحون؛ بغضهم المخالفون.
﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿٢٠٤﴾ ﴾ [الأعراف آية:٢٠٤]
فمن استمع للقرآن وأنصت، فإنما يستمطر رحمة الله، فلا تستطل -أيها المؤمن- في هذه الليالي طول الصلاة، بل أرع سمعك لخطاب ربك، فإنما تستكثر من رحمته.
﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٦﴾ ﴾ [هود آية:٦]
إذا كان رزقك على الكريم، فلماذا الضيق والحزن!.
﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴿٩٩﴾ ﴾ [الصافات آية:٩٩]
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ)
إذا أردتَ الهداية، فلا تذهب يمينًا وشمالاً، بل اذهب إلى ربِّك!
﴿قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴿٥٠﴾ ﴾ [الأنعام آية:٥٠]
بركة الوحي (الكتاب والسنة): متبع الوحي بصير، وفاقد الوحي أعمى: (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ).
﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴿١٠٢﴾ ﴾ [الأعراف آية:١٠٢]
قال تعالى في بيان حال الإنسان: (وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ) هذه حاله مع ربه فكيف مع الناس! ومن عرف الناس استراح.
﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٨٢﴾ ﴾ [الأعراف آية:٨٢]
(وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)إذا كثر الفساد يصبح الطهر جريمة.
﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴿٩٥﴾ ﴾ [التوبة آية:٩٥]
﴿يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴿٩٦﴾ ﴾ [التوبة آية:٩٦]
(يحلفون بالله - سيحلفون - يحلفون لكم...)المنافق يضعف تعظيم الله عز وجلّ في قلبه، ومن آثار ذلك كثرة الحلف بالله، لذلك أمرنا الله بقوله (واحفظوا أيمانكم)
﴿قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿١٠﴾ ﴾ [يوسف آية:١٠]
﴿قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين﴾ تقليل الشر عند العجز عن إيقافه مقصد شرعي.
﴿قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿١٢٣﴾ ﴾ [الأعراف آية:١٢٣]
(آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ) نعوذ بالله من تجبر الطغاة؛ حتى الإيمان بالله لا يسمح به إلا بعد إذنه؟!
﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴿٢٤﴾ ﴾ [يوسف آية:٢٤]
﴿ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه..﴾ قيل :همها هم العزم وهمه هم الخاطر وقيل : همت بالفاحشة وهم بدفعها وقيل لم يهم وهناك تقديم وتأخير، والتقدير : لولا أن رأى برهان ربه لهم بها. وعلى كل الأقوال فهو بعيد عن المعصية كل البعد(كذلك لنصرف عنه السوء).
﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٩﴾ ﴾ [الحجرات آية:٩]
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
كلُّ قضيةٍ تَعدلُ فيها برأيك أو قلمك أو صوتك.
اِستشعرْ أنّ اللهَ بعدها سيُحبُّك
﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴿٥﴾ ﴾ [المعارج آية:٥]
﴿وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿٨﴾ ﴾ [المزمل آية:٨]
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾ ﴾ [آل عمران آية:١٠٢]
(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا)
(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا)
( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ)
فى عبادة ربك إبذل غاية جهدك وإستنفد غاية قدرتك
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾ ﴾ [العنكبوت آية:٦٩]
رمضان أعظم ميدان للتنافس، وبلوغ الغايات على قدر التضحيات، قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا).
ومن رام العُلا من غير كدٍّ أضاع العمرَ في طلب المحالِ