أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي { لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}

{ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: ١]






يموت أبو سلمة -رضي الله عنه-؛ فتحزن لفراقه أُم سلمة -رضي الله عنها- حزنًا شديدًا، وتقول: أيّ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؟ أوّل بيت هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي لا تدري أن الله سيحدث أمرًا، فيتزوجها خير الورى -صلى الله عليه وسلم- لتصبح أُمًّا للمؤمنين وزوجة لسيد المرسلين.


أم حبيبة -رضي الله عنها- يُطلّقها زوجها وهي في بلاد الغربة في الحبشة؛ فتحزن وتتألم، فالطلاق غصّة في حلوق المطلقات، لكنّها لا تعلم أن الله قد أحدث أمرًا؛ فيتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتحظى بهذا الشرف العظيم.


في الحديبية يتذمّر المسلمون من بنود الاتفاق ويرون فيه ضعفًا ودنية وهم لا يعلمون أن العليم الخبير سيجعل من هذه الدنية فتوحات هنية.


يُعذّب بلالٌ ويُسحب في الرمضاء ويُوضَع على صدره الصخرة العظيمة، وهو يردد "أَحدٌ أحدٌ"؛ لأنه يؤمن أن الله سيحدث بعد ذلك أمرًا؛ فتمر الأيام ليصعد فوق الكعبة رغم أنوف المشركين ويرفع نداء الحق وهم أذلة صاغرون.


يُمتحن الإمام أحمد ويُؤذَى ويُجلَد ويُسجن ويهدد وتستمر محنته من خليفة إلى خليفة، لكنه موقن أن الله سيحدث بعد ذلك أمرًا؛ فيأتي الفرج وتنتصر السنة، ويعلو الإمام أحمد ويرتفع اسمه إلى يومنا هذا، ويذهب خصومه في مزبلة التاريخ.

(لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1].
إنها حقيقة قرآنية تبعث في القلوب الطمأنينة والسعادة، حقيقة تتلقاها القلوب الفَزِعَة فإذا هي في جوّ من الأمن والسكينة، وتتلقاها النفوس القانطة فإذا بشعاع الأمل يسري في كيانها.

حقيقة لا يُوقن بها إلا مَن رضي بالله حقَّ الرضا، وحقّق صِدْق التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه، واليقين والثقة بوعده وإحسان الظن به -جل وعلا-، وأنه لا يريد بعباده إلا الخير والصلاح.

حقيقة نحتاجها في زمنٍ كثرت فيه المصائب والمشكلات، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، والتي أدَّت إلى ظهور كثير من الأمراض النفسية المعقَّدة من قلق واكتئاب ووساوس وأوهام.

إن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية, والفاجعة المهلكة لآماله وحياته, فإذا بذلك المقدور مِنْحَة في ثوب مِحْنة, وعطية في رداء بلية, وفوائد لأقوام ظنوها مصائب, وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب! ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.

في مجتمعاتنا اليوم فتنٌ وابتلاءات، أحداثٌ وتداعيات، صراعٌ وجولات، استفزازات وتحديات.. نغرق في قراءة الأحداث، وتشغلنا التحليلات، وننسى قول خالقنا: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1].


ويبقى الأمل مادامت الحياة، فسوف يبدل الحال، وتهدأ النفس، وينشرح الصدر، ويسهل الأمر، وتحل العقد وتنفرج الأزمة: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1]، (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)[المائدة:52]، فلا تغضب، ولا تنزعج، ولا تتشاءم فكل لحظة ألم، وكل أزمة لا بد أن تنفرج بتوفيق الله، وكل خسارة لا بد أن تُعوّض إذا توكّلت على الله؛ فالدنيا حافلة بالأمل والألم، وبالمكسب والخسارة، وبالفرح والغضب، ليس هناك سعادة دائمة، وليس هناك شقاء مستمر، ونصوص القرآن تضمنت (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح:5]، و(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)[الطلاق:7].


إلى كل من يضايقه البلاء والوباء والغلاء ويقهره كيد الأعداء، بشّر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، وبشّر القحط بماء زلال يُلاحقه في أعماق الرمال، والفقير بمال يزيل عنه الإملاق، فارحل بقلبك إذا الهم برك، واشرح صدرك عند ضيق المعترك، ولا تأسف على ما مضى ومن هلك، واعلم أنه لا يدوم شيء مع دوران الفلك، وعسى أن تكون الشدة أرفق بك، والمصيبة خيرًا لك، أحسن الظن ربربك فهو القائل: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".


واغسل همومك بنهر التوكل، واحذر من تصديق وعد الأفّاك الأثيم والشيطان الرجيم، لأنه يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ)، ولكن صدق بوعد أصدق القائلين: (وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:268].


ولنُرَبِّ أنفسنا على الرضا بالأقدار, والنظر للحياة من زاوية الأمل, والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألوانًا من السعادة والفرح والبهجة والأرزاق. (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطلاق:1]؛ فلا تشغل بالك، ولا تتعب خيالك، فأمر الله أقرب من ذلك، وربنا كل يوم هو في شأن، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن، فيكون.


أحمد بن عبد العزيز الشاوي

ملتقى الخطباء

{ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}


{ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: ١]


حطم بهذه الآية سد اليأس ، ودع نهر الآمال يجري ...

نحن في دنيا ، قد يقابلنا فيها أمراض ، مصائب ، فقر ، مشكلات .. فاصبر ياعزيزي لاشيء في الدنيا يدوم و لا تدري ، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .. تأمل قول الله تعالى : (وفتح قريب) (وبشر المؤمنين) (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) كم هي جميلة تلك البشائر التي تساق لنفوسنا و تجدد بها الأمل !!..

هذه الآية كفيلة بأن تهزم اليأس ، تفاءل بها و ازرعها أملا في قلبك ، وإن بلغ ألمك مداه ، كم مرة ضاقت ثم فرجت ؟ وكم مرة أظلمت ثم أنورت ؟!.. روعة الفرج تأتيك فجأة من حيث لا تدرك ، فالله وحده تكفل برزقك ومسقبلك .. لاتحزن وربك الله ، ثق به وستأتيك البشائر




أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
فوائد هامة للشيخ ابن تيمية ،فوائد من المجلد العاشر من فتاوى شيخ الإسلام ابن أم أمة الله المنتدي الاسلامي العام
آيات تدعو للتفاؤل امانى يسرى القرآن الكريم
سور القران الكريم مكتوبة بالتشكيل شوشورضا القرآن الكريم
( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ) وغارت الحوراء المنتدي الاسلامي العام
القرءان الكريم مكتوب ومقسم بالاجزاء,الجزء الاول والتانى والتالت شقاوة آنثى القرآن الكريم


الساعة الآن 07:35 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل