الجزء الثالث عشر
( قال الملك أتوني به استخلصه لنفسي )
دخل يوسف السجن بتهمة ونسي فيه مدة وخرج عزيزاً بريئاً كريماً
زاده البلاء رفعة ومنزلة
(ولأجر الآخرة خير للذين أمنوا وكانوا يتقون)
عزاء لمن لم يظفر في الدنيا وأن الآخرة هي العاقبة الحقيقية والفرحة الكبرى
( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين )
تقواه عن الشهوات للحظات نافست صبره في السجن للسنوات
(إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه)
حينما تشكو لله بثك تجد أُنساً يُنسيك همّك.
+
( وعلمتني من تأويل الأحاديث )
بعض الناس يأول ويجزم خبطأ عشواء
فربما أربك الناس واقلقهم بلا علم ولا هدى
( وتفصيل كل شئ )
كل شئ يحتاجه القلب لهدايته و كل ما تحتاجه النفس لاستقامتها
وكل ما يتطلع إليه المجتمع لصلاحه فهل من مدكر
( صنوان وغير صنوان )
ذات الصنوان هن النخيلات اللاتي يخرجن من أصل النخلة ويطمئن المزارع
أنهن من نفس نوعها منة من الله
( سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار )
هنيئا لكم أيها الصابرون، هنيئا لكم أيها الصابرون
(وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)
بذلك للأسباب لا ينافي توكلك على الله، وإيمانك بقضائه.
"إني حفيظ عليم"
اجتمعت الأمانة والعلم فاستحق المنصب.
"كذلك كدنا ليوسف"
من الكيد والحيلة ماهو جائز إذا كان لاسترداد حق وليس فيه إضرار بأحد.
دمع العين وحزن القلب لايتعارضان مع الصبر الجميل
(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
تأمل كيف حصل له ذلك وهو نبي كريم
(إن النفس لأمّارة بالسوء)
احذر العدو الذي بين جنبيك،
فهو أشد خطراً عليك، وأكثر إغواءً لك
[ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون]
فلا تغتر بقوة ظالم أو امهال الله له
فما من قوي إلا وفوقه القوي سبحانه.
"فصبرجميل"
لا يسمى الصبر صبرا
إلا إذا كان بعيدا عن التشكي والتسخط على الله
ولا يكون جميلا إلا مع الإحتساب وحسن الظن بالله
قد يصيبك البلاء في أحب ما تملك
وتظن أن ابواب السعادة أُغلقت دونك
فيأتي هاتف من قلبك بِ
{ ولا تيأسوا من روح الله } ،
تفال ..!
(ويسبح الرعد بحمدة والملائكه من خيفته )
يسبحون ويحمدون ... ويخافون والعبد يعصي ويذنب ...ولا يخاف .
{وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ}
تتعدد العقوبات،والمخالفة واحدة
إذن السعيد من وعظ بغيره
مهما آلمتك الأقدار فإن فيها من ألطاف الله مالا يخطر لك على بال!
تأمل قول يوسف : (.... إن ربي لطيف لما يشاء)
بلغ الغاية وتمام النعمة ...
ولكن لا تسكن النفس لغاية دون:
(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
(قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله)
افعل مثله!
فلن يفهم عمق جرحك سوى ربك
ولن يدفع عنك البلاء وضيق النفس سواه
"فأسرها يوسف في نفسه"
فكم من الكلمات والمواقف التي حُبست ..فقط لكي يدوم الود!
(قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ){ 55}
تحسس مميزاتك ابحث عن الوظيفة التي تناسب قدراتك وإبداعاتك
"إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين"
وقصة نبي الله يوسف دارات كلها حول هذه الآية
(فأما الزبد فيذهب جفاء)
بالرغم من قلة الإمكانيات؛
موعظة صادقة تمحي ما شاء الله لها أن تمحي من أثر أهل الفساد في القلوب
{إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}
شكواك للذي هو أعلم بك من نفسك فرج ونصر. وسكينة واطمئنان .
حينما تشكو لله بثك تجد أُنساً يُنسيك همّك.
من علامات القلوب المؤمنة سكونها واطمئنانها بذكر الله
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
لست وحدي وإنما:
(أنا ومن اتبعني)
إشارة إلى ضرورة التعاون في الدعوة إلى الله تعالى
وأهمية العمل الجماعي المؤسسي.
من أسباب الثبات [الدعاء] فأكثروا منه تدبر
{تَوفَّني مُسلِمًا وَ أَلحِقنِي بالصَّالحِين}
وصّى به يعقوب ودعا به يوسف.
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
فإذا أردت تغيير ما أنت فيه من الكروب،
فغير ما أنت عليه من الذنوب!
{ ربنا أنك تعلم ما نخفي وما نعلن }
تعاهد قلبك حتى إذا نظر له ربك
وجده خالياً من منكرات الأخلاق والأهواء ..
(يدعوكم ليغفر لكم)
من تخطئ بحقه قد لا يرغب برؤية وجهك، إلا الله !!
مع انك شارد عنه بأخطائك إلا أنه يناديك ليصفح عنك.
"ياصاحبي السجن"
لم يفسر لهما احلامهما إلا بعد حديث دعوي..
إنه الحرص على الدعوة إلى الله حتى في السجن!!
"إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"
المؤمن لايقنط من رحمة الله لأنه يحسن الظن بمولاه الذي يدبر الأمر بحكمته
إذا اشتدّت الأمر وضاق فهذا مؤشر الفرج بإذن الله. تدبر؛
{حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كُذبوا(جاءهم نصرنا)}
لا تبخل في الدّعاء بالمغفرة لكِ ولوالديكِ وللمؤمنين . تدبّر:
[ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب]
"وقال يابني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة"
لابد من بذل الأسباب لحفظ النعم بقدر الله
"إن النفس لأمارة بالسوء إلا مارحم ربي"
النفس تزين لك أهواءها وتحثك على اتباع الهوى
فألجم نفسك تقاها تنجو مستعينا بالله
دائماً خاطب همومك وآلامك و كل قلق يأتيك او ضيق بهذه الآية
{ أبذكر الله تطمئن القلوب } ..
حقيقه مؤلمه!
البعض يؤمن بأن العين حق أكثر من إيمـانه بقول الله - عز وجل - :
[ فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ]
"ولنسكننكم الأرض من بعدهم.."
الدعاة والصالحين موعودون بالنصر والاستخلاف في الأرض.
(قالوا سنراود أباه)
ما تغيرت طريقتهم بعد كل هذه السنوات،
راودوا أباهم في يوسف والآن سيراودوه في أخيه!!
(من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)
الترفع عن العتاب والتماس الأعذار لمن أسا إليك خُلُق الصالحين الأخيار
(ربنا ليقيموا الصلاة)
الصلاة أساس الدين من أقامها أقامه
وهي ما ينبغي أن نحرص عليه وندعو به لأنفسنا وذرياتنا وأهلنا
[قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ]
احرص على دعاء الخروج من المنزل وفيه الأستعاذه من الظلم وقل: اللهم إني أعوذ بك ان أضلّ اوأضل اوأزل اوأُزل أو أظلم اوأُظلم ، او أجهل أو يجهل علي
جمعت هذه الآية أصول سبيل النجاة :
﴿قل هذه سبيلي :
أدعو (الدعوة)
إلى الله (الإخلاص)
على بصيرة(العلم بالشرع والواقع)
أنا ومن اتبعني (الاتباع والعمل الجماعي)
وسبحان الله (التنزيه والتعطيم)
وما أنا من المشركين(ولاء وبراء واعتزاز بالهوية) ﴾
ماذا فعل يعقوب عليه السلام عندما اُبتلي؟
١-الصبر:﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾
٢-حُسن الظن بالله:﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ..﴾
٣-السعي وفعل الأسباب:﴿اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا﴾
٤-التفاؤل:﴿وَلَا تَيْأَسُوا﴾
والنتيجة:﴿فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ﴾
﴿قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾
ثلاث صفات جعلت العاقبة ليوسف عليه السلام: التقوى ، والصبر ، والإحسان.
﴿وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم﴾
لا تُبرّر لنفسك الذنب ، هيَ تأمُر .. نعم ،
لكنّك أنتَ من يُنفّذ !
عندما يُنعم الله تعالى عليك ماديا لا ترفع مستوى معيشتك فقط
ارفع ايضاً مستوى إنفاقك،
هكذا تشكر النعمة وبهذا يبارك لك في مالك (ولئن شكرتم لأزيدنكم)
﴿قال رب ٱلسجن أحب إلى مما يدعوننىٓ إليه﴾
كم من يوسف خلف القضبان لأنه آثر الآخرة على الدنيا وملذاتها...
آية تبعث الأمل في القلوب المنكسرة ..
(لاَ تَيْـئَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱلله)
تتعرض كثيرا لكلمات موجعة أو مسيئة أو محبطة،تستطيع الرد عليها،
~وكتمها في قلبك ثقيلة عليك ومؤلمة
اجعلها شعارك:
﴿ فَأَسَرَّها يوسُفُ في نَفسِهِ وَلَم يُبدِها لَهُم ﴾
(لن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده)
ولم يقل إلا من سرق ،
لان يوسف يعلم ان اخاه لم يسرق.
فما اراد ان يكذب في هذا .
{ويُضلُ اللهُ الظالمينَ }
الظلم من العبد سبب لأضلال الله له فاجتنب الظلم وخاصةً ظلم الضعفاء من النساء والإيتام والمساكين والخدم والعمال
(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)
تكظم الألسن ولا تكظم العيون!
وقد يبكي النبي لكن لا يقول إلا ما يرضي ربه (فصبرجميل) (عسى الله أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم)
( فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ )
اعلم أن ليس كل ما يعرف يقال .
(فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ )
اجتهد لأن تكون ذو شأن و قوة ضغط ، و لكن استعملها في جلب الخير لك و لغيرك .
﴿قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون﴾
لم يقل : أن نأخذ إلا السارق!
لأنه يعرف أن أخاه لم يسرق، وفي ذلك تورية عن الكذب وفيها عفة لسان عالية
﴿رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين﴾
مع حصوله على النبوة والعلم والملك كانت أغلى أمانيه (توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
من صور لطف الله تعالى في سورة يوسف
(القميص)
كان سببا لبيان كذب إخوة يوسف
وكان سببا في نجاة يوسف من إمراة العزيز
وكان سببا في عود بصر يعقوب ﷺ
كن مع الله ﷻ يأتك الفرج من حيث لا تحتسب.
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي﴾
خص [ الصلاة ] لأنها أفضل العبادات
فإذا أُقيمت الصلاة؛ استقامت الحياة.
من تمام النعيم والسعادة في الآخرة دخولك الجنة مع آبائنا وأبنائنا وأزواجنا وأحبابنا ...فقدموا لأنفسكم هنا لتنعموا هنالك
اللهم نسألك من فضلك
"جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ "
( كذ ٰلك كدنا لیوسف ما كان لیأخذ أخاه فی دین ٱلملك إلا أن یشاء ٱلله)
إذا احبك الله كاد لك والهمك طريقة تتوصل بها لنيل مرادك..
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾
لا تستطِل زمن إجابة الدعاء
فالله يختار لك الموعد المناسب لتحقيق أمنياتك
( وكذ ٰلك مكنا لیوسف فی ٱلأرض یتبوأ منها حیث یشاء نصیب برحمتنا من نشاء ولا نضیع أجر ٱلمحسنین)
هذا التمكين سبقه كيد الاخوة وفقد الاب وقعر البئر واسترقاق وكيد امرأة وسجن
فلا تحزن لما يمر بك من البلاء فقد يكون تهيئة للتمكين والارتقاء..
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ}
إذا أردت أن تغير مابك من الكروب
فغيِّر أنت مافيه من الذنوب ..
"ابن الجوزي "
( قال إنما أشكوا بثی وحزنی إلى ٱلله وأعلم من ٱلله ما لا تعلمون )
إلى الله وليس إلى غيره المشتكى
وماذا يملك غيره لنبث له شكواك!
(لِلَّذِينَ ٱستَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمُ ٱلحُسنَىٰۚ)
أما يكفيك هذا الوعد لتستجيب ؟
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ }
والداك ثم والداك
لا تنساهما وفضلهما ، وإن نلت
الحياة بأكملها ، أو ارتقيت عملًا
أو ارتفعت منصبًا ..
"ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء"
إذا كنت متهاون في صلاتك أوتؤخرها اوصيك أن لا يفتر لسانك عن هذا الذكر.
﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾ [ يوسف:103]
• الحرصُ الشديد على هداية الناس لا يسوقُهم إليها، ولو كان الأمرُ على ذلك لما ضلَّ أقاربُ الأنبياء، ولكنَّ الهدى هدى الله.
( فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ )
رحم الله قلوبًا أسرت جروحًا وآلامًا لأجل بقاء حبل المودة موصولًا..
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ(1)
إذا أشتبه عليك أمر ولم تعرف الحق فيه فبادر بقراءة القرآن الكريم لعل الله أن يهديك للحق والرشد
(وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)
قال مجاهد :ظل المؤمن يسجد طوعًا وهو طائع ، وظل الكافر يسجد طوعًا وهو كاره .
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها!) نعجز عن إحصائها !
فكيف نزعم اننا ادينا شكرها !!
"حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ "
-أقرب ساعة للفرج هي حين اشتداد الظلمة -
{ومَا أكثرُ النَاسِ ولَوْ حَرصْتَ بمُؤمنينَ }١٠٣
عدم استجابة المدعوين أحياناً ابتلاء وأختبار من الله للداعية
افتتحت سورة يوسف بمصدرية القصص القرآني (نحن نقص عليك أحسن القصص) وختمت بالهدف منه (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى)
قَصص وليس مجرد قصّة والاعتبار بالقصص على قدر إعمال العقل في أحداثها وفوائدها ورسائلها
ملخّص سورة يوسف:
(إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)
بقدر تقواك وصبرك يكن أجرك عند الله عزوجل فثق به وتوكل عليه وحده فإنه لن يضيّعك!
﴿قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾
بمجرد اعترافهم واعتذارهم
طوى كل تلك الآلام التي تجرعها بسببهم
وعفا عنهم بدون تردد
هكذا نفوس الكبار
﴿قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾
لم يطلب المنصب لأجل نفع نفسه وإنما لأجل نفع الأمة حفاظا على مكتسباتها.. لانه حفيظ عليم
{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
تَخلّق بخلق الأنبياء ،لا جدال ،ولا عتاب ،
بل عفوٌ وتسامح ، ومغفرةٌ من رب العباد ..
لابأس بأن نحتاط ونتزود بوسائل الحماية والوقاية..
ولكن حذاري أن نغفل الدعاء والتضرع لله باسمه الحفيظ..
( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً )
قوة الرجاء والتوكل جمعته بهم جميعا
اقطع رجاءك من المخلوق فإنه عاجز .
قوي رجاءك بالخالق فإنه وحده القادر .
قاعده لا تتبدل ولا تتغير ؛ الحق يبقى وإن ظن الناس بزواله واندثاره والباطل يضمحل وينتهي مهما علا وانتفش ( فأَمَّا الزَّبدُ فيَذهَبُ جُفاءً وأَمَّا مَا ينفَعُ النَّاسَ فيَمكُثُ فِي الأَرضِ كَذَٰلِكَ يضرِبُ اللهُ الأَمثَال)
مالازم أحد للذكر إلا وزال همه وانشرحت نفسه واطمئن قلبه!
فبالذكر تمحى الذنوب وترتفع الدرجات وتتنزل الرحمات..
الذكر حياة المؤمن وقوته ومتنفسه! ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
(وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ )
الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله تعالى
حين تعجز عن وصف همومك وشرح ألمك ؛ قل :
﴿رَبَّنا إِنَّكَ تَعلَمُ ما نُخفي وَما نُعلِنُ ﴾ابراهيم : 38
أي: أنت أعلم بنا منا .
أفياء الوحي
من أسباب الثبات على الحق والهدى: ترك الظلم
﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ﴾إبراهيم :27
د.فوزية الخليفي
﴿.. وَلَنَصبِرَنَّ عَلى ما آذَيتُمونا وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ﴾
إبراهيم :12
شعار المؤمن حين يشتدّ به الأذى ، يتدثر بالصبر والتوكل
﴿إِلَيهِ أَدعُوا وإلَيهِ مَآب﴾ الرعد :36
ذكّر نفسك دائما أنك راجع إلى الله ، فلا تهتم بما يقول الناس فيك، مآبك إلى مولاك
{ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا}
يوسف : 101
أعظم من الجمال ، و أعظم من المال ، و أعظم من العز ، و أعظم من الحرية :
أن يتوفاك الله مسلماً
إخلاص النيــة من أهــم ما يعين على الصبر .
{ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ }الرعد:22
هذا هو الصبر النافع الذي هو من خصائص أهل الإيمان ..
فإن العبد إذا جعل رضى الله نصب عينيه هـانت عليه الدنيـــا بمــا فيهــا.
يارب لا تجعل الدنيا أكبر همنا ..
الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}
الرعد : 6
جمع بين الوعدِ والوعيدِ، ليعظُم رجاء الناس في فضلِه ، ويشتدَّ خوفُهم من عقابه.
قاعدة قرآنية محكمة ، وشواهدها لا تحصى :
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف :90
لكن تنبه لشرطيها الكبيرين .
من أعظم الأشياء ضررًا على العبد بطالته وفراغه، فإن النفس لا تقعد فارغة بل إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره ، (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) .
{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} يوسف : 76
لاتغتر بعلمك مهما رأيت أنك فقت به غيرك ، واكسر جماح نفسك وتعاليها بهذه الآية.
د. محمد الربيعة
وَما شَهِدنا إِلّا بِما عَلِمنا ﴾ يوسف : 81
الكلام في الأشياء شهادة ؛ فالشيء الذي لا تعرف حقيقته لا تخض فيه.
الشنقيطي
﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَني بِهِم جَميعًا إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ﴾
يوسف : 83
هذا دأب المؤمن في علاقته مع ربه، فهو يحسن الظن به دوما*
من أعظم ما يسلي المؤمن إذا فاته شيء من حظوظ الدنيا، أو ابتلي بشيء من كبدها أن يتدبر هذه الآية :
{ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} يوسف :57
