أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي مشاهد من سورة الضحى في السنن الكونية، ووسائل الثبات على الطاعة (خطبة)

هنا تتجلى لنا سورة الضحى، نزلت لتُواسيَ قلب النبي صلى الله عليه وسلم حين انقطع عنه الوحيُ، فشعر بالوحشة، وظن أن الله قد قلاه، فجاءت هذه السورة نورًا وطمأنينة، تخبره أن الله لم يهجُره، ولم ينسَه؛ فعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: ((اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقُم ليلتين أو ثلاثًا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمدُ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أرَه قربك منذ ليلتين أو ثلاث؛ فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]))[1].


فسبحان الله كأنها نزلت لكل من وجد في قلبه وحشةً بعد الطاعات، ولكل من شعر بالفتور بعد المواسم، تبُث فيه الأمل، وتقول له: "اثبُت، فالله معك، والخير قادم".

وها هي رسائل سورة الضحى في الثبات:
أولها: تعاقُب النور والظلام سُنة كونية.
يبدأ الله السورة بالقسم بالضحى والليل:
قال تعالى: ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2].

يقول الإمام الألوسي رحمه الله: "وتخصيصه تعالى الوقتين بالإقسام؛ ليشير سبحانه بحالهما إلى حال ما وقع له عليه الصلاة والسلام، ويؤيِّد عز وجل نفي ما توهم فيه، فكأنه تعالى يقول: الزمان ساعة، فساعة ساعة ليل، وساعة نهار، ثم تارة تزداد ساعات الليل، وتنقص ساعات النهار، وأخرى بالعكس، فلا الزيادة لهوًى، ولا النقصان لقلًى، بل كلٌّ لحكمة"[2].

ولكل شيء في الكون ضُحاه وليله، فللعبادة ضُحًى بالاجتهاد فيها، وليلُها الفتور، ولطلب العلم ضحى بالجِدِّ في طلبه، وليله الجهل، والعمل ضحاه جِدٌّ واجتهاد، وليله البطالة والتقاعس فيه، وهكذا حال المؤمن كله يدور بين ليلٍ وضحًى.

وفي هذه الرسالة الكونية - تعاقب النور والظلام - إشارة بليغة أن الحياة تتقلب بين نور وظلام، كما تتعاقب الشمس والقمر، فلا تحزن إن مررت بليل الفتور، فإن الضحى قادم، والنور آتٍ، والصبح قريب.

ثانية رسائل سورة الضحى: أن الله لا يهجر عباده الصالحين.
قال تعالى: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ﴾ [الضحى: 3]، وهنا لفتة في اختيار لفظة (ما ودعك)، بيانًا لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم من رب العزة، فلم يقُل له: ما تركك ربك، بل قال: ﴿ مَا وَدَّعَكَ ﴾ [الضحى: 3]، والوداع إنما يكون بين الأحباب ومن تعِزُّ مفارقته"[3].

فإذا جرى على الإنسان سُنة الله في خلقه، وابتُلي بفتور في عبادته، أو بالخوف والجوع، أو ابتُلي بنقص في الأموال والأنفس والثمرات، فلا يظن أن الله تركه، وإنما ابتلاه ليمحِّصه؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].

فمهما ضعُف إيمانك، ومهما قصرت في حق الله، لا تظن أن الله قد تركك أو هجرك، بل هو ينتظرك، يمُد لك يد العون، يدعوك إلى العودة، فلا تيأس، ولا تستسلم للفتور، ولا تظنَّ أن بعد المواسم قد انتهت الرحمة.

وثالثة الرسائل: أن القادم أفضل، فاصبر واثبُت.
قال تعالى: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4].

رسالة لكل متردد، لكل مُتعب، لكل من شعر بالكسل بعد رمضان: لا تظن أن خيرك قد مضى، بل القادم أعظم، والمستقبل أجمل، إن ثبتَّ على طاعة الله. عباد الله، دائمًا جنيُ الثمار أمتع من الحصاد، وحسن النهايات يدل على إتقان البدايات، والجزاء في الآخرة خير من الدنيا وما فيها؛ قال عبدالله بن عباس: ((أُرِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يُفتح على أمته من بعده، فسُرَّ بذلك))[4].

عباد الله، أتى العيد بعد شهر رمضان، وهو في الدار الأولى، وخير منه العيد في الدار الآخرة؛ يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: "كل يوم كان للمسلمين عيدًا في الدنيا، فإنه *عيد *لهم *في *الجنة، يجتمعون فيه على زيارة ربهم، ويتجلى لهم فيه"[5].

عباد الله، انتهى شهر رمضان، فمن ذاق طعم الإيمان في صيام الفريضة، فليُتْبِعْه بستٍّ من شوال، ومن أعجبه طعم الإيمان في صلاة التراويح، فلْيُكْمِلِ المسير بصلاة القيام، ومن ذاق طعم الإيمان بزكاة الفطر، فأبواب الصدقات مفتوحة الاثني عشر شهرًا.

عباد الله، من أعجبه العيد، فليكمل المسير، ويجعل أيامه كلها أعيادًا؛ قال الحسن البصري: "كل يوم لا يُعصى الله فيه، فهو عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره، فهو له عيد"[6].

ورابعة تلك الرسائل: أن العطاء الإلهيَّ مستمر.
قال تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5].





أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن عبدالله بن عمرو بن العاص: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ﴾ [إبراهيم: 36]؛ الآية، وقال عيسى عليه السلام: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: اللهم أُمَّتي أُمتي، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريلُ، اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فَسَلْهُ ما يُبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنُرضيك في أمتك، ولا نسوؤك))[7] ، وعدًا حقًّا من الله جل جلاله.


أيها المؤمن، لا تحزن على لحظات ضعفك، بل عُد إلى ربك، وأبشِر، فإن الله سيُعطيك من الإيمان ما يُرضيك، ومن الطمأنينة ما يكفيك، ومن العطاء ما يُغنيك، كما "أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم من خيري الدنيا والآخرة معًا، وذلك أن الله تعالى أعطاه في الدنيا النصر والظفَر على الأعداء، وكثرة الأتباع والفتوح في زمنه، وبعده إلى يوم القيامة، وأعلى دينه وإنَّ أُمته خير الأمم، وأعطاه في الآخرة الشفاعةَ العامة والخاصة، والمقام المحمود، وغير ذلك مما أعطاه في الدنيا والآخرة"[8].

وخامسة الرسائل أن: تذكُّر نِعم الله يُعينك على الثبات.
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ﴾ [الضحى: 6 - 8].

عباد الله، قبل أن تسألوا الله عز وجل ما تفقدون، اشكروه على ما تملكون؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سألتُ الله مسألةً، وددت أني لم أكن سألته، ذكرتُ رُسُلَ ربي فقلت: يا رب، سخَّرت لسليمانَ الريح، وكلَّمت موسى، فقال تبارك وتعالى: ألم أجدك يتيمًا فآويتك، وضالًّا فهديتك، وعائلًا فأغنيتك؟ قال: فقلت: نعم، فوددت أن لم أسأله))[9].

وفي بيان حقيقة غِنى النبي صلى الله عليه وسلم يقول الإمام الفراء رحمه الله: "ولم يكُ غِنًى عن كثرة مال، ولكن الله رضَّاه بما آتاه"[10].

فالرضا - عباد الله - بعطاء الله عينُ الغِنى؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يأخذ عني هؤلاء الكلمات، فيعملَ بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة: فقلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيدي فعدَّ خمسًا وقال: اتَّقِ المحارمَ تكن أعبدَ الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسِن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحِبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثر الضحك؛ فإن كثرة الضحك تُميت القلب))[11].

تأمل كيف كان حالك قبل أن يهديَك الله؟ أين كنت قبل أن يملأ الإيمان قلبك؟ أليس الله هو الذي وفَّقك؟ إذًا، لماذا تفتُر؟ لماذا تضعُف؟ تذكَّر نِعَمَه، فستجد أن الثبات سهلٌ لمن تذكَّر فضل الله عليه.

وسادسة رسائل سورة الضحى أن: الإحسان طريق الثبات.

قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 9 - 11].

هل تريد أن تثبُت بعد رمضان؟ اجعلِ الإحسان طريقك؛ تصدق، أعِنِ الضعيف، ساعِدِ المحتاج، تحدث بنعمة الله، فإن من شكر الله زاده، ومن أعطى زاده الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴾ [يوسف: 88].


أيها الإخوة: سورة الضحى جمعت بين السنن الشرعية والسنن الكونية؛ ففي قوله تعالى: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4] إخبار يتضمن معنى الإنشاء، فيُفهم منها لأول وهلة أن الله عز وجل يخبرنا بأن الحياة الآخرة خير من الحياة الدنيا، وبتدبُّرها يُفهم منها أنها أمر من الله عز وجل، وحثٌّ لعباده أن يعملوا للدار الآخرة، وأن يجتهدوا في طلبها، وهذا الطلب سُنة شرعية، فينبغي للمسلم أن يمتثل لكلام الله عز وجل خبرِه وإنشائه؛ كي يؤمن بالكتاب كله، ويكون من الطائفة التي نجت، ولا يكون ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 85، 86].

ثم لنتأمل السنن الكونية في سورة الضحى:
أولاها: أن بعد الليل يأتي الفجر.
فكما يتعاقب الليل والنهار، كذلك الأحوال تتبدل، فبعد الضيق يأتي الفرَج، وبعد الابتلاء يأتي العطاء، وبعد الفتور يأتي النشاط، وكذا شهر رمضان أتى وطُوِيَ، ومروره يذكِّرنا بقرب الرحيل؛ فالدنيا دار ممرٍّ لا دار مستقر، والعاقل من عمِل لدار المقامة، وصبر على مشقة الطاعة؛ قال تعالى: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ﴾ [فاطر: 33 - 35].

وثانية السنن الكونية: أن الحياة في تطور مستمر.
﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]، فمن ثبت على الطاعة، وجد أن حاله كل يوم في تقدُّمٍ، وللثبات على الطاعة مشقة يهوِّنها أن الجزاء الجنة، فالمؤمن لا يبقى في مكانه، إما أن يتقدم أو يتراجع، فاختر أن تكون في صعود دائم نحو الله، فلَغَمْسةٌ واحدة في الجنة خير من الدنيا وما فيها؛ عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتَى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيُصبغ في النار صبغةً، ثم يُقال: يا بنَ آدم، هل رأيت خيرًا قط؟ هل مرَّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا ربِّ، ويُؤتَى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا، من أهل الجنة، فيُصبغ صبغةً في الجنة، فيُقال له: يا بنَ آدم، هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مرَّ بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا ربِّ، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدةً قط))[12].

وثالثة السنن: أن الشكر يزيد النعم.
أمر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يحدِّث بنعمة الله؛ لأن مَن شكر النعمة زادته، ومن أنكرها نقصت منه، "ومن كمال الشكر صرفُ كلِّ نعم الله في طاعته"[13]؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7]، وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حتى انتفخت قدماه، فقيل له: أتكلف هذا، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟))[14].

ورابعة السنن الكونية في سورة الضحى: أن التكافل والإحسان طريق للبركة.
من أعطى زاده الله، ومن بخل نقص رزقه؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((ما نقصت صدقة من مال))[15] ، فالعطاء - عباد الله - يجلب البركة في المال والثواب، جعلني الله وإياكم مباركين أينما كنا.

عباد الله، لنتأمل هذه السورة العظيمة، ولنأخذ منها منهجًا بعد رمضان، فالمؤمن يصاب بالفتور لكنه لا يستسلم له؛ ولذا فلنعلم أن مواسم الطاعة لا تنتهي، بل كل يوم هو فرصة جديدة، وكل لحظة هي بداية ممكنة، فلنثبُت، ولنكن مع الله، يكن الله معنا.

عباد الله، نحن مأمورون بالمحافظة على الطاعات، فمن وفَّقه الله لطاعةٍ، فحريٌّ به أن يجدَّ فيها ولا يفتر؛ ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((يا عبدالله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل، فترك قيام الليل))[16].

وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن الطاعات المداوَمَ عليها أحب إلى الله من غيرها.

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سدِّدوا وقاربوا، واعلموا أن لن يُدخل أحدَكم عملُه الجنةَ، وأن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ))[17].

اللهم ثبِّت قلوبنا بعد الطاعات، وأعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ولا تجعلنا من الغافلين بعد رمضان، اللهم آمين.

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

[1] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب تفسير القرآن، باب: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] رقم الحديث (4950) (6/ 172): 3، وكذا كتاب التهجد، باب: ترك القيام للمريض، رقم الحديث (2/ 49) (1125) [الناشر: دار طوق النجاة، الطبعة: الأولى، 1422هـ].

[2] روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، المؤلف: شهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ) (15/ 373)، المحقق: علي عبدالباري عطية، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى، 1415 هـ، بتصرف يسير.

[3] روح المعاني (15/ 374).

[4] أخرجه الإمام الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير، تفسير سورة: {وَالضُّحَى} [الضحى: 1]، رقم الحديث: (3943) (2/ 573)، وصححه الإمام الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ولم يوافقه الإمام الذهبي، [الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1411 - 1990].


[5] لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، المؤلف: زين الدين عبدالرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (ت 795 هـ) (ص278)، الناشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر، الطبعة: الأولى، 1424ه - 2004م.

[6] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 278).

[7] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وبكاؤه شفقة عليهم، رقم الحديث: (202) (1/ 191)، [المحقق: محمد فؤاد عبدالباقي، الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت].

[8] لباب التأويل في معاني التنزيل، المؤلف: علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي أبو الحسن، المعروف بالخازن (المتوفى: 741هـ) (4/ 438)، تصحيح: محمد علي شاهين، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1415 هـ.

[9] أخرجه الإمام الحاكم في المستدرك على الصحيحين، كتاب التفسير، تفسير سورة {وَالضُّحَى} [الضحى: 1]، رقم الحديث: (3944) (2/ 573)، صححه الإمام الحاكم بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الإمام الذهبي.

[10] معاني القرآن، المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبدالله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ) (3/ 274)، المحقق: أحمد يوسف النجاتي، محمد علي النجار، عبدالفتاح إسماعيل الشلبي، الناشر: دار المصرية للتأليف والترجمة، مصر، الطبعة: الأولى.

[11] أخرجه الإمام الترمذي في سننه، أبواب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: من اتقى المحارم فهو أعبد الناس، رقم الحديث: (2305) (4/ 551)، قال الإمام أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان، والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، وحسنه الألباني [الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، الطبعة: الثانية، 1395هـ - 1975م].

[12] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب: صبغ أنعم أهل الدنيا في النار، وصبغ أشدهم بؤسًا في الجنة، رقم الحديث: (2807) (4/ 2162).

[13] العين والأثر في عقائد أهل الأثر، المؤلف: عبدالباقي بن عبدالباقي بن عبدالقادر البعلي الأزهري الدمشقي، تقي الدين، ابن فَقِيه فُصَّة (المتوفى: 1071هـ) (ص: 30)، المحقق: عصام رواس قلعجي، الناشر: دار المأمون للتراث الطبعة: الأولى، 1407ه.

[14] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب: إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، رقم الحديث: (2819) (4/ 2171)، وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، باب: قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل حتى ترِمَ قدماه، رقم الحديث (1130) (2/ 50).

[15] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب: استحباب العفو والتواضع، رقم الحديث: (2588) (4/ 2001).

[16] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب التهجد، باب: ما يُكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، رقم الحديث: (1152) (2/ 54)، وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب: النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به، أو فوَّت به حقًّا، أو لم يفطر العيدين والتشريق، وبيان تفضيل صومِ يومٍ، وإفطار يوم، رقم الحديث (1159) (2/ 814).

[17] أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب: القصد والمداومة على العمل، رقم الحديث: (6464) (8/ 98).




د. صغير بن محمد الصغير

شبكة الالوكة



أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
(سورة الليل) لمسات بيانية في القرآن الكريم د.فاضل السامرائي امانى يسرى القرآن الكريم
لـطــائــف قـرآنيــــة ( الإسراء- الكهف- مريم - طه) امانى يسرى القرآن الكريم
مفاهيم سور القران الكريم الاميرة 1 القرآن الكريم
القران الكريم كاملاً بصوت السديس .mp3 - استماع وتحميل Admin القرآن الكريم
أسئلة وأجوبة عن القرآن الكريم ... ومعلومات #!# للجنة اسعى❤ القرآن الكريم


الساعة الآن 03:56 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل