1-قال ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
أمر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة ، وهو أخذ الزينة ،
فقال تعالى { خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } الأعراف/31فعلق الأمر بأخذ الزينة لا بستر العورة ،
إيذانا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة .
2-في قوله تعالى { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } الملك/2ابتلانا الله بحسن العمل، لا بالعمل فقط ،ألم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أي العمل أفضل؟ففهمهم - رضي الله عنهم - يدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته
3-أسباب الخروج عن الصراط المستقيمإما الجهل, أو العناد ،فالذين خرجوا عنه لعنادهم المغضوب عليهم، وعلى رأسهم اليهود ،والذين خرجوا لجهلهم كل من لا يعلم الحق وعلى رأسهم النصارى ،وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة - أي النصارى- أما بعد البعثة فقد علموا الحق ،وخالفوه؛ فصاروا هم واليهود سواء، كلهم مغضوب عليهم .[ ابن عثيمين ]
4-{ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ *فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } الذاريات 35 – 36دون أن يقول فأخرجنا لوطاً وأهل بيته ، قصداً للتنويه بشأن الإيمان والإِسلام ،أي أن الله نجّاهم من العذاب لأجل إيمانهم بما جاء به رسولهم ، لا لأجل أنهم أهل لوط .[ ابن عاشور ]
5-اتفقت سورتا الأعلى والغاشية في كلمة { فَذَكِّرْ}مما يدل على أن السورتين تركزان على التذكير بعظم حق الله ،استدلالا بآياته، وتخويفا من شدة عذابه،ولذا قال { النَّارَ الْكُبْرَى }، { الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ }مما يبعث المؤمن على الحرص على تزكية نفسه،والحذر من الإعراض عن شرع ربه .[ د . محمد الربيعة ]
6-" قد يكون عند أدنى الناس علم ما لا يعلمه إمام زمانه ،وقد علم الهدهد أمر ما علمه نبي مرسل،فاقرأ إن شئت قوله تعالى { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } النمل/22 ".[ ابن القيم ]فهل يدعونا كلام هذا الإمام للاجتهاد في التدبر ،والاستفادة من أهل العلم في تنمية هذه الملكة .
7-تأمر آخر آية من سورة المزمل ،وما فيها من التأكيد على قراءة القرآن مهما كانت الظروف ،من مرض وسفر وقتال في سبيل الله !فهل يعتبر المقصرون في قراءة القرآن بسبب أعمال لا تداني هذه الأعذار ؟ .
8-{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } الرحمن/46قال غير واحد من السلف هو الرجل يهم بالمعصية ،فيذكر الله فيدعها من خوفه .[ الدر المنثور ]
9-{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } آل عمران/142العقلاء يستحيون أن يطلبوا السلعة الغالية بالثمن التافه -وهم يبدون استعدادهم للتضحية بأنفسهم في سبيل ما ينشدون -إلا أن الاستعداد أيام الأمن يجب أن لا يزول أيام الروع .[ محمد الغزالي ]
10-{ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ }ومناسبة الآيتين لبعضهماأن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض ،وتحصيل ما في الصدور إخراج لما تكنه فيها ،فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض ،وهنا عما يكنه الصدر ،والتناسب بينهما ظاهر.[ ابن عثيمين ]
11-استدل بعض أهل العلم بقوله تعالى { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } القصص/29بأن فيها دليلا على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء ،لما له عليها من فضل القوامة وزيادة الدرجة ،إلا أن يلتزم لها أمرا فالمؤمنون عند شروطهم ، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحلت به الفروج .[ القرطبي ]
12-" في قوله تعالى: { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } النساء/48نعمة عظيمة من وجهين :أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا .والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع " .[ ابن الجوزي ]
13-قال ابن عقيل: ما أخوفني أن أساكن معصية ،فتكون سبباً في حبوط عملي وسقوط منزلة إن كانت لي عند الله تعالى ،بعدما سمعت قوله تعالى: { لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } الحجرات/2.وقد علق ابن مفلح قائلا :وهذا يجعل الفطن خائفا وجلا من الإقدام على المآثم ، وخوفا أن يكون تحتها من العقوبة ما يماثل هذه .[ الآداب الشرعية ]
14-حيث جاء ذكر القرض الحسن في القرآن ؛ فإن ذلك يجمع أمورا ثلاثة :1) أن يكون من طيب ماله لا من رديئه وخبيثه .2) أن يخرجه طيبة به نفسه .3) أن لا يمن به ولا يؤذي .[ ابن القيم ]
15-{ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } الأنعام/92هذا الكتاب مبارك ، أي كثير البركات والخيرات ،فمن تعلمه ، وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة ،وكان بعض علماء التفسير يقول اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنياتصديقا لهذه الآية .[ الشنقيطي ]
16-{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } البقرة /50فإغراق العدو أو إهلاكه نعمة ، وكونه ينظر إلى عدوه - وهو يغرق - نعمة أخرى ؛لأنه يشفي صدره ؛ وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله عزّ وجلّ ؛ولهذا في غزوة الأحزاب نُصروا بالريح التي أرسلها الله تعالى .[ ابن عثيمين ]
17-{ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } طه/44كان اللين في الأسلوب والطريقة ، ولم يكن في المضمون والعقيدة .[ صالح المغامسي ]18-عادة القرآن تقديم ذكر عاد على ثمود إلا في بعض المواضع ،ومنها في سورة الحاقة فإنه قال { كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ }وسبب ذلك - والله أعلم - أن السورة لما ابتدأت بذكر القارعة -وهي التي تقرع أسماع الناس من شدة صوتها - قدم ذكر ثمود ؛لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع ؛إذ أصابتهم الصواعق المسماة في بعض الآيات بالصيحة .[ ابن عاشور ]
19-" لا تجد في القرآن ذكر ( المطر ) إلا في موضع الانتقام والعذاب ,بخلاف ( الغيث) الذي يذكره القرآن في الخير والرحمة؛ قال تعالى: { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ } النمل/58 } ,في حين قال" { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ } الشورى/28"[ د . فاضل السامرائي ]
20-تأمل قوله تعالى عن النسوة : { امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ } يوسف/30ولم يقلن: فتى العزيز راود سيدته ،وفي هذا طمأنة لأصحاب المبادئ، الذين يتعرضون لتشويه السمعة ،وإلصاق التهم عن طريق الإشاعات والافتراء ، إذ سرعان ما تتضح مواقفهم ،وتظهر براءتهم ساطعة كالشمس: { الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ }[ أ . د . ناصر العمر ]
21-في قوله تعالى: { إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ } ص/23لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة ضغينتهما ؛لقوله: { هَذَا أَخِي } مع أنه قال في الأول: { بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ }لكن هذا البغي لم تذهب معه الأخوة .[ ابن عثيمين ]22-قرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية : { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } طه/44فبكى يحيى وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله!فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟![ تفسير البغوي ]
23-من ظن أن التربية تتوقف عند سن معين فقد وهم ،بل هي مستمرة إلى زمن متقدم من عمر المؤمن ،فإن القرآن أخبرنا أن أئمة الدين لم يبلغوا منزلتهم من الإمامة إلا بعد ابتلاء وتمحيصقال تعالى { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } السجدة/24[ أ . د .عبدالكريم بكار ]
24-{ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ } الكهف /19هذه الآية تدل على صحة الوكالة، وهي أقوى آية في إثباتها .[ ابن العربي ]
25-من كان مستوحشا مع الله بمعصيته إياه في هذه الحياة ،فوحشته معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد{ وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } الإسراء/72[ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم ]
26-كان أبو العباس بن عطاء يختم القرآن كثيرا ،إلا أنه جعل له ختمة يستنبط منها معاني القرآن ،فبقي بضع عشرة سنة، فمات قبل أن يختمها .[ حلية الأولياء ]
27-قوله سبحانه: { وأن إلى ربك المنتهى} النجم / 42 متضمن لكنز عظيم ،وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجل الله ، ويتصل به ،وإلا فهو مضمحل ، منقطع ، فإنه ليس إليه المنتهى ،وليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها ،فهو غاية كل مطلوب ، وكل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب.
28-{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } الكهف/28هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة !
بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا
إنه لدرس بليغ في بيان في ضرورة مصاحبة الصالحين ، والصبر على ذلك،
وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم ،ولو كان حظهم من الدنيا قليلا ![ د . عمر المقبل ]
29-قوله تعالى : {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى } الأعلى/9
أي: ذكر حيث تنفع التذكرة، ومن هاهنا يؤخذ الأدب في نشر العلم ،فلا يضعه عند غير أهله .[ ابن كثير )
30-توضيح عن قوله تعالى: { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }فليس مراده أن التذكير لا يفعل إلا إذا ظن قبوله ،بل المراد: أن يذكر الإنسان بما يفهمه الشخص المقصود بالتذكير حتى لا يترتب على ذلك تكذيب الموعظة أو ردها بسبب عدم فهمها ،كما يدل لذلك إيراد ابن كثير لأثر علي رضي الله عنه :( ما أنت بمحدِّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم )
31-{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } العنكبوت/3
أي: ليعلم الصادق من الكاذب ، والطائع من العاصي ،وقد كان يقال: إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار ،وكان يقال: إن مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف يأخذه الأعمى ويراه البصير.[ الدر المنثور ]
32-عن مجاهد في قوله تعالى:
{ فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ } الفجر/15قال: ظن الإنسان كرامة الله في كثرة المال , وهوانه في قلته , وكذب !إنما يكرم بطاعته من أكرم ، ويهين بمعصيته من أهان .[ الدر المنثور ]
33-حتى الأنبياء لم يسلموا من محاولات الإغواء والإضلال :
{ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ } النساء / 113فمن يأمن البلاء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم ؟ومن الذي يظن أنه بمعزل عن الفتنة ؟
نسأل الثبات على الحق
.
34-دبر في سر الجمع والإفراد في الآية التالية :
{ فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم } الشعراء/100، 101وإنما جمع الشافع لكثرة الشافعين، ووحد الصديق لقلته.[ الزمخشري ]
35-{ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون } الأعراف/ 182
قال سفيان الثوري: نسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر .
36-{ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ} الجن/26،27
قال الواحدي:وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم
تدله على ما يكون من حياة أو موت أو غير ذلك
فقد كفر بما في القرآن.
37-{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ } التحريم/10فقوله سبحانه: { تَحْتَ } إعلام بأنه لا سلطان للمرأة على زوجها ،وإنما السلطان للزوج عليها ،فالمرأة لا تساوى بالرجل[ بكر بن عبدالله أبو زيد ]
38-{ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * ويطعمون الطعام} الإنسان/7، 8
" اعلم أن مجامع الطاعات محصورة في أمرين:التعظيم لأمر الله تعالى، وإليه الإشارة بقوله : { يوفون بالنذر }والشفقة على خلق الله ، وإليه الإشارة بقوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ } ".[ الرازي ]
[ ابن القيم ]