أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

5 98 {والشمس تجري لمستقر لها}

{والشمس تجري لمستقر لها}




{والشمس تجري لمستقر لها}

By: المهندس أمجد قاسم

بقلم : محمد يوسف جبارين(أبوسامح) *



الشمس تجري حول مركز مجرتنا ( مجرة درب التبانة ) ، وليست الشمس وحدها التي تمتاز بهذه الحركة وانما تشاطرها حركتها الدورانية حول مركز المجرة كل الكواكب السيارة (عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري ، زحل ، أورانوس ، نبتون ) ، وأيضا بلوتو ( فلم يعد بحكم التعريف الجديد كوكبا من الكواكب السيارة) ، وكذلك النيازك ، والمذنبات ، والمنطقة المحيطة بالمجموعة الشمسية ( حزام كوبر والتي تأتي منها المذنبات ) ، كلها ، بل كل ما تراه العين المجردة ، ويكون تابعا لمجرة درب التبانة ، في كافة فصول السنة من نجوم وكواكب تتلألأ زينة في كبد السماء ، فكل هذه وتلك تجري حول مركز المجرة . فإذا علمنا بأن مجرتنا تحتوي على ما يقارب 200 بليون نجما وكوكبا على أقل تقدير ، أو حتى ضعف هذا العدد من النجوم ، أدركنا أن ما نراه في السماء ، من فوقنا ، من النجوم والكواكب التابعة لمجرتنا ( مجرة درب التبانة ) ، لا يتعدى أن يكون نزرا يسيرا من النجوم والكواكب التي تحتويها مجرة درب التبانة .



مجرتنا هذه أشبه ما تكون بقرص في وسطه انتفاخ . هذا الانتفاخ نطلق عليه اسم نواة المجرة ، ومن النواة يتفرع ذراعان لولبيان كبيران يلفان نواة المجرة . ونحن أو المجموعة الشمسية ، بل ما نراه من مجرتنا بالعين المجردة أو بغيرها ( منظار فلكي ) ، إنما يقع بين ذراعي المجرة ، بعيدا عن نواتها ، وقريبا من طرفها الخارجي ، وما نراه في الصيف في السماء من فوقنا غير ما نراه في الشتاء ، وذلك لأن الرؤية في الصيف تكون في اتجاه نواة المجرة ، ولكنها الرؤية تكون في الشتاء في الاتجاه البعيد عن مركز المجرة ، ومن حيث أن أكثر مادة مجرتنا تقع في ناحية درب التبانة ، لذلك كان البحث عن تكوينها ومبانيها يتجه بالرصد الفلكي في هذه الناحية ، ولقد تبين أن أجزاء المجرة ( أذرعها ، نجومها كواكبها ، مجموعتنا الشمسية …) كلها تجري حول مركز المجرة .



وهنا يتوجب علينا أن نلفت النظر الى أن هذه الأجزاء لو توقفت في مساراتها ، ولو حتى للحظة
زمانية واحدة ، لكانت سقطت جميعا في نواة المجرة ، ولو حدث هذا الحدث ، وكان هناك من يحيا في الارض ، لكان شاهد ما في السماء يقع على الأرض ، وهذه حقيقة كونية جاءت تتحد مع الحقيقة القرآنية في الآية الكريمة ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ( 65 الحج))

ما من مجرة في هذا الكون الا وتلف حول نفسها خلال اندفاعها في الفضاء ، مثلها في ذلك كمثل قرص ترميه في الهواء فانك ولا شك تراه يلف حول نفسه خلال اندفاعه في الهواء ، هكذا حال مجرتنا ( مجرة درب التبانة ) فانها تلف حول نفسها خلال اندفاعها في حركتها عبر الكون ، ولأن مجموعتنا الشمسية ، أو نقول الشمس تقع على بعد 2600 سنة ضوئية من مركز المجرة ( أو نقول من نواة المجرة ) ، والمجرة مع ذلك تدور حول نواتها ، فان كل جزء من أجزاء المجرة يدور هو أيضا حول مركز المجرة ، وكذلك الشمس ، فهي تجري حول مركز المجرة في مسار أشبه ما يكون بقطع ناقص (مسار أهليليجي ) ، وهي في خلال جريانها تعلو فوق المستوى المجري وتهبط من تحته ، تحت تأثير جاذبية أذرع المجرة ، فكأنما الشمس في جريانها في مسارها تتذبذب حول مستوى المجرة ، فمسار الشمس قطعا ناقصا عليه تموجات توضح هذه الذبذبة ، وسرعة الشمس في مسارها هذا تصل الى 217 كيلومترا في الثانية ( على ذلك هي تقطع سنة ضوئية في خلال 1400 عاما ) ، هذا في الوقت الذي نجد فيه سرعة الأرض في مدارها حول الشمس تصل الى 30 كيلومترا في الثانية .



الشمس عندما تتم دورة كاملة حول مركز المجرة ، فانها تكون قد قطعت مسافة 190 ألف سنة ضوئية تقريبا ، لذلك الشمس تتم دورتها الكاملة حول مركز المجرة في فترة زمنية قدرها 226 مليون سنة ، وهذا هو بالفعل زمن الدورة الكاملة للشمس ، حول مركز مجرة درب التبانة ، وهذا الزمن يحمل اسم السنة المجرية ، ومن حيث أن عمر الشمس هو خمسة بليون سنة تقريبا ، لذلك هي تكون قد أكملت حتى الآن 20-25 دورة كاملة فقط حول مركز مجرتنا ، من هنا نقول بأن العمر الحالي للشمس هو 20 أو 25 سنة مجرية فقط .



وتدل نتائج الرصد الفلكي بأن الاتجاه العام لحركة الشمس حول مركز المجرة ، انما هو صوب جنوب غرب النجم فيغا القريب في خريطة السماء من مجموعة هركولس ، ولأننا نعلم أن الأرض تجري حول الشمس ، وكذلك الشمس تجري هي أيضا حول المركز المجري لمجرتنا ، لذلك ، من هذه الحركات كلها نستخلص الحركة المطلقة لمجرة درب التبانة كلها عبر الكون . ولقد دلت القياسات على أن مجرة درب التبانة تجري في طريقها في الكون بسرعة يندهش لها العقل ، فهي تعادل 600 كيلومترا في الثانية ( مليون وثلث المليون ميل في الساعة ) ، وهي ولا شك سرعة هائلة ، من هنا ولأن الشمس تابعة لمجرة درب التبانة ، اذن الشمس تجري في الكون حركة انتقالية مع مجرتنا وبسرعة تعادل سرعة المجرة ذاتها .



ومن النادر أن نجد مجرة تجري في الكون وحيدة من دون صحبة لها ، في طريقها الذي شاء الله تعالى لها أن تجري فيه ، وفيما يتصل بمجرة درب التبانة ، فهي مجرة واحدة من بين مجموعة من المجرات التي يقارب عددها الثلاثين ، فانها معا تشكل مجموعة واحدة ( أو نقول عائلة واحدة ) وتتسمى بسم العائلة المحلية تأكيدا على انتماء مجرتنا اليها ، وهي مجموعة من مجرات تسبح في الفضاء الكوني ، في حركة تكاد تشبه الى حد بعيد حركة سرب من الطير يسبح في الهواء . وسرعة كل منها بالنسبة للأخرى ليست كبيرة ، فمثلا سرعة مجرتنا بالنسبة لمجرة الاندروميدا هي على وجه التقريب 80 كيلومترا في الثانية ، ويمكن القول بأن مجرتنا التي هي ضمن العائلة المحلية تجري بسرعة 300 كيلومترا في الثانية ، في اتجاه حشد آخر من المجرات ، يدعى بأسم حشد العذراء ، ولقد تدل مشاهداتنا الكونية ، على أن العائلة المحلية ، انما هي واحدة من بين مجموعة من عائلات أخرى ، كل منها تحتوي على عدد معين من المجرات ، وتشكل كل هذه العائلات معا حشدا واحدا ، يتحرك عبر الكون في طريق واحد ( مسار واحد ) واتجاه واحد ، نحو مستقر واحد .



مجرات العائلات اياها كلها تجري في حركات تتكامل في حركة واحدة هي حركة الحشد الكبير هذا ، في الكون الفسيح . فاذا تصورنا بأن هذا الحشد له مركز دوران ، وبأن عائلاته من المجرات تدور حول هذا المركز ، فمن هنا العائلة المحلية ، وأيضا مجرة درب التبانة تجري حول ذلك المركز ، في حركة دورانية ، وذلك لأنها من أفراد العائلة المحلية ، ومن هنا أيضا الشمس تجري في حركة دورانية حول مركز ذلك الحشد الكبير ، وذلك لأنها من أفراد مجرة درب التبانة ، ولأن الحشد كله يندفع في الفضاء الكوني ، والشمس تكون محمولة معه في مساره الذي يسبح فيه في الفضاء . اذن الشمس تشاطره سرعته واندفاعه عبر الكون ، أي أن الشمس تجري عبر الكون في حركة مركبة .




وها نحن نرى من خلال متابعة علمية لحركات الشمس، بأنها تجري في المكان والزمان ولا تستقر في مكان ما من هذا الكون ، لكنها في حركة دائبة محسوبة مضبوطة تجري نحو مستقرها ، وفي حديث التكوير ، قلنا فيما يتعلق بالتكوين المادي للشمس ، بأنها تمر عبر الزمان في أطوار متصلة تنبثق من بعضها البعض ، وتظل هكذا تجري الى أن يتم لها تكويرها ، فيذهب ضؤوها ، وينقطع دورها ويكون ذلك ايذانا بأنها اقتربت من مستقرها .. ان الاستقرار قرين الثبات ، وجريان الشمس يعني أنها في طريقها نحو المستقر .




فاذا جاءت الحقيقة الكونية تتحد مع الحقيقة القرآنية ، ولتكون دليلا على أن العلم يدعو الى الايمان ، فكذلك الايمان يدعو الى العلم لأن مردوده اليه .. تأتيه حقائقه تدل عليه وتشير لابن آدم اليه . كأنها الحقيقة الكونية جاءت تنطق في عقل ابن آدم وتنير له دربه وعملية تفكيره نحو الحقيقة القرآنية . فان كان هو تذوق معاني الخير والجمال وفاضت روح القرآن العظيم في روحه وعقله ونفسه ، تكون له الحقيقة الكونية نورا يضاف الى نور الهداية وقد كانت أشرقت في تكوينه الإنساني ( ۚ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35 النور)).



وتمضي الحياة بالقرآن نور حياتها ، ويمضي القرآن بالحياة حياة نورها ، فبالقرآن تحيا الحياة ، وبالقرآن يحيا نورها .. وتنحاز حقائق الكون الى حقائق القرآن ، تهتف في وجوه الكفار ، القوا سخافاتكم في البحر واغتسلوا واركعوا لله تعالى ذكره مع الراكعين .



ويبقى أن نبين للناس كيف أن الشمس تلف حول نفسها ( حول محورها ) .. ويكون دليلنا العلمي في تبصير الناس بذلك ، تلك البقع الشمسية التي تكون محمولة على سطح الشمس ويتابعها العلماء ، ويتخذونها دليلا قاطعا على أن للشمس حركة دورانية حول محورها ، ودليلا ايضا على أن مادة الشمس ليست مادة صلبة . .هذه البقع الشمسية تدور في نفس الاتجاه الذي تدور فيه الشمس حول محورها ، وهو الاتجاة الذي تدور فيه كواكب مجموعتنا الشمسية حول الشمس .



أما الحركة الظاهرية للشمس ( شروق الشمس من ناحية الشرق وغروبها في ناحية الغرب ) فانها لا تكون دليلا على جريان الشمس ، ولكنها الدليل على أن الأرض تدور حول نفسها من ناحية الغرب الى ناحية الشرق .



نلخص الآن حركات الشمس كما يلي :







الشمس تدور حول نفسها ( أو نقول مادة الشمس تجري حول محور الشمس ، أو الشمس تجري حول نفسها ) .

الشمس تجري حول نواة مجرة درب التبانة ( مجرتنا ).

الشمس تجري حول مركز حشد من عائلات من مجرات ( من بينها مجرتنا ) تجري جميعها حول ذلك المركز .

الشمس تجري عبر الكون وذلك لأن الحشد اياه يجري عبر الكون .

من ذلك كله يتضح لنا أن الشمس تجري في الكون في حركة مركبة من كافة الحركات التي ذكرناها هنا




إظهار التوقيع
توقيع : مدام نونا
#2

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

جزاكى الله كل خير
إظهار التوقيع
توقيع : happy 5o5a
#3

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

ما شاء الله عليكى دائما مواضيعك مميزة ومفيدة
جزاكى الله خيرا

إظهار التوقيع
توقيع : توتى 1
#4

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

سبحان الله العظيم
جزاكِ الله خيراً

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الايمان
#5

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

جزاكم الله خير
200 بليون نجما وكوكبا على أقل تقدير

#6

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#7

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

بارك الله فيكى
#8

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

رد: {والشمس تجري لمستقر لها}
إظهار التوقيع
توقيع : أميرة السكون
#9

افتراضي رد: {والشمس تجري لمستقر لها}

مشكووووورة
أدوات الموضوع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
تكملة قصة حكاية زواج الملك بدر باسم بن عطور الجنه قصص - حكايات - روايات
الحب في الحياة الزوجية انسة صفاء الثقافة والتوجيهات الزوجية
قصة الحجاب من كتاب العبرات للاديب الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي ريموووو قصص - حكايات - روايات
نظرة تاريخية حول الاسماك ومعلومات اساسية لها ريموووو عالم البحار والمحيطات


الساعة الآن 09:44 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل