أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://adlat.net/showthread.php?t=50824
1563 2
#1

افتراضي وهج التوبة

جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ ***- و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ
جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً ***- كأنها أشعث أضنى به السفرُ
فراشها السهد ، و الأحزان كسوتها ***- و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ
جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ ***- والنفس لهفى ، وحبل السعد منبترُ
جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ ***- في ساحة ا لأمن.. لا ذلٌ ولا خطرُ
الحدُّ يُدرءُ . . و الأحكام عادلةٌ ***- والذنب مغتفرٌ ، و العرض مختفرُ
تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها ***- لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ
واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ ***- لعلّها في مقام العرض تستترُ
وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به ***- فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ
فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ ***- من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ
كأنه الشمسُ . . أو كالبدر مزدهرا ***- أستغفر الله.. ماذا الشمس و القمرُ؟!
فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت ***- و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ
قالت له : يا رسول الله معذرةً ***- ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!
فجال عنها و أغضى عن مقالتها ***- و للتمعّر في تقطيبه أثرُ
واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً ***- يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ
فجال عنها و أغضى عن مقالتها ***- رحمى..وللعفو في إعراضه صورُ
قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ ***- والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ
أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت ***- وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ
دعني أجود بنفس لا قرار لها ***- فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ
حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ ***- إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ
فقال عودي.. وكوني للجنين تُقى ***- فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ
فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً ***- فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!
ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها ***- تقوى الإله . . فلا سوطٌ و لا أَسرُ
تغصّ في كل ليل حالك قلقا ***- و عندها سامراها : الهمُّ و السهرُ!!
واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ ***- سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!
لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا ***- و إنما هو حتف الروح تنتظرُ
لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا ***- و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!
حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ ***- و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ
حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ ***- مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ
طوت عليه لفاف البين وانطلقت ***- فروحها للقاء الطهر تستعرُ
أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً ***- إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ
و أقبلت .. يارسول الله : ذا أجلي ***- طال العناء و كسري ليس ينجبرُ
فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ ***- و القلب منكسرٌ ، و الدمع ينهمرُ
غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد ***- جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ
فاسترجعت ، ولها آهات محتسبٍ ***- بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ
ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ.. ***- ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ
الله أكبر . . والأذكار سلوتها ***- والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ
حتى إذا ما انقضت أيام محنتها ***- تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ
جاءت به ورغيف الخبز في يده ***- وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ !!
وليس يدرك ما تفشيه لقمته ***- و الشمل عمّا قريبٍ سوف ينتثرُ
يلهو.. و لم تبلغ الأحداث مسمعه ***- جهلاً. . وعن مثله يُستكتم الخبرُ
قالت: فديت رسول الله ذا أجلي ***- قد ملّني الصبر،والعقبى لمن صبروا
فقال: من يكفل المولود من سعةٍ ***- أنا الرفيق له.. يا سعد من ظفروا!!
فاستله صاحب الأنصار في فرحٍ ***- وحاز أفضل فوزٍ حازه بشرُ
كأنما الروح من وجدانها انتسلت ***- يا للأمومة . . و الآهات تنفجرُ
وكفكفت دمعةً حرّى مودِّعةً ***- و للأسى صورةٌ من خلفها صورُ
حتى إذا ما انطوى عن ظهرها ألقٌ ***- واستسلمت لقضاء زفّه القدرُ
شدوّا عليها رداء الستر واحتُفرت ***- الله أكبر. . ماذا ضمّت الحفرُ
الحكم لله فردٍ لا شريك له ***- ما أنزل الله . . لا ما أحدث البشرُ
وفي الحدود نقاء النفس من لممٍ ***- وفي الحدود حياة الناس فاعتبروا..
وشذّرتها شظى الأحجار فالتجأت ***- و في تألمها عتقٌ و مطّهرُ..
فالعين مسملةٌ .. و الخدّ منهشم ***- و الشعر في جندل الأحداث منتثرُ
لو أن للصخر قلبا لانشوى ألما ***- و قد ينوء بأثقال الأسى الحجرُ
أو أن للطفل عين -والدماء سدى- ***- ماذا عسى أن يقول الطفل يا بشرُ؟!
هناك- والجسد الذاوي يفوح شذى- ***- لم يبق إلاّ جمال الطهر والظفرُ
واستبشرت بعبير التوب واغتسلت ***- كما ينقي صلاد الصخرة المطر
وقال فيها رسول الخير قولته: ***- تابت و توبتها للناس معتبر




لو وزّعت بين أهل النخل قاطبةً ***- كانت لهم دون بأس الله مُدّثر
قام النبي وصفّ الصحب في أثرٍ ***- فيهم أبو بكرٍ الصدّيق و العمرُ
صلى وصلّوا وضجوا بالدعاء لها ***- و دعوة المصطفى للعبد مُدّخر
في ذمة الله يا من فاح مرقدها ***- عطرا، وطبتِ وطاب القبر و المدر
بيّنتِ حكما، و كنتِ للتقى مثلاً ***- وفاز بالصحبة الغراء مبتدر
سارت إلى جنة الفردوس فابتسمت ***- لها الربى و النعيم الخالد النَضِر
وجنّة الخلد تجلو كل بائسةٍ ***- يحلو إليها الضنى والجوع والسهر
إن غرّها طائف الشيطان في زمنٍ ***- فلم تزل بعدها تعلو و تنتصر
هناك قصة توبٍ تزدهي مثلا ***- للتائبين و فيها البرّ و العبر ..
في كل لفتة حزنٍ نور موعظةٍ ***- أليس في سيرة الأصحاب مُدّكر
و رب ذنبٍ دعا لله صاحبه ***- إن أخلص العزم أو إن صحّت الفطر
يا من يصرّ على الآثام في صلفٍ ***- و الموت خلف جدار الغيب مستتر
الله يفرح إن تاب المسيء ..ألا ***- قوموا إلى الله و استعفوه و ابتدروا
لا تأمن العمر والأيام راكضةٌ ***- وقد يجيء بما لم تحذر القدر!!
في الدهر زجرٌ وفي الأحداث موعظةٌ ***- فما لقلبي المعنّى ليس ينزجر؟!
كم غرّ إبليس والأهواءُ من نفرٍ!! ***- وأعظم الذنبِ أنّ الذنبَ يُحتقرُ..



#2

افتراضي رد: وهج التوبة

بارك الله فيكي
إظهار التوقيع
توقيع : ايمان المقصبي
#3

افتراضي رد: وهج التوبة

مشكورة غلاتى وفى انتظار كل جديدك
إظهار التوقيع
توقيع : دمعه حائره


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
علامات التوبة المقبولة sara paxton المنتدي الاسلامي العام
يـــا نـــفـــسُ تـــوبـــي !i! LOLO_LOLY عدلات في رمضان
i!i يـــا نـــفـــسُ تـــوبـــي !i! I dO nOt CaRe المنتدي الاسلامي العام
التوبة بداية الطريق الحوراء25 المنتدي الاسلامي العام
التوبة والانابة قبل غلق الاجابة الرزان المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 09:31 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل