إنّ تعريض الطفل للمواد المطبوعة سيزيد من وعيه باللغة المكتوبة كما أكدت كثير من الأبحاث التربوية والنفسية، حيث سيدرك الطفل بعض المظاهر المميزة للغة المكتوبة. فمثلاً يمكن أن يدرك الطفل في سنى حياته الأولى أن الخربشات السوداء التي تقرأ له إنما هي كلمات منطوقة، وأن الكلام المكتوب يُقرأ في سطور من اليمين إلى اليسار، وتقرأ السطور من أعلى إلى أسفل. كما أنه سيدرك أن اللغة المكتوبة لا تظهر فقط على الأوراق، بل يمكن أن تظهر على أسطح مختلفة كالملابس والأكواب والمعادن والزجاج، وأن هناك فراغاً يفصل بين كلمة وكلمة. كذلك سيتولد وعي لدى الطفل بأن مصدر القصة التي تقرأ له ليس في الصور، وإنما المصدر هو العلامات المكتوبة التي ينظر إليها القارئ من وقت لآخر. ولكي تظهر وتتطور سلوكات القراءة المبكرة هذه، ينبغي خلق بيئة غنية بالمطبوعات، وإغراق الأطفال فيها بطريقة طبيعية وظيفية ذات معنى.