[IMG]https://files.***- /img/elp21888.gif[/IMG]
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ، هادي البشرية ومنقذ الإنسانية ، وعلى اله وصحابته الذين حملوا لواء الدعوة إلى الله فرفعوا راية الإسلام خفاقة في المشرق والمغرب حتى علت كلمة الله ، وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
أما بعد :
هذا الكتاب إلى كل من له قلب أوألقى السمع وهو شهيد ، إلى القلب الذي ينزف دما ويبحث عن الطمأنينة ، إلى العين التي تسكب الدمع وتبحث عن السكينة ، إلى دعاة الصلاح والفلاح والنجاح إن أعظم أسباب السعادة والهدوء والسكينة وانشراح الصدر : فتح باب الأمل والتفاؤل والفرج ؛ ولا يكون إلا بتحقيق الإيمان بالله رب العالمين والعمل الصالح ، وفي هذين العنصرين تكمن السعادة في الحياة الدنيا والآخرة.
( لا تحزن واعرف هذه الحقيقة )
لقد خلق الله الإنسان لحياة خالدة باقية ، وإن الدنيا هي دار عبور وممر لتلك الدار الباقية ، هذه الحقيقة حين تستقر في نفس المؤمنة وفي قلب المؤمن الموصول بالله يصاحبه الشعور بالمسؤولية عن كل يفعل أو يترك.
(لا تحزن لان الأعمال بالخواتيم)
عن أبي عتبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (إذا أراد الله بعبد خيرا عسله؟ قالوا: وما عسله؟ قال: يوقفه لعمل صالح ثم يقبضه عليه)
وهؤلاء منه م من يوقظ قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح سيختم بها عمره .
( لا تحزن ما دام بيتك ممتلئا سعادة ونورا )
أخي الحبيب هل تأملت ، هذه هي حياتهم ، لكنهم يشعرون أن بيتهم قد امتلأ سعادة وحبورا ونورا وسرورا ، إن قلوبهم تعيش المبادئ الحقة التي بعث بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولان الدنيا كانت في أيديهم ولم تكن في قلوبهم.
أين سعادة قارون ، وفرح وسروروسكينة هامان فالأول مدفون والثاني ملعون . بل إن السعادة كانت عند بلال وسلمان وعمار .(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ماعملوا ونتجاوز عنهم سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ).
( لا تحزن لأنك في خير مادمت تتكلم بأحسن الكلام )
لا أحد أحسن كلاماً وطريقاً وحالاً ممن دعا الناس إلى طاعة الله وطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذالك بتعليم جاهلهم ووعظ غافلهم ونصح معرضهم ، ومجادلة مبطلهم ، بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها .
( لا تحزن ما دمت تحب للمؤمنين ما تحب لنفسك)
ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين مايحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه ، فان رأى من أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه ، فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه.
( لا تحزن ما دمت مستجيبا لله وللرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )
قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون )سورة الانفال الاية 24
فالحياة الحقيقة الطيبة : هي حياة من استجاب لله ورسوله ظاهرا وباطنا ؛ فهولاء هم الأحياء وإن ماتوا ، وغيرهم أموات وإن كانوا إحياء الأبدان ولهذا كان أكمل الناس حياة اكلمهم استجابة لدعوة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) فإن كل مادعا إليه ففيه الحياة .
لا تحزن واستعن بالله ولا تعجز
عن أبي هريرة( رضي الله عنه ) قال: قال الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير، احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز،وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل: قدر الله وماشاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)
ولذالك تجد الناس يسخطون من القضاء والقدر لأنه عجزة لا يقومون بما طلب الله منهم ، أما المؤمن الصادق: فموقفه من القضاء والقدر يدور حول مقامات:
أن يؤمن أنه من عند الله
أن يشكر الله على النعمة
أن يحمد الله
(لا تحزن واعلم أثقل ما يوضع في الميزان)
عن أبي سعيد ألخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (قال موسى : يارب علمني شيئا أذكرك به ، وادعوك به؟ قال : قل يا موسى ، لااله إلا الله قال: يارب كل عبادك يقول هذا قال: قل: لا اله إلا الله ، قال: إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى: لو أن أهل السماوات السبع والارضين السبع في كفة ولا اله إلا الله في كفة مالت بهم لا اله إلا الله).
(لا تحزن لأن البلاء في صالحك )
اعلم أن البلاء والأمراض وغيرها من المؤذيات التي تصيب المؤمن ويصبر عليها تكون سببا لتطهيره من الذنوب ولذلك جاء في حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مايؤكد ذلك .
عن أبي سعيد وأبي هريرة (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاحزن ولا اذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)
(كيف نستعد ليوم الرحيل)
فالاستعداد ليوم الرحيل يكون بالأعمال الصالحة ،يكون بالصلاة يكون بالصيام، يكون بقراءة القران يكون بالصدقة ، يكون بالجهاد في سبيل الله ، يكون بحج بيت الله الحرام ، يكون بقيام الليل يكون بالذكر والتسبيح والتحميد والدعوة إلى الله..
(لا تحزن مادمت تعيش لله)
وهو أن يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل ، يقلبه كيف أراد ، لايكون له حركة ولا تدبير، فالاستسلام كتسليم العبد الذليل نفسه لسيده ، وانقياده له وترك منازعا تنفسه وإرادتها مع سيده والله اعلم.
(لا تحزن واحرص على الاستغفار فان له ثمارا)
يقول الله تعالى: (استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعللكم جنات ويجعل لكم انهارا )سورة نوح الاية رقم (10 -12)
ومن ثمرات الاستغفار :
1 ـ المغفرة .
2 ـ والغيث.
3 ـ وإمداد الله للمستغفر بالأموال.
4 ـ وإمداد له بالبنيين.
(لا تحزن فان طريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعظم طريق)
إن طريق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعظم طريق ومعنى ذلك: إن الله أكرم هذه الأمة الإسلامية وشرفها إن أشركها مع رسوله الكريم في هذه الطريق، وهي الدعوة إلى الله هذا سبيله وهذا طريقه كما قال الله تعالى: (قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)يوسف الاية (108)
( لا تحزن لأن الدنيا لا تستحق الحزن)
مسكين من اطمأن ورضي بدار حلالها حساب ، وحرامها عقاب ، أن أخذه من حلال حوسب عليه ، وأن أخذه من حرام عذبه ، ومن استغنى في الدنيا فتن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن أحبها أذلته ، ومن التفت إليها ونظرها أعمته.
(لا تحزن وفرغ خاطرك لما أمرت به)
ولا تشغله بما ضمن لك ، فإن الرزق والأجل قرينان مضمونان ، فما دام الأجل باقيا كان الرزق آتيا ، وإذا سدعليك بحكمته طريقا من طرقه فتح لك برحمته طريقا انفع لك منه.
(لا تحزن وأعرف من تصاحب)
الإنسان مجبور على التقليد ، والاقتداء بصاحبه وجليسه ، والأرواح جنود مجندة ، يقود بعضها إلى الخير أوإلى الشر، واقل نفع يحصل من الجليس الصالح انكفاف الإنسان بسببه عن السيئات والمساوئ والمعاصي ، رعاية للصحبة ومنافسة في الخير وترفعا عن الشر والله الموفق.
وقد ضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثلين للجليس الصالح ، والجليس السوء ، عن أبي موسى الأشعري ، (رضي) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد ، لايعدمك من صاحب المسك أما تشتريه وإما تجد ريحه ، وكير الحداد بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة)
(إياك والغفلة عن ذكر الله)
الذكر: هو أن تتخلص من الغفلة والنسيان ، فتمجد الله وتقدسه وتثني عليه سبحانه بجميع محامده .
لذلك صور لنا النبي المصطفى والرسول المجتبى الفارق بين الذاكرين والغافلين فقال : (مثل الذي يذكرربه، والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت)
( لا تحزن لأن القناعة مفتاح النجاة )