رد: تفسير سورة الأنفال
الآيات 11 ـ 14
( إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ )
أنعم الله على المؤمنين بالنعاس ليخفف من خوفهم لقلة عددهم وكثرة عدوهم كما حدث يوم أحد ، ويذكرهم الله بذلك .وأنزل عليهم مطرا من السماء ليطهرهم به من الحدث الأصغر والأكبر ويزيل عنهم وساوس الشيطان فذلك تطهير جسدى ونفسى ، ويثبت قلوبهم وعزائمهم .
ويوحى الله للملائكة بأن يقاتلوا مع المؤمنين وأن الله معهم ينزل فى قلوب الكافرين الخوف الشديد ويأمر الملائكة بأن يضربوا أعناق الكفار ويضربوا كل بنان كل مفصل وطرف فى أيديهم وأرجلهم
وهذا لأنهم خالفوا طريق الله ورسوله وتركوا الإيمان وشقوا عن طريقه .
ومن يخرج عن طريق الله فإن الله يعاقبه أشد العقاب .
ذوقوا أيها الكفار العذاب فى الدنيا ولعذاب الآخرة فى جهنم أشد .
الآيات 15 ، 16
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
يأمر الله المسلمين بعدم الفرار من الزحف وقتال الأعداء فيقول :
يا أيها المؤمنين إذا تقاربتم من الكفار للقتال فلا تفروا وتتركوا القتال
فمن يعطى ظهره إلا لكر وفر وخدعة قتال أو الإنضمام إلى جماعة أو لفن قتال فمن يهرب فقد رجع ـ باء ـ عليه غضب الله عليه وله جهنم وسيئ المصير فى النار .
الآيات 17 ـ 18
( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ )
إن الله هو قاتل أعداءكم بحوله وقوته وليس برميتكم وقوتكم ويوم بدر أظفركم عليهم ليس بقوتكم قتلتم ولكن الله نصركم ليعرف المؤمنين نعمة الله عليهم فى نصركم بالرغم من قلة عددكم وكثرة عدد الكفار
فالله قد سمع استغاثتكم وعلم من يستحق النصر.
وهكذا يضعف الله تدابيرالكافرين
وهذه بشارة لنصر المؤمنين على الكفار .
الآية 19
(إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ )
قال أبو جهل عندما التقى الفريقين : اللهم أقطعنا للرحم وأتانا بما لا نعرفه ، فأحنه الغداة ( وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم ) ـــ وهذا المقصود بقوله إن تستفتحوا ـــ فيقول الله للكافرين :
إن تستنصروا وتستقضوا الله وتحكموه بينكم وبين المؤمنين فقد أجابكم
وإن تتراجعوا عن الكفر بالله وتكذيب رسوله فهذا خير لكم فى الدنيا والآخرة
وإن عدتم للكفر نعد لكم بشدة هذه الواقعة من القتال
ولن تنفعكم جماعتكم مهما جمعتم من الجموع ومهما كثر عددكم
والله غالب على أمره وناصر المؤمنين .
الآيات 20 ـ 23
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ )
يأمر الله عباده المؤمنين بطاعة الله ورسوله والبعد عن نواهييه ولا يتركوا طاعته بعد ما علموا ما دعاهم إليه .
ولا تكونوا مثل المشركين الذين قالوا أنهم يسمعون ويستجيبون وهم منافقون .
فإن أشر الخلق الذين لا يسمعون ولا يتكلمون الحق وظنوا أنهم على الحق وهم لا يفهمون كالدواب التى ليس لها عقل .
ولو أن الله يرى منهم خيرا لهداهم ولكن لو هداهم لتركوا طريق الهداية إلى الضلال .
الآيات 24 ـ 25
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
يا أيها المؤمنون أجيبوا الله ورسوله الذى يدعوكم إلى ما يصلح أموركم من الحق
ويجب أن تعلموا أن الله يفرق بين المؤمن والكافر وبين الكفر والإيمان وهو مصرف القلوب إلى طاعته .
واحذروا اختبارا ومحنة تعم المسئ والصالح فهى ليست خاصة بأهل المعاصى فقط ولكن هى عامة
ويجب أن تعرفوا أن الله شديد العقاب للمسئ .
الآيات 26 ـ 28
( وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
تذكروا نعمة الله عليكم فقد كانت قريتكم من أذل الناس وأشقاها عيشا وأجوعها بطونا وأعراها وأضلها وتخشون غارة الناس عليكم من الفرس والروم حتى جاء الإسلام فوسع الله رزقكم وجعلكم ملوكا وزادكم بسطة فى الرزق والعزة ونصركم على أعدائكم ، فاشكروا الله على نعمه .
أيها المؤمنون لا تخونوا الله والرسول بترك سنته وارتكاب المعاصى وتخونوا الأمانة التى إئتمنكم الله عليها من الفرائض فتنقصوها وأنتم تعلمون بنقصها .
وقد كان سببا فى نزول الآية 27 أن بن أبى بلتعة كتب إلى قريش يعلمهم قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وخان المؤمنين والرسول ولكن تركه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه شهد بدر
وعليكم أن تعلموا أن أموالكم وأولادكم ابتلاء واختبار لكم لتشكروا وتطيعون وتنفقون كما أمركم الله ، وأجر الله عظيم لمن اتقى .
الآيات 29، 30
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ * وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )
يا أيها المؤمنون ، إذا اتقيتم الله فإن الله يجعل لكم النصر والنجاة وفصلا بين الحق والباطل
ويكفر لكم سيئاتكم ويغفر ذنوبكم
وهذا من فضل الله العظيم عليكم
وإن الكفار يدبرون لك المكائد ليحبسوك ويقيدوك أ, يقتلوك أو يخرجوك من مكة
دعهم يدبرون وتدبير الله أكثر تحصنا ونصر لك