قضية "طفلة ينبع" تحال لهيئة التحقيق ووالدها يتعرض لأزمة نفسية
كشف الناطق الإعلامي بشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام أن ملف الخادمة الإندونيسية التي قتلت ابنة مكفولها ذات الأربع سنوات في محافظة ينبع أحيل لهيئة التحقيق والادعاء العام.
وأوضح الغنام أن والد الطفلة حالته سيئة، حيث أدخل المستشفى أمس إثر تعرضه لأزمة نفسية.
وقد أثارت قضية طفلة ينبع شجون عدد من المواطنين والمواطنات
من جهة أخرى, فتحت قضية مقتل طفلة ينبع بمطالبة أكثر من 500 ألف موظفة في مختلف مناطق المملكة الجهات المختصة في الدولة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بإيجاد مراكز للحضانة في نفس المدرسة أو المستشفى أو المنشأة التي يوجد بها عدد من الأمهات الموظفات, مشيرات إلى أن والدة طفلة ينبع معلمة.
وناشدن سمو الوزير بضرورة افتتاح حضانات رسمية في كل مدرسة وتعيين عاملات رسميات مسؤولات عنها، والذي يعتبر من أبسط حقوق المعلمة على حد قولهن، والتي تخرج مهاجرة كل يوم تاركة أطفالها في أيدي عاملات لا تعلم عنهن شيئاً سوى أنها عاملة منزلية فقط.
وقالت إحدى المعلمات: نرفع كلمة واحدة وبصوت واحد لجميع المسؤولين في الدولة وخاصة وزير التربية والتعليم، حيث إن هذه الجريمة البشعة حدثت لإحدى منسوبات الوزارة، وليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة إذا ما ترك الأمر كما هو وبقي الحال دون تدخل رسمي.
وتابعت المعلمة: "كل ما نطلبه منكم هو لفتة إنسانية لهذا الموضوع، والنظر فيه بعين البصيرة، فليست الدول المجاورة أفضل منا في شيء، ففي مصر والسودان وكل بلدان العالم تخرج الأم برفقة صغارها صباحاً، وتعود بهم متى ما انتهت من عملها، من غير أن تحتاج إلى عاملة ترعاهم، بل هم في رعايتها.
عيسى الحربي-سبق-ينبع: روى عبدالسلام علي الشهري، ابن شقيق والد ضحية ينبع "تالا الشهري"، التي فارقت الحياة غدراً على يد خادمة إندونيسية أمس الأربعاء في منزلها بحي "العيون 1" في مدينة ينبع، تفاصيل الفاجعة التي هزت المجتمع السعودي.
وقال الشهري: "الخادمة تعمل لدى عمي منذ سبع سنوات، ولم يجد أهل المنزل منها سوى الأخلاق والتعامل الجيد، ودائماً تجد الثناء من الضيوف والجيران".
وأضاف: "كان من المقرر سفرها الأسبوع القادم إلى بلادها، ويتردد داخل المنزل تعلقها الشديد بالطفلة تالا، وربما السبب في إقدامها على جريمة القتل هو شعورها بفراقها الأبدي، وبدأ هذا الشعور يتطور في عقلها الباطن إلى أن قررت القضاء عليها حتى لا يتعلق بها أحدٌ غيرها".
وعن لحظات معرفتهم بالخبر قال الشهري: "عادت الأم وبناتها للمنزل، ووجدن الأبواب مغلقة من الداخل، وحاولن فتحها، إلا أنهن فشلن في ذلك، ولم يُسمع حينها سوى صوت التلفزيون".
وأضاف: "قامت الأم بالاتصال بالأب والدفاع المدني معاً، وبعد كسر الأبواب كانت الأم حينها في الفناء وسبقت الجميع الابنة الكبرى يارا في الصف الأول الثانوي، ووجدت الخادمة مستلقية في الصالة أمام التلفزيون؛ فذهبت على الفور لغرفة شقيقتها؛ لتجد رأسها مفصولٌ عن جسدها، والدماء في أرجاء الغرفة كلها".
وتابع: "وفور مشاهدتها الدماء سقطت مغشياً عليها، وهي الآن تتلقى العلاج في المستشفى، فيما أجرت الأم اتصالها بالأب لتخبره بالفاجعة، ليأتي بسرعة، وفي أحد تقاطعات الحي اصطدم وجهاً لوجه مع مواطن بصحبة ابنته، وتُوفِّي على الفور، وجرى نقل الطفلة للمستشفى، وترقد الآن في العناية المركزة".
وتابع الشهري: "توجهنا لتعزية أسرة قتيل الحادث المروري الذي خلفته الجريمة، إلا أن أهل الميت قاموا بتعزيتنا في مصيبتنا، وتنازلوا على الفور، وسامحوا عمي في قضية الدم".
وشكر عبد السلام الشهري الأمير عبدالعزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة، نيابة عن أسرة الضحية؛ لسماحه لها بالدفن قبل اكتمال التحقيقات؛ الأمر الذي أراح والدَيْها كثيراً، مشيراً إلى أن الصلاة سوف تُقام عليها بعد صلاة غد الجمعة.