بمناسبة شهر رمضان المبارك نعيش مع سيرة الحبيب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اليـــــــــــوم
(فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ )
الحلقة(21)
فَصْلٌ
فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ
( كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ )
الرِّجْسِ النَّجِسِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
_( وَكَانَ إِذَا خَرَجَ يَقُولُ : غُفْرَانَكَ ) وَكَانَ يَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ تَارَةً ،
_وَيَسْتَجْمِرُ بِالْأَحْجَارِ تَارَةً ، وَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا تَارَةً .
وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ فِي سَفَرِهِ لِلْحَاجَةِ انْطَلَقَ حَتَّى يَتَوَارَى عَنْ أَصْحَابِهِ ،
وَرُبَّمَا كَانَ يَبْعُدُ نَحْوَ الْمِيلَيْنِ .
_وَكَانَ يَسْتَتِرُ لِلْحَاجَةِ بِالْهَدَفِ تَارَةً ،
_وَبِحَائِشِ النَّخْلِ تَارَةً ،
_ وَبِشَجَرِ الْوَادِي تَارَةً .
_وَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ فِي عَزَازٍ مِنَ الْأَرْضِ - وَهُوَ الْمَوْضِعُ الصُّلْبُ -
_ أَخَذَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ فَنَكَّتَ بِهِ حَتَّى يُثَرَّى ثُمَّ يَبُولُ
_وَكَانَ يَرْتَادُ لِبَوْلِهِ الْمَوْضِعَ الدَّمِثَ - وَهُوَ اللَّيِّنُ الرَّخْوُ مِنَ الْأَرْضِ -
وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَبُولُ وَهُوَ قَاعِدٌ حَتَّى قَالَتْ عائشة :
( مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّهُ كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ ، مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا ) ،
وَقَدْ رَوَى مسلم فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ حذيفة
( أَنَّهُ بَالَ قَائِمًا )
_ فَقِيلَ : هَذَا بَيَانٌ لِلْجَوَازِ ،
_ وَقِيلَ : إِنَّمَا فَعَلَهُ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِمَأْبِضَيْهِ . وَقِيلَ فَعَلَهُ اسْتِشْفَاءً .
قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
_وَالْعَرَبُ تَسْتَشْفِي مِنْ وَجَعِ الصُّلْبِ بِالْبَوْلِ قَائِمًا .
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ تَنَزُّهًا وَبُعْدًا مِنْ إِصَابَةِ الْبَوْلِ ،
فَإِنَّهُ إِنَّمَا فَعَلَ هَذَا لَمَّا أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ - وَهُوَ مَلْقَى الْكُنَاسَةِ - وَتُسَمَّى الْمَزْبَلَةَ ،
_ وَهِيَ تَكُونُ مُرْتَفِعَةً ، فَلَوْ بَالَ فِيهَا الرَّجُلُ قَاعِدًا لَارْتَدَّ عَلَيْهِ بَوْلُهُ ،
وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَتَرَ بِهَا وَجَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الْحَائِطِ فَلَمْ يَكُنْ بَدٌّ مِنْ بَوْلِهِ قَائِمًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ ذَكَرَ الترمذي عَنْ ( عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :
رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبُولُ قَائِمًا
فَقَالَ : يَا عمر لَا تَبُلْ قَائِمًا ، قَالَ : فَمَا بُلْتُ قَائِمًا بَعْدُ ) ،
قَالَ الترمذي : وَإِنَّمَا رَفَعَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ ،
وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ .
وَفِي مُسْنَدِ البزار وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( ثَلَاثٌ مِنَ الْجَفَاءِ : أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ قَائِمًا ،
أَوْ يَمْسَحَ جَبْهَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ ،
أَوْ يَنْفُخَ فِي سُجُودِهِ )
وَرَوَاهُ الترمذي
وَقَالَ : هُوَ غَيْرُمَحْفُوظٍ ،
وَقَالَ البزار : لَا نَعْلَمُ مَنْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ إِلَّا سعيد بن عبيد الله ،
وَلَمْ يَجْرَحْهُ بِشَيْءٍ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : هُوَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ .
وَكَانَ يَخْرُجُ مِنَ الْخَلَاءِ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ ،
وَكَانَ يَسْتَنْجِي وَيَسْتَجْمِرُ بِشِمَالِهِ ،
وَلَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ شَيْئًا مِمَّا يَصْنَعُهُ الْمُبْتَلُونَ بِالْوَسْوَاسِ مِنْ نَتْرِ الذَّكَرِ ،
وَالنَّحْنَحَةِ ، وَالْقَفْزِ ، وَمَسْكِ الْحَبْلِ ،
وَطُلُوعِ الدَّرَجِ ، وَحَشْوِ الْقُطْنِ فِي الْإِحْلِيلِ ،
وَصَبِّ الْمَاءِ فِيهِ وَتَفَقِّدِهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ،
وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ بِدَعِ أَهْلِ الْوَسْوَاسِ .
_وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَالَ نَتَرَ ذَكَرَهُ ثَلَاثًا .
وَرُوِيَ أَنَّهُ أَمَرَ بِهِ ، وَلَكِنْ لَا يَصِحُّ مِنْ فِعْلِهِ وَلَا أَمْرِهِ . قَالَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ .
_( وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَهُوَ يَبُولُ لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ )
ذَكَرَهُ مسلم فِي صَحِيحِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ .
وَرَوَى البزار فِي مُسْنَدِهِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّهُ
( رَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا رَدَدْتُ عَلَيْكَ خَشْيَةَ أَنْ تَقُولَ سَلَّمْتُ
عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ سَلَامًا ، فَإِذَا رَأَيْتَنِي
هَكَذَا فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ السَّلَامَ )
وَقَدْ قِيلَ : لَعَلَّ هَذَا كَانَ مَرَّتَيْنِ ،
وَقِيلَ : حَدِيثُ مسلم أَصَحُّ ؛
لِأَنَّهُ مِنْ حَدِيثِ
الضحاك بن عثمان عَنْ نافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
وَحَدِيثُ البزار مِنْ رِوَايَةِ أبي بكر - رَجُلٌ مِنْ أَوْلَادِ عبد الله بن عمر - عَنْ نافع عَنْهُ . قِيلَ : وَأَبُو بَكْرٍ هَذَا : هُوَ أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر
رَوَى عَنْهُ مالك وَغَيْرُهُ ، والضحاك أَوْثَقُ مِنْهُ .
_وَكَانَ إِذَا اسْتَنْجَى بِالْمَاءِ ضَرَبَ يَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْأَرْضِ ،
_وَكَانَ إِذَا جَلَسَ لِحَاجَتِهِ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنَ الْأَرْضِ .
تنبيه :
اى حديث ذكره ابن القيم وحكم بضعفه ذكره من باب العلم فقط وليس من باب العمل.
المراجع
زاد المعاد لابن القيم